رغدة عدوي/خاص/PNN- طفل لم يتجاوز بعمره 13 عاماً ولكنه بعقله وعمله أكبر من عمره بكثير، يجذب كل شخص أو شخصية في المجتمع اتجاهه واتجاه فكرته، منذ صغره وهو ينجز ويبتكر الأعمال ليصل إلى ما يريده وليصل صوته داخل وخارج فلسطين؛ ليدافع عن حقوق الأطفال الفلسطينيين ويناقش كل ما يتعلق بهم من قضايا ومشاكل، وليظهر بالدرجة الأولى إبداعات هؤلاء الأطفال من خلال الكتابة عنهم ونشر مواهبهم وإبداعاتهم بمواد صحفية، وعرضها على المسوؤلين والشخصيات ذات الاختصاص ومتابعتها؛ بجرأته وصوته الذي يصله إلى الجميع وببرأته وأسلوبه البسيط المتواضع يضع كل ذلك في مدونته لتي أنشأها بنفسه لتخرج إلى النور بأصغر طفل صاحب مدونة فلسطيني...الطفل راكان أبو كشك.
راكان أبو كشك طفل فلسطيني من البلدة القديمة في مدينة نابلس، طالب في الصف الثامن متفوق بدراسته، أنشأ مدونة خاصة به على شبكة أمين الإعلامية، التي من خلالها يحاول التواصل مع الأطفال المبدعين، وكما أنه يعمل في المؤسسة الفلسطينية للصحافة والإعلام.
مدونة " Palstain " لأصغر طفل مدونة فلسطيني
أصغر صاحب مدونة تحت عنوان" مدونة Palstain"، هذه المدونة التي تأسست منذ شهرين على موقع شبكة أمين الإعلامية لتضم بوسعها كافة المواضيع الإبداعية بعدة زوايا منها؛ الرياضة والإبداع والثقافة والسياسة والفن والتصميم لتكون من إبداعات الطفل راكان أبو كشك، الذي أنشأها بنفسه وبقدراته ومهاراته على جهاز الحاسوب والانترنت لينشر عليها كل ما يريد إيصاله إلى المجتمع.
وفي حديث خاص أجرته"PNN " مع الطفل راكان أبو كشك يقول لنا: " أنشأت بنفسي هذه المدونة التي استضافتها شبكة أمين الإعلامية منذ شهرين لأتواصل من خلالها مع الأطفال المبدعين. فكانت لدي هذه الفكرة ولكن بتشجيع والدي وإخواني ووالدتي استطعت نشرها، وكما أن هذه المدونة خاصة لي وحدي ولكن الوالد يساعدني في بعض المواضيع، فأنا من يقوم بصياغة هذه المواضيع بأسلوبي وأنزلها على مدونتي واستحدث عليها كل جديد وستتطور لتبقى على تواص مع الجميع".
مدونة متواضعة ورسالة عظيمة
يحمل الطفل راكان داخل هذه المدونة رسالة كبيرة وعظيمة وهي اكتشاف المجتمع والعالم للأطفال الفلسطينيين المبدعين، وإيصال صوتهم عبر هذه المدونة، وتعريف العالم من أهم أطفال فلسطين المبدعين والأهم أن نجد لهم من يدعمهم ويرعاهم لإظهار ما لديهم بوجود المؤسسات الإعلامية والمحلية والرسمية لترعاهم في كافة مجالاتهم سواء بالرياضة أو الصحافة أو الثقافة أو الفن والعديد....، بهذه الكلمات الجريئة عبر راكان.
ويطالب راكان في مدونته أن يكون في مجتمعنا شخصيات مسوؤلة سواء رسمية أو أهلية أو شعبية تدعم الحركة الإبداعية في الوطن العربي وخاصة في فلسطين، فتحدث بهذه الفكرة لدى محافظ نابلس جبرين البكري ورئيس البلدية عدلي يعيش، و بأسلوبه البريء وجرأته وذكاءه استطاع إقناع هذه الشخصيات وغيرها من رعاية الحركة الإبداعية في فلسطين.
ثلاثة كتب عظيمة بروح إبداعية طفولية
الطفل راكان يعمل في المؤسسة الفلسطينية للصحافة والإعلام، وهو بصدد المشاركة والعمل بإصدار ثلاثة كتب فلسطينية عظيمة تحمل عناوين كبيرة تتحدث إحداها عن الشهداء والآخر عن حياة الشهيد القائد أبو جهاد الوزير والأخير عن شخصيات فلسطينية؛ فهذا العمل سوف يتم بمشاركة 20 شخصية، وبالإضافة إلى 10 أطفال سيكون راكان هو المسوؤل عنهم ويديرهم بشكل الصحيح وكما أنه سيكتب معهم بالكتب الثلاثة.
ويضيف والده الإعلامي غازي أبو كشك بأن مشاركة راكان بهذا العمل الرائع ووضعه مسؤول عن الأطفال والمشاركين بانجاز الكتب الثلاثة جعله يجتمع مع السيدة انتصار الوزير، عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، ليناقش بكل روح إبداعية فكرته التي رحبت بها وشكرته عليها وكما طلبت من جميع المؤسسات دعم فكرة المبدعين بالوطن.
راكان...طفل يمارس هوايته بقدراته الإبداعية
نشأ راكان في بيئة إعلامية كون والده غازي أبو كشك صحفي، فمنذ صغره وهو يلم بجميع قضايا المجتمع إلى أن وصل إلى تحقيق بعض أحلامه والبعض الآخر سيخرج إلى النور فيما بعد.
يقول الوالد أبو كشك بان راكان يملك العديد من القدرات والمواهب من مهارات على الحاسوب والانترنت ومواقع التصميم كالفوتوشوب، التي جعلته ينشئ مدونته وخلقت لديه علاقات مع الإعلاميين منهم الصحفي أمين أبو وردة وبشار دراغمة وغيرهم، وعلاقات مع العديد من الشخصيات المعروفة في نابلس ورام الله وباقي محافظات الوطن، مما جعل والده ووالدته وإخوانه وأصدقائه ومعلميه يشجعونه ويشهدون على إبداعه.
راكان يجيد لعبة كرة القدم باحتراف ويحفظ جميع أسماء لاعبين كرة القدم في العالم فحوالي أكثر من 100 اسم لاعب يحفظ ويعرف أخبار الرياضة بالعالم، وكما يطبع أي مادة صحفية إعلامية حتى لو كانت 20 صفحة خلال ربع ساعة فقط بقدرته على استخدام الحاسوب والانترنت وإجادتهما بهذا العمر الصغير، مما جعل والده بحالة استغراب منه وهو يعمل معه ويساعده من خلال نشر وتعميم اللقاءات الصحفية التي يعملها والده غازي على جميع الصحف الفلسطينية والوكالات الإخبارية وكذلك الصحف العربية التي يتابعها.
ويضيف والده غازي بأن راكان في متابعة تامة لمدونته ومراجعتها وتدقيقها بعد الانتهاء من دراسته اليومية؛ ليصنعها بشكل جميل وبصياغة خاصة به تمثل نموذج الطفل البريء الذي تكمن بداخله المصداقية لينشر بمواضيع مختلفة منها الطفل المبدع والقضايا التي تهتم بالأرض والإنسان وغيرها.
من الدراسة والحلم ....إلى طموح المستقبل
راكان شارك في عدة دورات منها؛ دورة الشرطي الصغير للمرور في مركز الشرطة وحصل بها على بطاقة خاصة مجاز للدوريات المرور، ودورة أخرى في الانجاز، وكما شارك في دورة مع شبكة أمين الإعلامية برفقة الصحفي أمين أبو وردة.
فمنذ طفولته وهو بالصف الأول يراسل عبر بريده الالكتروني الشخصيات حتى أصبح يجيد عمل الحاسوب، وإلى الدراسة التي لم يتخلى عنها وحلمه الذي لم يحدد حتى الآن؛ فراكان من كثرة ما لديه أفكار وطموح تتخبط بداخله لا يعرف ماذا سيصبح بالمستقبل؟، قائلاً: " أنا لدي العديد من الطموح؛ فأتمنى أن أصبح بالمستقبل صحفياً وإعلاميا كذلك أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم مشهور".
لكن الطفل راكان يجد كغيره من الأطفال الفلسطينيين صعوبات كونهم لا يلقون إي اهتمام بالأطفال المبدعين ودعم حركاتهم الإبداعية، وكما يدعو إلى إخراج حالات هذه الأطفال من الظلمة إلى النور لرؤيتها للمجتمع.
فما زال الطفل راكان أبو كشك يخفي وراء مدونته "Palstain" الكثير، الذي أعداها بنفسه وأخرجها إلى النور ليباشر بعمله وتواصله مع الأطفال المبدعين وليناقش حقوقهم ويدافع عنهم بكل جرأة بهذا العمر الصغير وبهذه الثقة القوية.
التعليقات (0)