(رامبو يتبول)
الأمريكان صاروا أغبياء بالفطرة.
كتب: مجدي المصري
عندما نتداول في أحاديثنا أن الأمريكان أغبياء بالفطرة, فهذا لا يعني شتما ولا سبابا لا سمح الله, ولكنه إقرار لواقع لا يراه الأمريكان, ولن يروه لسبب أنهم قوم مصابون بالغرور والغطرسة التي مكنهم أو مكنها منهم ما وجدوا أنفسهم عليه, وإن كانوا ينظرون للعالم كله بأنه عالم من الأغبياء وهم وحدهم الأذكياء فهذا هو قمة الغباء, والجيل الأمريكي الحالي نشأ في ظروف من القوة والغطرسة والاستبداد وفرض الهيمنة شرقا وغربا بلا رقيب ولا حسيب, لكون دولتهم هي الأقوى عسكريا في العالم, وهذا الشيئ هو ما سهر عليه أسلافهم (الذين يستحقوا التقدير), حتى تمكنوا من تحقيقه, وورثه عنهم جيل من السفهاء الأغبياء, وحتى أدلل على كلامي هذا, سوف أسترشد بالفيديو الذي تداولته وكالات الأنباء والذي يصور عدد من الجنود الأمريكان يبولون على جثث مقاتلين من طالبان, فإذا كانت أمريكا (بجلالة قدرها) أقامت الأرض ولم تقعدها عندما علق أهالى الفلوجة جثث المتعاقدين الأمريكان على جسر المدينة وهاجمت جحافلهم المدينة وقتلت من أهلها المئات إنتقاما من هذه (البربرية الوحشية), وأخذت تعلم العالم كله القيم والمبادئ عن حرمة الموتى وقتلى الحروب, والأخلاق والمبادئ والقيم والتي أعتقد بل وأجزم بأن هؤلاء الجنود كانوا يبولون على الأخلاق والقيم والمبادئ الأمريكية (فالاناء لا ينضح إلا بما به), فإن كانت هذه هي القيم والمبادئ التي علمتها لهم أعرق المدارس على مستوي العالم وأرقى نظام تعليمي عالمي, ليس هذا فحسب ولكن أيضا قيم ومبادئ العسكرية الأمريكية التي قتلونا بأفلامها والتي تهيم بالبطل الأمريكي الشهم الذي لا يقتل لمجرد القتل ويحجم عن العدو الضعيف, والذي ينقذ العالم من الدمار ويقتل الأشرار, هذا البطل (يبول) على جثث قتلاه.
وإن كنا نتمنى أن تتحفنا هوليوود بنسخة جديدة من سلسلة رامبو تحت اسم (رامبو يتبول) وهو الفيلم الذي سيحطم كل الإيرادات لكونه الفيلم الأمريكي الواقعي الأوحد.
أصحاب هذه الفعلة أغبياء ومن صورهم أغبى منهم ومن رفع الفيديو على الإنترنت أغبي منهم, أما من تولى تدريبهم وتلقينهم مبادئ الجندية وشرف العسكرية فهو أبو الأغبياء, ونحن وإن كنا نعلم بأن الحسنة تخص والسيئة تعم إلا أنه في العرف العسكري الحسنة تعم والسيئة تقضي على سمعة جيش, ولا أملك سوى أن أقول في الختام سوى سحقا للغباء الأمريكي.
التعليقات (0)