راقصة أول الليل بائعة هوى أخرة
امرأة عارية ترتدي موضة الكولون المطوق بشال ذهبي ألتف حول خصر نحيل يشتكي من لمس أيادي أناملها شرار تحرق الجسد قبل القلب, راقصة أول الليل بائعة هوى أخرة , تهتم بوضع "الماكياج"تصفف شعرها باجهزة حديثة, تلبس خواتم حاقدة على صانعها, تنام بحجرة مليئة ببنات جنسها متشابهات في كل شيء الإ في الجمال الذي بدأ يفقد بريقة لا تخلع حذائها منذ أن ترتديها الإ على بلاط صاحب المال , تسهر وتشرب ومع ذلك تنسى الأكل , تلهث باحثة عن المال فالوقت له ثمن وكل دقيقة بسعر محدد سلفاً , بغرفتها متحف ضاقت رفوفه بالأدوات الجارحة والذكريات الاليمة , لا تجيد الطهي ولا تجيد ملاعبة الأطفال محترفة بملاطفة صاحب المال , لم تختر عطرها في يوم من الأيام ولم يكن لها قرار إختيار المكان الذي تعمل به تضحك من الفم لكن من القلب لا تضحك الإ بكاءً عندما تضع رأسها على مخدة النوم , جميلة كجمال القمر لكنها غير لطيفة أحترفت الإجرام فسارت نحو الظلام , ترقص تارة وتغيب عن مشهد الرقص تارة أخرى قصة كفاح اليمة تنتهي مع بزوغ ساعات الصباح الاولى , تدخن وكأن التدخين من سينقلها من عالمها الاليم إلى عالم أفضل , تكسر زجاجة المشروب المٌحرم على رأس من يدفع أكثر ليكون لها النصيب الأكبر من سعره ولذته الوقتيه , تتنقل بين الجثث, توزع الحٌب الرخيص للمحرومين من لذة حياة الطهارة , تٌحب الرقص على أي شيء وتجيد التعامل مع كلمات الحزن وأهات الكأبة , تتحدث بكلمات تخدش السمع لكنها من صميم عالمها المٌظلم , بداخلها وجوه رمادية وحياة قليلة! مشغولة دائماً لا تعرف طريق العاطفة الصادقة ولا تستطيع أن تنتقل من عالمها إلى عالم العواطف الصادقة , محاصرة حتى هاتفها محاصر فهي الة مسخرة لا مخيره, في نظراتها حزن وكأبة , وبضحكتها الم وحسرة , ولو كان بيدها لأنهت حياتها بجرعة مخدر زائدة , تجلس بجانبك إذا رفعت السعر وتهرب منك إذا أمتنعت عن الدفع , ومع كل ذلك هي زهرة بين أشواك أحرقتها نيران الزمن وتحرق نفسها بنارالرضوخ للواقع , تستحق الكثير لكنها صنعت من جسدها الكثير من الخطايا والألام , لا تعترف صراحة بواقعها وبجريمتها لكنها تعترف عندما تخلو بنفسها تحت قطرات ماء لا يغسل جسدها الباكي قتلت إنسانيتها تحت أقدام الراقصين وفوق سرير من يدفع أكثر , فهي ضحية لها نصيب أكبر من العتب ومع ذلك وإن كانت راقصة وبائعة هوى الإ انها أدمية لها حق الضحك قليلاً ولعيون المعجبين حق النظر طالما فتحت الباب للناظرين ....
التعليقات (0)