ربيع لبنان
كثير من الأصدقاء يتساءلون لماذا تأخر قطار الربيع العربي في لبنان.
في الحقيقة لبنان في حراك ربيعي دائم ولكن المشكلة في لبنان هي الطائفية فبدون التخلص من هذا المرض والداء المستعصي والمتفشي في هذه الدولة العربية الصغيرة لا يمكن لأي ثورة أن تعطي ثمارها، الثورة بحاجة لأرضية وتوافق بين مختلف أطياف هذا الشعب ولا يوجد ما يجمعهم على مختلف إنتماءاتهم الطائفية والعرقية سوى حب الوطن، لذا فكان المقترح أن يكون التحرك من ضمن هذا المنطلق الوحيد الذي يتوافق عليه الجميع بلا إستثناء، وتم بالفعل توزيع الدعوات سواءاً عبر المنشورات أو على صفحات الفايسبوك المختلفة والتي تعبر عن آراء معظم اللبنانيين في محنتهم الآنية المتمثلة في مشاكلهم المستعصية على الحل وهي كثيرة إجتماعياً وأمنياً ومعيشياً ... لكننا كنا دائماً نصطدم بجدار الطائفية البغيض، ولعل بعض المحاولات التي كان من الممكن أن تجد لها صدى في نفوس مختلف الفرقاء هي الدعوة لعلمانية التحرك وأن يكون سلمي بحت وأن لا يتم رفع أي علم حزبي أو طائفي ويكون العلم اللبناني هو الوحيد المحمول في إعتصاماتنا هذهه وأن لا يتم رفع شعارات تتضمن تحريض طائفي أو عرقي أو ما شابه، تجمع يضم مختلف الأطياف يطالب بحل المشاكل العالقة منذ عقود من الزمن ومنها الكهرباء والماء وفرص العمل ومحاربة الفساد المستشري وإلغاء الطائفية السياسية وملاحقة المجرمين وعدم تدخل الساسة في شؤون القضاء ورفع الغطاء عن المجرمين الذين يعيثون الفساد والإجرام في ربوع لبنان البلد الصغير الكبير في همومه ومشاكله.
حتى هذا الإعتصام فشل لسبب وحيد هو أن الدولة اللبنانية والمتمثلة بقياداتها الأمنية لم تستطع حماية المعتصمين السلمين من اصحاب الدراجات المسلحين ... الذين يجوبون الطرقات دون خوف أو وجل من رجل أمن أو عديد جيش لسبب أنهم في حماية سياسية ...
لبنان من المستحيل أن يتوفر له ربيع كغيره من إخوته طالما أن النظام السوري مازال قابعاً في الشقيقة الكبرى سوريا .. لسنا متشائمين لكننا بذلنا الكثير من المحاولات ونعلم أن النظام السوري مازال متحكم بمفاصل الدولة والوطن اللبناني من خلال أدواته الإجرامية في لبنان.
التعليقات (0)