راقـــص الباليـــه
الفنان المصري جورج بهجوري (مواليد 1935)
عبد الوهاب الملوح
نُزَرّرُ الَّليلَ بِرقصات تَنْهَبُهَا لنا الرِّيحُ
مِنْ شَوارِعِ نَهَارَاتِنَا الخَاسِرَةِ؛
تَسْقُطُ نَجْمَةٌ عَلى أكتَافِنَا..
بَيْنَما تَنْقَضُّ خَفَافِيشُ الغَيْبِ على بَرَاءَةٍ أَعْلَى من عُرْيِ الطَّرَائِدِ
لَمْ نُعَلِّقْ أَمَلاً على الحَيْلِ المَمْدُودٍ بَيْنَ سَمَاءَيْنِ؛
الوَهْمُ إِقَامَةً جَبْرِيَّةً!
سَوْفَ تَعْزِفُ الْكَمَنْجَاتُ أَحْزَانَنا,
يَنْسَكِبُ الضَوْءُ من غُصَّتِنَا نَغَمًا مَنْسِيًّا لِبَاغَانيني؛
وَتَنْهَضُ الأَزْهَارُمن كائناتها
تُعٍدُّ لَنَا مِدَقَّاتِهَا حَدَقَاتٍ فيِ عَتْمَةِ النِسْيَانِ .
كُنَّا مُتْعَبين بِمَا يَكْفِي..
لِيَتَرَجَّلَ الْهَواءُ
يُحَقِّق في شأن الرَّبِيع َ الْذِي انتَحَل صِفَاتَ اليَاسَمِين المَغْدُورِ.
كُنَّا غُرَبَاء بِمَا يَكْفِي ..
لِيَمْنَحُنَا راقِصُ الْبَاليه أَعْضَاءَ فِكْرَتِهِ
تَاْخُذُنَا إلى سمَاءٍ أَقَلَّ قَسْوةً
وَأرضٍ لاَ تَضِيقُ بِنَا
كَانَتْ شَجَرَةُ اليوكالبتوس تُعَلِّمُ الشَّارِعَ حِكْمَةَ المَشْي عموديا ..
على كرسي عند مقهى الشاطئ المهجور جلس ذئب هوبز سَاقًا على سَاقٍ في انتظار جَنَازة الأخِ الأكبر...
يُحَوِّل الهواءَ محاكم تفتيش
هناكَ امْرَأةٌ واحِدة بِإمْكَانِهَا
أن تُرَوِّض السراب؛ تَسْطُو على الْمَجَازِ وَتُنْقِذَ المتَرَادِفَات من دراماتيكية سَعَادة بِلاَ فَرَحِ؛
تَعُود بِأزْرَار اللْيْلِ عَبْرَ فَتْحَةٍ وَاحِدَةٍ أو تُعِيد اليَاسَمين إلى لَونِه المَغْدُورِ؛ تَاْخُذُ تونس إلى نُزْهَة عَبْر حَدائِقِها السرْيَّةِ ..
مَا أَبْعَدَ تونس!
كُنَّ عُشَّاقًا بِمَا يَكْفي
لِتَلْتَهِم الْخَفَافِيشُ من أَكْبَادِنَا.. ولا نَمُوتُ
كُلَمَا ازْدَدْنَا عُرْيًا؛ ازْدَدْنَا تونس
لَسْنَا فِكْرةً
لسنا َرَكْعَةً زَائِدَةً فِي صَلاَة سَادِسَةٍ
لسنَا على ماَ يُرَامُ أَيضًا
أَحْوَالُنَا مُوجِعَةٌ
وَهَذا شَأْنُنَا ؛
الرَّصِيفُ حَاجَةُ المَعْنى للتخلُّصِ من معاطفه القديمة
هي نَفسها المَرْأَةُ
التي أيْقظت الَصَّدف البحْري من غَيْبُوبَتِهِ
هَكَذا
دَرَّبَنَا راقِصُ الْبَاليه
على الخروجِ مِنَّا..الْعَوْدَةِ إِلْينَا
كَمَا سَاعَة رَمْلِيَّة في مَحَطَّةٍ مُزْدَحِمَةٍ بالغِيَابِ
التعليقات (0)