محمد أبو علان:
بعد حجم المظاهرات العربية بشكل عام، والفلسطينية بشكل خاص بمناسبة مرور (63) عاماً على ذكرى احتلال فلسطين أدركت دولة الاحتلال الإسرائيلي أنه بات هناك شرق أوسط جديد ولكن ليس بالمفهوم الذي حاول الترويج له رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي الحالي "شمعون بيرس" بعد توقيع اتفاقيات "أوسلو" في العام 1993.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" اعتبر ت سقوط الرئيس المصري حسني مبارك بداية موجة التغير الرئيسة في الشرق الأوسط. وقالت:" أن الشرق الأوسط بعد سقوط مبارك هو شرق أوسط آخر" مستذكرتاً اتساع الاحتجاجات الشعبية ضد السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والمطالبة بإلغاء اتفاقيات "كامب ديفيد"، والجمعة الأخيرة لنصرة الشعب الفلسطيني في ميدان التحرير.
البرفسور "إيال زيسر" المختص في الشؤون السورية، والدكتور "موتي كيدار" المحاضر في القسم العربي في جامعة "بار إيلان"، والباحث في "مركز بيغن- السادات" تحدثا إلى موقع "ynet" باللغة العبرية حول أحداث يوم النكبة بقولهم " بعد خمسة شهور من المظاهرات في العالم العربي أدركت الشعوب العربية أن بيدها قوة تمكنها من الوقوف في وجه أي جيش وأي ديكتاتور وبصدورٍ عارية، وعلى هذه القاعدة يمكن تفسير كسر حاجز الخوف من الجيش الإسرائيلي لدى آلاف السوريين الذين اجتازوا الحدود".
صحيفة "هآرتس" العبرية ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك في قراءة تظاهرات يوم النكبة، واعتبرتها طرق لباب الدولة العبرية، حيث اعتبرت الصحيفة في مقال نشرته تحت عنوان "الانقلابات العربية تتطرق أبوابنا" إن ما حدث في مارون الراس ومجدل شمس تأكيد لمخاوف الإسرائيليين منذ إقامة دولتهم وهي محاولة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء خارج الحدود لتحقيق حلم العودة بأرجلهم عبر اقتحام الحدود.
وعن دور الإعلام في تظاهرات يوم النكبة لم تكتفي وسائل الإعلام الإسرائيلية باتهام فضائية الجزيرة في التحريض على هذه التظاهر والتمسك بحق العودة، بل اعترفت كذلك بدور وسائل الإعلام الحديثة وخاصة شبكات التواصل الاجتماعية في تعزيز حجم المشاركة الشعبية في تظاهرات يوم النكبة.
تحت عنوان "أحداث النكبة، العنوان كان على الحائط" كتبت "يديعوت أحرنوت" " كل مستخدم لتوتير وفيسبوك كان بإمكانه الدخول والحصول على آخر المستجدات والمشاركة عبر هذه المواقع، وهذا كان إحدى التغيرات الكبيرة في المنطقة".
وإلى جانب قراءة الإعلام الإسرائيلي لهذه التظاهرات تعددت ردات الفعل السياسية حولها، وأبرزها كان ما جاء على لسان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو " بقوله" أظهرت الأحداث أن الحرب ليست على حدود العام 1967، بل الحرب على أرض إسرائيل كاملة" على حد تعبيره.
في المقابل هناك من حاول تحميل النظام السوري والإيراني مسؤولية التظاهرات كخطوة من طرف هذه الأنظمة لإنقاذ النظام السوري من أزمته الداخلية المتمثلة بالثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام.
وبغض النظر عن ردات الفعل الإسرائيلية تجاه أحداث ذكرى النكبة، علينا فلسطينياً استخلاص العبر منها باتجاه البحث عن السبل التي من شأنها تعزيز المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكيفية العمل من أجل خلق عمق عربي شعبي لهذا النوع من المقاومة بعد فشل النظام الرسمي العربي في تحقيق أية إنجازات سياسية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
moh-abuallan@hotmail.com
- تسرني زيارتكم لمدونة بحرك يافا
التعليقات (0)