مواضيع اليوم

رجال الدين هم رجال الدين !!

سلمان عبدالأعلى

2012-01-02 13:37:53

0

 

رجال الدين هم رجال الدين .. !!

بقلم: سلمان عبدالأعلى

إن من يقلب صفحات التاريخ ويتأمل فيها بشكل جاد يدرك جلياً بأن الناس هم الناس لم تتغير فيهم الكثير من الصفات والدوافع، فالتاريخ يُعيد نفسه كما يُقال، إذ لا يزال الناس في الحاضر كما هم في الماضي يعيشون ويتعاملون في هذه الحياة بلغة المصالح، ولا فرق جوهري بين الناس في الماضي عنهم في الحاضر في هذه الناحية إلا في الأدوات والوسائل المستخدمة، أما الغايات والأهداف فهي تقريباً واحدة أو شبه واحدة.

فلغة المصالح ما تزال هي اللغة الحاكمة والمسيطرة على عقول وتصرفات الغالبية من الناس، ولا توجد لغة أخرى لها صوت واضح كهذه اللغة، أما غيرها فصوتها خافت ومبحوح ولا يكاد يسمع، وإن سُمع فإنه قد لا يكون له ذلك التأثير الكبير، لأن صوت المصالح والأطماع يعلوا – عادةً - على كل صوت مهما كان مسموعاً أو جميلاً وجذاباً.

والكثير من الناس يدرك هذا المعنى ويؤمن به، فهو يجد بعض الحوادث والصفات الموجودة لدى الناس في الماضي تتكرر في الوقت الحاضر على يد أناس آخرين بنفس الأهداف والدوافع الماضية تقريباً، فمثلاً نلاحظ أن أهداف ودوافع الظالمين والطغاة (والمفسدين) في الماضي هي نفس دوافع وأهداف الظالمين والطغاة (والمفسدين) في العصر الحاضر، وهكذا هو حال عموم شرائح المجتمع الأخرى (كالأغنياء – الفقراء – التجار .. )، فالناس هم الناس، لا زالوا حريصين على مصالحهم الذاتية، وإن برروها أو أظهروها بوجه آخر.

ونفس هذا الأمر ينطبق أيضاً على رجال الدين، فالكثير من أهداف ودوافع رجال الدين في الماضي هي نفس أهداف ودوافع رجال الدين في الحاضر، كما أن الكثير من أهداف ودوافع رجال الدين غير المسلمين هي نفس أهداف ودوافع بعض رجال الدين المسلمين، كما أن تصرفات وسلوكيات رجال الدين في الماضي نراها أيضاً تتكرر على يد بعض رجال الدين في عصرنا الحاضر، وهذا الأمر سوف نشاهده بأعيننا ونسمعه بآذاننا لو تأملنا جيداً(وتعيها أذن واعية).

ولكن البعض يرفض هذا الكلام ويستنكره ويستبعده، مع أنه قد يقبله برحابة صدر على فئات المجتمع الأخرى، كالحكام والطغاة والظالمين والفقراء والمستضعفين وعموم أفراد المجتمع، ولكن الأمر لديه يختلف تماماً إذا كان الكلام عن رجال الدين المسلمين (خصوصاً الذين ينتمون لمذهبه أو لتياره الفكري)، وكأن رجال الدين عنده في الماضي أو من غير المسلمين شياطين مارقين، بينما رجال الدين المسلمين (الذين يتبعون مذهبه أو تياره الفكري) في الوقت الحاضر ملائكة مقربين !

طبعاً أنا لا أعني هنا بأن كل صفات ودوافع رجال الدين المنحرفين في الماضي تنطبق على كل رجال الدين في عصرنا الحاضر بغض النظر عن صلاحهم أو انحرافهم، وإنما أقصد بأن هناك الكثير من صفات ودوافع رجال الدين المنحرفين في الماضي تتطابق بشكل كبير مع صفات ودوافع رجال الدين (المنحرفين) في عصرنا هذا، فعلى الرغم من ابتعاد الزمن واختلاف الديانة إلا أن الحالة واحدة تقريباً.

وقد نجد الكثير يقبل بهذا الكلام ولا يمانع، ولكن بشرط أن يكون موجهاً لرجال الدين من غيره مذهبه أو تياره الفكري، أما إذا كان موجهاً لرجال الدين الذين ينتمون لنفس مذهبه أو لنفس تياره الفكري فإنه حينئذ لا يقبله ولن يتقبله.

 


رجال الدين المنحرفين في القرآن الكريم:

ما ذكرناه آنفاً هو مقدمة لهذه الفقرة وهي: صفات رجال الدين المنحرفين في الأمم الماضية الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم، والتي نراها غير بعيدة عن رجال الدين المنحرفين في زماننا هذا على الرغم من اختلاف الديانة، ولهذا سوف نذكر بعض الآيات القرآنية المباركة التي تطرقت لذكرهم ومن ثم سنعود للمناقشة .


· كتمان الحق:

- قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ البقرة آية 146

- وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ البقرة آية 158.

 


·
أكل أموال الناس بالباطل:

- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ، سورة التوبة آية 34 .

 


· يكتمون الحق ويشترون الضلالة ويريدون أن يضل الناس:

- قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ آل عمران آية 187

- وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ﴾ النساء آية 44.

 

· رجال الدين وتحريف الدين:

- قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ البقرة 79.

- وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ آل عمران 78 .

 

· رجال الدين نقضوا ميثاقهم ويحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به .

- وقال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ المائدة آية 13.

 

تأمل ومناقشة..

عرفنا فيما ذكرناه آنفاً من الآيات المباركة أن هناك من رجال الدين في الأمم الماضية من يحكم بغير ما أنزل الله، ومن يكتم الحق، ومن يشتري الضلالة، ومن يحرف الدين، ومن ينقض الميثاق... فهل يا ترى تلاشت هذه الأمور ولم تعد موجودة في رجال الدين في عصرنا الحاضر؟؟ أم أنها لا تزال موجودة ولكنها محصورة فقط في رجال الدين من غير المسلمين ؟ !

إننا ندرك بأن هناك من سيقول بأن هذه الآيات المباركة كانت تتحدث عن رجال الدين في الأمم السابقة أو عن رجال الدين لدى اليهود والنصارى وليس عن رجال الدين المسلمين، ولذلك فلماذا تستشهدون بها إذاً ؟

ولهؤلاء أطرح هذا السؤال قبل الإجابة على هذا التساؤل:

هل أن رجال الدين المسلمين حالياً لا يوجد فيهم من تنطبق عليهم مثل هذه الصفات أو بعضها ؟ بمعنى هل نستطيع أن نقول بأن جميع رجال الدين المسلمين لا يوجد فيهم من يكتم الحق، ولا من يحكم بغير ما أنزل الله، ولا من ينقض الميثاق وغيرها من الصفات الأخرى ؟ !!

بالطبع، لا أعتقد بأن هناك من يدعي ذلك، لأن رجال الدين المسلمين غير معصومين عن ارتكاب مثل هذه الأخطاء، كما أن الكثير من الوقائع التاريخية والشواهد الحالية تؤكد وقوع بعضهم في مثلها.

والأمر الآخر هو وجود مجموعة من الروايات الشريفة التي وردت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام والتي تؤكد في مضامينها وجود مثل هذه الصفات في بعض رجال الدين المسلمين، نذكر منها على سبيل المثال:

· عن رسول : علماء هذه الأمة رجلان، رجل آتاه الله علماً فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعاً ولم يشر به ثمناً فذلك يستغفر له حيتان البحر ودواب البر والطير في جو السماء، ويقدم على الله سيداً شريفاً حتى يرافق المرسلين، ورجل آتاه الله علماً فيبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعاً وشرى به ثمناً فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد: هذا الذي آتاه الله علماً فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعاً واشترى به ثمناً، كذلك يفرغ من الحساب .. راجع كتاب بحار الأنوار ج 2 ص 54

فهذه الرواية كما نراها ليست ببعيدة عن قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ آل عمران آية 187، وكذلك قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ﴾ النساء آية 44. وقوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ البقرة 79.

· كذلك جاء عن الإمام العسكري عليه السلام في رواية ... عن رسول الله : شرار علماء أمتنا المضلّون عنا، القاطعون للطرق إلينا، المسمّون أضدادنا بأسمائنا، الملقّبون أندادنا بألقالبنا، يصلّون عليهم وهم للّعن مستحقّون، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقرّبين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون .. ثم قال: قيل لأمير المؤمنين : مَن خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟.. قال: العلماء إذا صلحوا، قيل : ومَن شرّ خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمّين بأسمائكم، وبعد المتلقبين بألقابكم ، والآخذين لأمكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم ؟.. قال: العلماء إذا فسدوا ، هم المظهرون للأباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزّ وجلّ :أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا . الآية. راجع كتاب بحار الأنوار ج2 ص86- 89 .

وهنا نلاحظ أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام لم يستثني علماء المسلمين، بل إن كلامهم هو عن شرار علماء أمتنا كما تقول الرواية، وهذا ليس ببعيد عن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ البقرة آية 146، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ البقرة آية 158كما جاء هذا في نص الرواية أيضاً .

إن هذا التطابق أو التشابه بين الآيات والروايات يؤكد بأن هذه الآيات المباركة ليست محصورة على رجال الدين في الأمم السابقة أو على رجال الدين من غير المسلمين، وإن ما يقوله البعض من أنها –أي الآيات المذكورة آنفاً- ليست شاملة لرجال الدين المسلمين يشبه ما قاله معاوية ابن أبي سفيان لأبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه حول قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ، سورة التوبة آية 34 .

إذ تقول بعض المصادر أن حصين بن زيد عندما مر بأبي ذر بالربذة سأله قائلاً: ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان ... راجع صحيح البخاري ج2 ص 111

كما أنه إذا كانت الآيات القرآنية المباركة التي ذكرناها سابقاً هي خاصة ومحصورة فقط برجال الدين في الأمم السابقة، بحيث لا توجد بها أي دلالة أو صلة على حالنا وواقعنا الحالي، فلماذا إذاً ذكرت في القرآن الكريم ؟ فنحن نعرف أن القصص التي ذكرت في القرآن الكريم هي لأخذ العظة والعبرة من أحوال من سبقونا من الأمم السابقة، وليس من أجل التسلية أو لمجرد إخبار من غير غاية وهدف ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾.

والبعض قد يتعذر عن قبول ذلك بقوله: بأن هذا الأمر غير واضح بالنسبة لرجال الدين المسلمين في وقتنا الراهن، أي أن انحراف بعض رجال الدين المسلمين غير واضح (المنحرفين غير معروفين) لجميع المسلمين، وإذا كان كذلك فكيف نؤمن بوجوده ؟

إن من يقول هذا القول يغفل عن أن انحراف بعض رجال الدين في الأمم الماضية كان أيضاً ليس واضحاً في حينه لدى كافة الناس كما هو واضح الآن، فالحالة إذاً هي ذاتها لم تتغير، كما أن عدم اكتشاف الإنسان لانحراف بعضهم – أي بعض رجال الدين- لا يعني بأنه لا يوجد منحرف فيهم، وإنما يعني فقط بأنه لم يعرفه أو يتعرف عليه.

لو افترضنا بأنه بعد كل ما ذكر لم يثبت لدى البعض شمول بعض رجال الدين المسلمين في عصرنا هذا بالآيات القرآنية التي ذكرناها سابقاً .. ولهؤلاء نسأل:

افترضوا جدلاً بأن هناك من رجال الدين في زماننا هذا من يتقمص ويلعب نفس أدوار رجال الدين السابقين ويتبع نفس أساليبهم أو بعضها، ﴿كأن يكتمون الحق وهم يعلمون، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويشترون الضلالة، ويريدون أن يضل الناس السبيل، وينقضون ميثاقهم، ويحرفون الكلم عن مواضعه﴾ .. فهل يا ترى سوف تشملهم الآيات القرآنية التي ذكرناها أم أنها ستكون أيضاً بعيدة عنهم رغم التطابق والإتحاد؟ !!

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !