مواضيع اليوم

رتق وترقيع غشاء البكارة

رشيد القحص

2010-01-06 23:21:35

0

رتق وترقيع غشاء البكارة

                قبل فترة ليست بالبعيدة شنت وسائل الإعلام وكل المجموعات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى جانب عدد مقدر من النشطاء في العمل العام ومجموعات مناصرة للمجتمعات الأنثوية "السيدات" وعدد كبير من المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية "الانترنت" ضد ظاهرة "ختان الإناث". وعقدوا المؤتمرات وأقاموا ورش عمل، وبجهود المخلصين منهم تكللت المساعي بالنجاح واليوم قد تسلل إلى مخادعنا ظاهرة اشد خطورة في وقعها على المجتمعات المحافظة. من تلك . وبشكل ملفت للأنظار وتحتاج إلى جهود مضاعفة من شرائح المجتمع المدني. مع تضافر جهود جهات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالقيم والأخلاق والموروث وذلك للحيلولة دون تفشي ظاهرة ترقيع ( رتق )غشاء البكارة Hymenoplastika
نعم هنالك جهات كثيرة في الخارج تعمل في مجال الطب والجراحة وجدت ضالتها في الشعوب المحافظة فروجت للفكرة التي وجدت قبولا. فقاموا بفتح مراكز طبية وعيادات متخصصة وجدت شهرة ورواجا كبيرا. وتلك الجهات لا ترى حرجا في أن تعلن عبر كل ما هو متاح عن خدماتها، وأسعار العمليات، وأسماء الأطباء وما إلى ذلك. وكذلك تفعل العيادات الخاصة التي انتشرت في الغرب، وتسعى بجدية في إيجاد وسطاء لهم في عالمنا وتجزل لهم العطاء وتنشر قوائم الأسعار وتوضح أنواع الغشاء.مع بعض الميزات لزوم الدعاية !! وتكون قوائم الأسعار لدى تلك الجهات حسب ما هو متبع لديهم من سياسات تسويقية جاذبة .. تقديرية أو مفصلة وشاملة .
أجور المعاينات والفحوص والتحاليل قبل العملية
أجور الطبيب والكوادر الطبية المرافقة وتكاليف الإقامة
بل أن تلك الجهات على استعداد لتزويد المرضى بتقارير طبية تؤكد إجراء العمليات الخاصة بالترقيع أو بالتدخل الجراحي بغرض الإصلاح وما إلى ذلك من التقارير الطبية المعتمدة. كما أن صور( ما قبل وبعد العملية) أيضا تكون متاحة لراغبي إجراء العمليات.
               والغريب في الأمر بان زيارة تلك العيادات لم تكن مقتصرة على اللاتي فقدن عذريتهن لسبب أو لآخر. بل هنالك شريحة كبيرة من سيدات المجتمع لهن رأي أخر يعززن به موقفهن و دوافع لزيارة تلك العيادات . من المؤكد أن في الأمر خطورة متوقعة. ولكن ما يزيد الأمر خطورة هو أن زيادة إقبال الزبائن لتلك العيادات في الخارج شجعت جهات لها مصالح في داخل مجتمعاتنا، فأقبلت إلى ممارسة تلك الفعلة وإجراء العمليات بتكتم وحرص تفرضه ظروف العملية ذاتها. وان هذه المعضلة الشائكة المعالم المتمثلة في تكتم الإطراف المشاركة، هي التي تساعد ضعاف النفوس في التكسب الغير مشروع،وتفشي الظاهرة، إلى جانب تحاشي وسائل الإعلام الإقدام نحو إثارة مثل هذه القضايا والمشاكل بقدر من الصراحة في ظل ما هو متبع من عادات وتقاليد ترفض الخوض في مثل هذه الأمور الشائكة. 
               فرغم خطورة الموفق لم تجد الظاهرة الرفض المجتمعي المعلن عبر وسائل الإعلام وكذا الرفض المناسب من قطاعات المجتمع المدني. فالظاهرة أصبحت متفشية بدليل إقدام جهات طبية على استيراد غشاء البكارة كسلعة طبية من الخارج، في ظل غياب ضوابط أخلاقية تمنع ذلك ، وهذا يعني أن هنالك زبائن و إقبال في مجتمعاتنا، ويساعدهم على ذلك طبيعة العادات والتقاليد الرافضة للمجاهرة سواء بالرفض أو القبول . ففي ظل هذه السرية المتبعة والتحوط السائد يمكن أن تتم إجراء مثل هذه العمليات بأسلوب ( لا من شاف ولا من دري) ...
فوسائل الإعلام إذا غفلت عن دورها التنويري و لم تتجرا في تناول مثل هذه القضايا ، ستساعد على وجود شريحة كبيرة في مجتمعاتنا مغيبة تماما عن مجريات الأمور المحيطة بنا ، وفي ذلك خطورة عظيمة ، حيث يمكن أن تجرى مثل هذه العمليات بدون علم الكثيرين، تحت ذريعة أو خدعة بسيطة يمكن أن تمررها الجهات الراغبة في التكتم. وقتها سيتندر العامة والخبثاء من ذاك الرجل الذي أقدم على تحمل نففقات إجراء عملية لابنته دون علم بنوع العملية. ويُمكن أن تستغل المشافي والمراكز الصحية والعيادات داخل المستشفيات الحكومية بدون علم إدارتها. أو بتكتم الفئات المستفيدة. فيختلط الحابل بالنابل . لذا يجب على وسائل الإعلام أن تُقدم بشجاعة وتطرح القضية على الملأ للمناقشتها وإيجاد سبل إيقاف تفشيها.
               ربما كانت هنالك محاولات خجولة من أفراد وأيضا وسائل الإعلام حاولت منذ فترة وعلى إستحياء شديد تطرقت للقضية بمنظور تاطير القضية بين رافض ومؤيد. فان في تناول القضية بذاك النهج خشية ومضرة، فالخشية في أن تقوم الجهات المؤيدة بشن حملة ضد الرافضين بما لديهم من أساليب متبعة - كل شيء في هذا الزمن جائز-
                ففي سبيل المثال لا الحصر لنا أن نتناول عمليات التحول الجنسي كسابقة شهدت ضجة في الأواسط الإعلامية منذ فترة، عندما أقدم/ أقدمت ( سيد/ سالي ) الطالب حينها في طب الأزهر الذي تحول/ تحولت إلى راقصة في كابريهات شارع الهرم ، بعد إجراء عملية جراحية حامت حولها الشبهات. ولم تنتهي القضية بين الرفض والقبول بل تعدتها إلى ابعد من ذلك بكثير.
فاليوم ومنذ سنوات مضت عدد من دول العالم اعترفت ( بمثليي الجنس) من الرجال والنساء واعترفت بالمتحولين جنسيا وتتعامل معهم على أساس جنسهم الجديد المكتسب بمفهوم أن حالات التحول ( هو تعبير عن شعور جنسي لشخص مغاير لنوعه ). بمعنى آخر يتمثل ذلك في رغبة الفرد بحريته المطلقة في التحول من نوع لآخر، لان هؤلاء الأشخاص لا يمكن معالجتهم بالطرق الطبية الدوائية أو التربوية. لأن أساس العلاج يعتمد على الطرق النفسية المرتبط بعدة مراحل للمعالجة ، من ضمنها في إجراء عملية التحويل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !