مواضيع اليوم

رجاء إلى الثوار في ليبيا

حسن محمد لمعنقش

2011-02-26 08:34:29

0

 خُطَب القذافي، مثل صاحبها، غريبة عجيبة:
أحيانا هي طويلة مملة، تدفعك إلى النوم واقفا!
وأحيانا أخرى تسبب لك صداعا تشعر معه أن رأسك يكاد ينفجر جراء الشعارات التي تقاطع الخطب مرة بعد أخرى!
وفي أحيان ثالثة يضيق صدرك فتحس بالغثيان لمضمونها الذي لايصدر عن أحمق أو مجنون، بله أن يصدر عن حاكم دولة!
وقد تكون تلك الخطب "العصماء" خطبا بتراء، مادامت من "ملك ملوك إفريقيا"، وما حاجة "ملك الملوك" للبسملة؟!
وقد تجتمع كل هذه الكوارث في خطبة واحدة، فلا تستطيع أن تتابعها بجدية، وإن فعلت، فيخشى عليك أن ينتهي بك الأمر في مستشفى "أمراض الجنون"، خاصة إذا علمنا أن "جنون القذافي" –وهو مرض خبيث اكتشف الشعب الليبي الآن مصل القضاء عليه بعدما فشل العالم في مواجهته - أخطر من "جنون البقر"، إذ ذلك الجنون لايُعدي فقط –وقد أعدى أبناء العقيد - بل يقتل كذلك !
غير أن للطاغية نوعا آخر من الخطب ألجأته إليه ثورة الجماهير الهادرة، لابالشعارات التي تقاطعه –وهو يخطب- ممجدة معظمة، ولكن بالشعارات الداعية للتغيير والحرية والكرامة، وبالتضحيات الجسام من أجل ليبيا كريمة عزيزة.
فمن ذلك النوع الخطبة "المتلفزة" التي ألقاها بعيدا عن الجماهير، سوى ثلته الفاسدة التي تمجده وتسبح بحمده.
ومن ذلك النوع أيضا خطبة لم تدم إلا بضع ثوان.
ومن ذلك النوع كذلك الخطبة "الهاتفية" التي ألقاها بعد تضييق الخناق عليه.
ومن غرائب ماجاء في تلك الخطب:
-ماجاء في خطبته "الهاتفية" لأهل "الزاوية" الأحرار أن الأمر بيد الشعب ولجانه، وأنه ليس مسؤولا عما يجري من تخريب وتدمير، وأن السلطات التي يتولاها أدبية، حيث تخلى عن سلطاته للشعب منذ سنة 1977، وأن عينا حاسدة أصابت ليبيا هذه الأيام الأخيرة!!...
-دعوته أتباعه في طرابلس إلى حمل السلاح، وفي نفس الوقت إلى أن يغنوا ويرقصوا ويستعدوا...
وإذا كان بعض الحكام العرب يستهل خطبته بتمجيد الشعب، فإن القذافي تنضح خطبه بشتم شعبه: جرذان، كلاب، مدمنو مخدرات وهلوسة!!...
ونظرا لمثل هذه الغرائب في خطبه وسياساته، انتشرت عنه حكايات وطرائف. ومن ذلك ما روي أنه كان يسمى –لما كان شابا- "جحش" وليس "معمر". ولذلك فكر مرة في استبدال اسمه بما يحمله الآن. فزار مكتبا للأحوال الشخصية أو المدنية، وتوجه نحو الموظف في المكتب قائلا:
-أريد تغيير اسمي إلى "معمر".
سأله الموظف:
-مااسمك؟
أجاب:
-جحش.
فقال الموظف:
-لاتتعب نفسك لتغيير هذا الإسم الآن يابني. فسيتغير من تلقاء نفسه بعد بضع سنوات.
ويبدو أن فراسة الموظف تحققت. لكن المسكين قد يكون مات، لا حتف أنفه كما يقول العرب، ولكن مقتولا بسلاح "اللجان الثورية" –ثورةً حمراء ضد الشعب- جزاء لفراسته "المستحمِرة" (بكسر الميم).
وهنا يلزمني التأكيد على أمرين:
الأول: تقديم اعتذاري للحمار ولنجله الجحش، إذ سويتهما بالقذافي، والحال أن القذافي وأمثاله من المتعطشين للدماء "إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا" (الفرقان: 44).
الثاني: رجائي لأبناء الثورة المجيدة في ليبيا العزيزة، ألا يقتلوا القذافي أو يتعرضوا له بسوء، فقد يجلبون للبلد من طريقه الملايير من العملة الصعبة أكثر بكثير مما جناه وجنته أسرته من نفط البلد وغازه. وما على إخوتنا في ليبيا سوى أن يضعوه –حيا- في متحف خاص يبنى في "الساحة الخضراء"، فهو حاكم فريد غريب لم يحكم أحد مثله قبله، وأكاد أجزم أنه لن يحكم أحد مثله بعده. ولسوف يصطف السياح من كل الأوطان والأصقاع بالملايين لمشاهدته في ذلك المتحف، خاصة إذا ابتكر المشرفون عليه –أي المتحف- طريقة لإنطاق العقيد، بعنجهيته المعروفة، مرة بعد مرة، فيصيح: "أنا المجد...لاتستغني عني ليبيا... ولا الأمة العربية...ولا الأمة الإسلامية...ولا أمريكا اللاتينية...ولا العالم كله"!!
وبما أن أبا الطيب يقول:
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخيـر جليس في الزمان كتــاب
فلابأس أن يُسمَح للعقيد بأن يكون معه كتابه "الأخضر".

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !