علي جبار عطية
أجبرتني تلك المرأة ذات الصوت العالي على تعكير مزاجي في ضحى ذلك اليوم الشتائي المعتدل.اذ وبينما انا مستغرق في قراءة كتاب تمضية للوقت الضائع في سيارة الكيا دخلت في جدال مع السائق في مئتين وخمسين ديناراً وبتعبير اهل السوق ربع دينار.هي تقول ان المسافة بين الصالحية والباب الشرقي (عبرة جسر) ولا تستحق غير ربع دينار والسائق يرد بأن شدة الازدحام وبطء حركة السيارات تجعل من الانصاف ان تكون الاجرة خمس مئة دينار وكلما اردت ان اعود الى القراءة اعادتني تلك المرأة الى ثرثرتها!.
التفتت الى جارتها بعد ان كف السائق عن جدالها وقال لها: (اختي كلامك يسواله الف دينار) فأخذت تحكي قصة قديمة عن رجل غبن آخر في (فلس) وهو اصغر عملة عراقية مندثرة فرأى في المنام انه يساق الى الحساب ويحاسب على الفلس ويختم على ظهره بفلس فينهض من نومه ويرى أثر الفلس في ظهره ثم تردف ان الانسان يجب الا يتنازل عن حقه فأنا مثلاً ناشطة في احدى منظمات المجتمع المدني ومسؤولة عن بيت وأولاد ولا اقبل ان اتنازل عن حقي!.
قلت في نفسي: ساعد الله زوجك!
في هذه الاثناء دق هاتفها النقال فرفعته وقالت بصوت عال: (ماذا.. كيف.. مو معقولة) ثم اغلقت الهاتف بعنف وقالت : تصوروا هذا شخص محام كلفته بقضية والآن هو يطلب ثلاثة ارباع مليون دينار..!
ثم نزلت من السيارة قبل ان تصل الى المكان المطلوب قائلة: قلبي حار لا استطيع الانتظار! التفت الى السائق وقلت: سبحان الله لقد ازعجتك هذه الثرثارة من اجل ربع دينار فابتليت بثلاثة ارباع مليون دينار!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)