رثاء العرب (ما لم يقوله نزار القباني )
القاص: علي عبد الكريم التميمي
حان الليل ... ومضى المساء بلا عشاء ... و أفلاك السماء تقاوم شمس الضياء ... كيف للقمر ان يختفي بلا ضوضاء؟.. وبلقيس تتركني راحلة نحو الفناء ... لماذا يا بلقيس ؟... تركتي حبيبك اليوم كالعروس بلا عريس ؟... تلبس ثوبها الأبيض وحدها وبلا ونيس ؟...
ترى هل ترين القمر بدرا كما أراه ... وهل تشربين كاس العصير كما كنا شربناه ... وهل تسمعين شعري يغازلك كما تعودناه ... و هل استلقيت على فراش جميل كفراشي الذي معا صنعناه ...
كيف لليوم ان ينتهي ... ولليل ان ينجلي ... ولجنوني ان يهتدي ...
لم أتعود فراقك مولاتي فهل تعودتي ... فلا يوجد من يكسر سكون صمتي كما استطعتي ... ولا من يكبت انفعالاتي و جنوني كما فعلتي...
فهل للطعنة ان تلتئم ؟.. وللمظلوم ان ينتقم ؟.. وللنار ان تستحم ؟.. وللأفلاك ان ترتطم ؟... و للسحب ان تستديم ؟.. و لجنوني ان يستقم ؟....
فأثرك يا بلقيس جعلني أغادر داري...و الملم أفكاري ... واترك جواري ... و أحس بعاري .....
لأنني لم انتقم لك يا بلقيس ... و لم أسل سيفي في الوطيس ... وتلبست بلباس السكوت كالقديس .. و رثيتك بقr�يدة اسمها بلقيس ... و لم تطفئ لهيب صدري ...
فسأنتقم لك من العرب ... لأنهم السبب ... فلهم العجب ...ولي الغضب ... فقد مات العتب ... وزال التعب ... وهاج في صدري العنفوان و الصخب ... سأهاجم بقصائدي وبما استطاعت يدي ان تكتب من كتب ... لكنني سأستثني بلادك ارض السواد ... لأنها ارض الأئمة و العباد ... و مقبرة الأنبياء بلا عناد ... يا ارض هي للرافدين واد ... و للحضارة فؤاد ... فيكفيك فخرا يا بنت بغداد ...
فقبلك يا عمري الفاني ودعت شقيقتي .. وتلوها سافر من سماء دمشق وريث شيبتي ...
و اليوم ترحلين ... مسافرة من سفارة الجنة التي فجرها أوغاد مجوس ... بسبب تخلف العرب ...
فساترك بيروت أبدا... و أعيش بعدا و زهدا ... و سأشتم الأجداد عمدا ... واعيش تحت السماء غربا ...
و سأعود بلادي ... عندما يمر الزمان علي فالتقيك و من رحل....و أقتل قابيل الذي أسس مبدأ الخيانة والقتل .... و زرع في قلب المستضعفين بذرة الوجل ... فسأقتصيه و من فعل ... بلا تسرع أو عجل ... وسأعود يا بلقيس بلاد الشغب .... وعندي السبب !!.. و بلا عجب ؟؟..
فلقد اعلن اليهود منذ زمن وفاة العرب ......
التعليقات (0)