مواضيع اليوم

رثاء قديس

أحمد سالم عبدالله

2010-04-10 07:13:02

0

تبنى مئات الصوامع ، ولا تجد من يبني لك بيتاً للعلم !
لا نريد معتزلات طائفية ، نريد بيتاً للحكمة ، لجميع أبناء الطوائف ..
ملعون يا هذا البلد الذي لا تعرف قيمة العلم !
ملعون يا هذا البلد الذي لا يعرف المواطن سوى طائفته ، ولا يساعد إلا طائفته ، ولا يقدم المشاريع إلا لطائفته ، على شرط أوحد ووحيد ، طالما أن المشروع يخدم أبناء طائفته وحسب ! لكن إن طال الإحسان شخصاً من خارج الطائفة ، فملعون أبو المشاريع .
ملعون يا هذا البلد ، لأننا أصبحنا فيه مطائفيون ، مواطفون ، لكننا بالتأكيد لسنا مواطنين !
نحن أبناء الطائفة ، ولسنا أبناء الوطن !
لا نعترف بشرعية غير شرعية الطائفة ، وما تحتاجه الطائفة ، وما تريده الطائفة ، هي قبيلتنا الجديدة ، وهي عصبيتنا الجاهلية .
يرحمك الله يا عبدو ..
حاولت وطالبت وجاهدت ، ولا من يرثيك ببناء هزيل يدعى مكتبة !
وفي مدينة الشمس ... يرتفع معلم سياحي كبير ، تحت مسميات طائفية !
لكن أن نبني صرحاً للعلم !
أن نبني مكتبة أردتها جامعة للوطن ، وللمواطن ، على مصدر يرفده بالعلم والثقافة والمعرفة !
لا من مجيب !!
وزارة الثقافة ، تهتم بمهرجانات الفقش والطقش ..! فهذه ثقافة الإستهلاك – وما يطلبه المستمعون – في عصر الإستهلاك والتسليع !
وزارة التربية والتعليم العالي ، ومن أين له هذا العلو ؟ وهو غالٍ في تهميش دور الجامعة اللبنانية ، وعكس علوّها !!
الجامعة اللبنانية ، جامعة الفقير ، جامعة المواطن !! تحتاج لمن يرعاها أساساً ، وهل من إمكانيات تقدم لها القليل مما تحتاجه ، مما تنادي به . لا ، فالإهمال متعمّد ، والجامعات الخاصة ، أصبحت كالفطر على دمنتها !!
فليرحمها الله !!!
يا صاحب المليون كتاب ، لك مليون ألف تحية ، ومليون ألف زهرة مع بدايات الربيع ، ولك منا الدعاء والصلاة !! لكن أعذرنا ، في بلد التفاهة هذا ! – في مسخ البلد هذا – لا نقدر على رفدك بغير الكلام ! لا نملك قوت يومنا ولا نملك قوت عيالنا ! فمن أين لنا أن نرفدك بحجر ، من أين لنا أن نرفدك بقليل من الإسمنت ، وبعض الرفوف ! من أين لنا أن نتكاتف ولو مرة ، لنبني مجمعاً للعلم ! من أين لنا أن نتكاتف نحن أبناء هذه المدينة ، وأبناء هذا الوطن ، فنعمل تطوعاً لبناء مكتبة يستفيد منها أبناؤنا ، وبناتنا ، وأحفاد أحفادنا !!!
لا ، لا نملك غير الكلام ، وغير النواح !
لا نملك أن نتفق ، ولا نملك أن نقدّم مصلحة الجميع على أنانية الفرد !
هذا ما يجري في الأوطان ...
ونحن أيننا من الوطن ؟! وأينه منا ؟!!
يا عبدو ، دون ألقاب ، سلاحك الكتاب في زمن الجهل ... وسلاحنا الكلمة في زمن الفقر !
متى لأمة "إقرأ" أن تبدأ ؟!

 


في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل "قديس الكتاب" السيد عبدو مرتضى الحسيني (صاحب المليون كتاب) – مدينة الشمس "بعلبك" – لبنان .

 


أنظر على سبيل المثال :
- جريدة الأخبار ، بتاريخ السبت/10/نيسان/2010 ، – مقالة : عفيف دياب – .
- مجلة العربي ، بتاريخ كانون الأول/1996 ، العدد 457 ، مقالة : منى سكرية ، ص 130 .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !