كان الوصال سهلا بيني وبينك .. لمَ تغير الحال !! كنت أطلب قربك فيخفق خافقي الذي بين جنبي سريعا .. و تهطل دموع الشوق على وجنتي كالمطر .. فأشعر وكأن القوة التي في العالم بأسره تجمعت بين أضلعي .. لمَ استعصى الشوق و انطفأت نيران الهوى !! فأصبح القرب صعب المنال و أصبح الحب باردا و انحصر ليكون كالطقوس الروتينية التي لا معنى لها ولا لون .. ياربي مازلت أحبك ومازلت عبدتك التي تطلب قربك ليل نهار .. بل و زاد طلبي و فقري وضعفي كلما قاسيت ظروف الحياة و تقلبت بين أحوالها و انكويت بشدائدها التي لا تنتهي .. مولاي .. وخالقي .. منَ علي برحمة منك وفضل .. ولا تحرمني بمعاصي و ضعفي و بشريتي عن لذة الدفء و الأمان التي طالما شعرت بها و أنا بين يديك أناجيك .. لا تسلبني الأنس و الجمال الذي كان يملأ وجداني كلما سجدت و ألصقت جبهتي بالأرض .. لأرفع رأسي من جديد و قد مُلأ القلب سمو و رفعة و طهُرت الروح من أدران الأرض واستأنست النفس بأنوار السماء .. يارب لا تحرمني من هذه النعمة .. فلا محروم إلا من حرم من هذه النعمة.. يارب كلما تقدم بي العمر زدت حاجة لك .. و زدت ضعفا وانكسارا و ذلة لجلالك .. يارب من لي سواك يمدني بالعزم و القدرة .. و من سواك أقف عند أعتاب بابه فلا يطردني .. و أتضرع له فلا يحرمني .. و أسأله بأسمائه فلا يردني .. وهبتني كل شيء في هذه الدنيا فلا تحرمني أهم شيء فيها .. قربك .. نعم هو الأهم في هذه الدنيا .. بل هو كل شيء .. فلا معنى للحياة من غير هذا القرب الجليل و هذا الأنس الذي ما بعده من أنس .. و أوراق زماني مبعثرة و سنين عمري ضائعة كالسراب و أيامي كاحلة مظلمة إن لم أنل قربك يا الله .. ربــاه خنقتني العبرات .. وانتهت بي الكلمات عند مرسى الرجاء والأمل .. و تكسرت أقلمي عند جنابك .. و جفت أدمعي من عيناي لتكون بحرا يحمل قوافل الأنس والوصال إليك .. و تقطعت السبل و خاب الأمل إلا منك يا الله .. فلا تحرمني ..
التعليقات (0)