مواضيع اليوم

رجال الدين أفيون الشعوب

سلمان عبدالأعلى

2011-12-26 18:10:09

0

رجال الدين أفيون الشعوب

 

بقلم: سلمان عبدالأعلى

ربما يظن بعض القراء الأعزاء بأنني أخطأت أو اشتبهت في المقولة التي أوردتها كعنوان لهذا المقال، إذ أن المقولة الشهيرة التي أطلقها أو أشتهر بها كارل ماركس هي: "الدين أفيون الشعوب" وليس كما ذكرنا .. ولكن هذا لم يحصل عن خطأ أو اشتباه وإنما تعمدت هذا التغيير، ولم أكن مخطئاً في إيراده أو مشتبهاً في ذكره.


فالكثير من رجال الدين كثيراً ما يعملون (بقصد) أو يكونون (بدون قصد) كـ أفيون مخدر للشعوب حيث أنهم يجعلون أفراده مشلولين فكرياً ومخدرين اجتماعياً (بلا حركة)، مستخدمين في ذلك الدين كأداة لتخدير الشعوب.. ويصف الدكتور علي شريعتي هذه الحالة عندما يمر بها بوصف رائع ودقيق إذ يقول أحياناً: "استخدم الدين كأفيون للشعوب" ويقول في أحيان أخرى "أضحى الدين بمثابة أفيوناً للشعوب" . إذ أن الدين في أساسه هو المنقذ والمحرك والباني للشعوب، وأي عمل يعمل كأفيون مخدر يمنع الحركة والتفكير لا يمكن أن يكون من الدين في شيء، لذا نجد الأستاذ عباس محمود العقاد يقول بأن "المذاهب الهدامة أفيون للشعوب" كما جاء ذلك كعنوان لأحد كتبه .

تقول كارين آمسترونج في كتابها معارك في سبيل الإله: " وكان كارل ماركس يرى أن الدين من أعراض المجتمع المريض، وأنه أفيون يعين البشر على تحمل النظام الاجتماعي المريض، ويحرمهم من الإرادة اللازمة للعثور على علاج شاف عن طريق صرف العقل عن هذا العالم، وتوجيهه إلى العالم الآخر .

لذا نرى أن استبدال العبارة بـ عبارة ((رجال الدين أفيون الشعوب)) أفضل وأدق، لأنهم هم من يستخدمون الدين كـ أفيون للشعوب، على أننا لا نستطيع إطلاقها وتعميمها على كل أو مجمل رجال الدين، لأن هذا ظلم فاضح، فهناك الكثير من رجال الدين المخلصين والواعين الذين كانت لهم إسهامات كبرى للتغيير ولمقاومة الواقع المريض، إذ كانوا ملهمين للحركة والتطوير، وسباقين للثورة والتغيير، فكانوا ورواداً للنهضة برفضهم السكون أو الخنوع والاستسلام لآلام الواقع ولمراراته، ولهذا واجهوا ما واجهوا في سبيل ذلك، ولكن هؤلاء ليسوا محلاً لكلامنا هنا.


كيف يكون رجال الدين أفيوناً للشعوب ؟ !!
ويبقى التساؤل المهم: متى أو كيف يكون رجال الدين أفيوناً للشعوب ؟ أو متى يستخدم رجال الدين (الدين) كـ أفيون للشعوب؟ !!


إننا وإن كنا قد أجبنا على هذا التساؤل بإجمال في المقدمة إلا أننا سوف نركز هنا بشيء من الإسهاب على بعض المظاهر التي يكون فيها رجال الدين بمثابة الأفيون المخدر للشعوب.


وقد يكون من أبرز هذه المظاهر التي تخدر العقول، القصور في فهم الدين، إذ أن الكثير من رجال الدين – هداهم الله- يحصرون الدين في سلسلة من العبادات والطقوس التي تمارس من أجل الفوز برضا الله سبحانه وتعالى والحصول على الأجر في الدار الآخرة، ولذلك نرى خطاباتهم تختزل الدين في الصلاة والصيام والزكاة والخمس وأحكام الطهارة وحكم حلق اللحية وحكم الحجاب والتشجيع على ممارسة الشعائر والطقوس الدينية وغيرها من الأمور النظرية الأخرى (طقوس+حلال وحرام= الجنة والنجاة في الدار الآخرة) . إذ أنهم يصورون الدين وكأنه جاء فقط لكي يقيد ويضيق على الإنسان حياته في الدنيا لكي ينقذه في الآخرة، ومع ذلك نجدهم يكررون باستمرار عبارة "الدين يسر" !


أجل، الكثير من رجال الدين يفهمون الدين أو يصورونه بهذا المفهوم البسيط، ويغفلون عن أن الدين جاء كنظام شامل وكلي لتنظيم الحياة في الدنيا بما يحقق الفوز والنجاة في الآخرة (إعمار الدنيا والآخرة)، إذ لا يمكن اختزاله –أي الدين- في عدد بسيط من الطقوس والممارسات التعبدية البحتة، فهو من المفترض أن يكون هو الدافع والمحرك نحو النهضة والتنمية والإصلاح في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية .. لا أن يكون سبباً للجمود والخمول والكسل والاستسلام للواقع المريض .

للأسف أننا نجد الكثير من رجال الدين يقفون كعائق أمام تحقيق ذلك أو التفكير فيه، لأن هذه الأمور في نظرهم من الحب المذموم للدنيا الفانية.. ومن التعلق بزخرفها وزبرجها ! لذا نسمعهم يرفعون أصواتهم ويضجون وهم منفعلين: يا أيها الناس عليكم بالانشغال بأنفسكم ... عليكم بانتظار الموت ... عليكم بالزهد في هذه الدنيا الدنية ..فالدنيا والآخرة ضرتان .. وغيرها من الكلمات والمواعظ الدينية الصحيحة التي يستخدمونها في غير مكانها أو لغير المقصود أو المناسبة التي وردت فيها .

والأدهى من ذلك والأمر عندما يقوم رجال الدين بالدعوة تصريحاً أو تلميحاً –بشكل مباشر أو غير مباشر- للاستسلام أمام المشاكل والعقبات التي يواجهها الإنسان في حياته، فعندما يقع الإنسان في مشكلة أو في عقبة تعكر صفو حياته، نجدهم يسارعون نحوه لا لكي يقدموا له الحلول والمعالجات الفعالة التي قد تسهم في تخليصه مما هو فيه، وإنما لكي يقنعونه بها ويجعلونه يضع يده على خده مستسلماً لآلامه ولمعاناته.

وبالطبع أن كل ذلك يتم بحجج دينية، إذ أنهم يبدعون وهم يعرضونها بأسلوب حزين وشجي، فنسمعهم مثلاً يقولون : عليك بالرضا بقضاء الله وقدره .. عليك بالصبر على المصيبة والتوكل على الله .. عليك بانتظار الفرج .. عليك بانتظار الإمام المهدي عجل الله فرجه ... وغيرها من العبارات والمواعظ . إذ أنهم يقولون له مثل هذه الأقوال دون أن يقدموا له أية أفكار عملية لمعالجة المشكلة أو لتساعده على مقاومتها والصمود في وجهها .

ولا يُفهم من كلامي هذا بأنني أرى بأن هذه المواعظ والنصائح غير صحيحة أو أنه يجب التخلي والابتعاد عنها، وإنما أقول بأننا علينا أن نعمل بالأسباب قدر استطاعتنا أولاً، ومن ثم نتوكل ونفوض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، أما أن يتم ذلك من البداية فهذا كما أرى يمثل دعوة صريحة للاستسلام والخنوع .

كذلك نجد رجال الدين يلعبون أدواراً أفيونية عندما يمارسون وصايتهم على المجتمع باسم الدين، فنراهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، بحجة أن الدين شامل لكل نواحي الحياة، وكلامهم صحيح .. ولكن ((الدين هو الشامل وليس هم))، إذ أنهم كما يبدو لم يعودوا يميزون ويفرقون بينهم وبين الدين ذاته (هم الدين والدين هم) !

ولذا نتأسف على بعض أفراد المجتمع الذين نجدهم قد اقتنعوا بهذا الأمر وأخذوا يستسلمون لهم ويسلمون عن طوع منهم ورغبة، فهؤلاء المغفلون المساكين يظنون أن هذا الاستسلام هو استسلام وتسليم للدين، وما هو في الحقيقة إلا استسلام وتسليم لرجال الدين، وهناك فرق كبير بين كلا الأمرين، ولكن هؤلاء المساكين لا يستطيعون التمييز بين رجال الدين و(الدين) حتى يستطيعوا إدراك الفرق .. فهم كما يبدو يعتقدون بأن رجال الدين هم الدين الذي يمشي برجليه على وجه الأرض !!

ونتيجة لذلك نراهم يرددون بسذاجة وببراءة أقرب ما تكون لبراءة الأطفال وبساطة تفكيرهم .. بأننا لا نفهم شيئاً وما علينا إلا أن نطلب من سماحة الشيخ الفلاني أو من سماحة العلامة العلاني أن يخبرنا بما هو حق وما هو باطل ! (فقط يخبرنا لا أن يفهمنا ويشرح لنا، لأننا في الغالب لا نستطيع أن نفهم أو لا يمكننا الاستيعاب، فنحن لسنا من رجال الدين المتخصصين !!). إذ أن أقوال رجال الدين عند هؤلاء المغفلين تأخذ كمسلمات يقينية لا تحتاج للبرهنة ولا للتدليل .

مهما يكن من أمر، فإن هذا هو الوضع الحاصل وإن أبى البعض أن يعترف به، فالكثير من الناس البسطاء المغفلون أعطى عقله إجازة رسمية مفتوحة حتى إشعار آخر، وأخذ يأخذ من رجال الدين كل شيء بدون أدنى تفكير أو تأمل، لدرجة وصل الأمر ببعضهم بأن يأتمر بأمرهم حتى في أموره الشخصية البحتة التي من المفترض أنه يفهمها ويستطيع تقديرها بشكل أفضل من رجال الدين الذين يسمع كلامهم ويأتمر بأمرهم، ولكنه يفضل دائماً وأبداُ الانصياع لهم وتقليدهم في كل أمر، حتى أبسط الأمور يعتقد بأنه لا يفهمها ولا يحسن استيعابها بذاته، لأنها كما يرى لا يفهمها ولا يستطيع تفسيرها بشكل صحيح إلا من خلال الدين المتمثل عنده في رجال الدين !

بهذا الفهم يصبح الإنسان مقلداً ومقيداً فكرياً في كل شيء، في الفقه وفي العقائد وفي القضايا والمسائل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.. وما عليه إلا الانصياع خلف عمامة رجل الدين والإلتجاء تحت عباءته وإطاعة أمره (طاعة عمياء) عندما يقول: أفعل أو لا تفعل !!

يقول أحد الشباب المخدرين والذين يظنون أنفسهم سائرون على هدى الحق ونهج العقل: "بأنه لا يقرأ أي كتاب ولا يطلع على أي شيء إلا إذ استشار سماحة الشيخ الفلاني وأخذ الإذن منه !!

وهذا المخدر نفسه أيضاً تناقشت معه حول قضية فكرية معينة وحاولت بشتى الطرق والوسائل إيضاح وجهة نظري فيها، ودعمت رأيي بالأدلة والبراهين، إلا أنه ظل مستنكراً علي مع أنه لم يأتي بأي رد .. وبعد فترة إلتقيت به وقال لي : كلامك الذي طرحته سابقاً صحيح.. فتعجبت وقلت له: ما الذي دعاك للاقتناع به الآن ؟
فأجاب: سألت سماحة الشيخ عنه وقال بأنه صحيح ولا إشكال فيه !

الغريب أن الشيخ كما ينقل هذا الشخص نفسه لم يقدم له أية أدلة أو براهين وإنما أبدا رأيه فقط .. وعند سؤاله لماذا لم تقتنع بكلامي عندما عرضته عليك واقتنعت بكلام الشيخ مع أنه لم يأتي بإثباتات أو أدلة ؟؟

أجابني قائلاً: إنني لا أستطيع أن أخذ منك شيئاً لأنني أراك متأثر – على حسب كلامه- ببعض المنحرفين والعلمانيين.. ولا أدري هل أن هذه المواضيع تدخل تحت دائرة القناعة أم التقليد..!!

وهذا هو ما أسماه الدكتور علي الوردي بالتنويم الاجتماعي إذ يقول فيه: "التنويم الاجتماعي له أثر بالغ في شل التفكير . فالذي يقع تحت وطأته لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ما يملي عليه الإيحاء التنويمي العام. وأنت لا تستطيع أن تجادله أو تباحثه مهما يكن دليلك إليه صارخاً. إن إطاره العقلي مغلق بشكل لا ينفذ إليه أي برهان مهما كان . إنه ينظر في الأمور من خلال ذلك الإطار. وهو قد يهيج كالثور حين تحاول أن تأتي له بما هو خارج عن نطاق ذلك الإطار".

ولا ننسى أن من أكثر الأمور التي يستخدمها بعض رجال الدين لتخدير عقول الناس هي القصص والمعاجز والكرامات والأحلام، التي كثيراً ما تكون أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة والواقع، فهي تشل حركة التفكير لدى الناس وتجعلهم يتعلقون بالخيالات التي كثيراً ما تكون خرافات وأوهام لا أساس لها .

وحتى وإن أراد رجال الدين أن يعرضوا لنا قصصاً واقعية عن سير الأنبياء والأولياء المصلحون عليهم السلام، فإنهم عادة ما يعرضونها بصورة غيبية بحتة، وكأنهم – أي الأنبياء والأولياء- لا يتعاملون بشكل طبيعي على الإطلاق، فكل إنجازاتهم وأعمالهم عبارة عن معاجز وكرامات يعجز أمثالنا عن الإتيان بمثلها أو بأشباهها، لأننا غير محيطين بمكنوناتها، فهي أمور غيبية خاصة لأولياء الله ولأحبائه المصطفون ..

والسؤال هنا: لماذا لا تطرح سيرة هؤلاء المصلحون عليهم السلام بصورة طبيعية تمكننا من اقتباس الدروس والعبر منها؟ وذلك حتى نسير على خطاهم ونقتدي بهم، إذ كيف يتسنى لنا أن نقتدي بهم إذا كانت إنجازاتهم ومجمل حياتهم قائمة على الغيبيات؟ !! ألا يعد هذا تخديراً للعقول حيث يجعل الفرد منا ينتظر التأييد الإلهي الغيبي بدلاً من المبادرة للعمل بالأسباب الطبيعية ؟ !!

ونلاحظ أيضاً من بعض خطابات رجال الدين التي تخدر العقول اهتمامهم المبالغ فيه بقضية الاعتقاد، حيث يركزون على العقيدة على حساب العمل، فهم لا يعيرون العمل نفس الأهمية والدرجة التي يولونها للعقيدة، فكثيراً ما يركزون في أقوالهم بأن العمل بلا عقيدة صحيحة لا ينفع، ولكنهم كثيراً ما يتجاهلون العكس أي آثار العقيدة بلا عمل صالح، وكان من المفترض أن يكون التركيز متوازن على العقيدة والعمل الصالح، لأنه في الكثير من الحالات يستدل على العقيدة والاعتقاد من خلال السلوك والعمل .

أيضاً من تأثيرات رجال الدين الأفيونية والتي ربما لا يكون لهم دخل فيها بشكل ظاهر أو مباشر، أن بعض الناس لا يرى الحق إلا بهم ومن خلالهم، أي أنه من حيث يشعر أو لا يشعر يظن (أن الحق معهم يدور معهم حيثما دار)، فنجد مثلاً أن الكثير من الناس عند وقوع أي مشكلة أو قضية لا يفكر فيها ولا بتفاصيلها، وإنما يحدد موقفه بناءً على رأي سماحة الشيخ وما يقول فيها، فإذا قال الحق هنا صار كما قال، ولو قال أن الحق في الجهة المعاكسة لصار عندهم كذلك، إذ أن الفرق فقط في رأي الشيخ لا في أصل القضية أو المسألة .


لهذه الدرجة وصلنا وأكثر، إذ أصبح البعض لا يفكر أمام رجل الدين، ويصر على التعلق به مهما حدث ومهما فعل، ولقد سمعت بأذني من أحد الأشخاص وهو يقول: صحيح أن الشيخ الفلاني، فعل ما فعل، وتسبب فيما تسبب.. إلا أنه لم تتغير وجهة نظري فيه !! .. ولا أدري هل هناك تخدير للعقول أعظم من هذا ؟ !!

قد يقول قائل: بأنني متحامل على رجال الدين، فالمسألة والمشكلة ليست منهم، لأن الناس هي من وضعتهم في هذه المرتبة، وهي كذلك من تتعامل معهم كالمعصومين ؟؟ فلماذا تحملونهم بما لم تقترف أيديهم ؟؟ !!

إن هذا الكلام في ظاهره لا يخلو من صحة ولكنه مع ذلك غير دقيق، فبعض رجال الدين حتى وإن كان لم يكن يحث الناس أو يشجعهم على تنزيهه وتقديسه.. إلا أننا نراه صامتاً ولا يحرك ساكناً تجاه ما يجري، وكأنه لا دخل له فيه.. فهو يريد أن يتمتع بهذه الامتيازات المقدمة له حتى وإن أخفى ذلك ولم يعلنه .. وإلا لماذا لا يحارب مظاهر التقديس هذه على الرغم من كونها سمات وملامح واضحة المعالم في تضاريس مجتمعاتنا؟؟!!

وبعبارة أخرى إذا كان رجال الدين يرفضون مظاهر تقديسهم ولا يؤيدونها، فأين هي خطاباتهم وكلماتهم وكتاباتهم التي تستنكرها، وأين هي ومواقفهم وإجراءاتهم التي فعلوها من أجل محاربتها والحد من انتشارها ؟ !!

لذا أعلنها وأقولها وبملء الفم بأن أي رجل دين لا يسعى لتحرير العقول من الأقفال والغضبان المحيطة بها، ولا يسعى كذلك لمحاربة هذا التقديس السلبي، هو أفيون للشعوب علم أو لم يعلم، أعترف أم لم يعترف !!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !