راشيل ..أحبتك الإنسانية .. الذكرى الخامسة لاستشهاد المتضامنة الأمريكية راشيل كورى

صديقتي راشيل

سقطت قبل سقوط بغداد بشهر أثناء محاولتك صد جرافة إسرائيلية قادها مجرم تنازل عن إنسانيته , جسدت بجسدك الطاهر معنى الانسانيه فوقفت وقفة المعتز بوجه جرافة الظلم التي أرادت هدم بيت عائلة فلسطينية في مدينة رفح .ما زلت أذكرك جيدا ,ما زالت صورتك مجسدة في خيالي , فمثلك لا ينسى بل مثلك يحفر في الذاكرة مكانا وجوديا . جئت من بيتك إلى بيتنا لتعلني تضامنك مع شعبنا المظلوم على أرضه المسلوبة .كنت في العشرين، لكنك اكبر , فالمرء منا كان غير قادر على الإحاطة بمواقفك المشرفة التي تذكرنا جميعا بالعزة والعنفوان في مقاومة الظلم، كانت عيناك ووقفتك وجميع رسائلك التي أرسلتها إلى الدارسين في جامعتك تخبرنا بأنك قائدة من نوع نادر، إنسان بكل المعاني.أذكر بكاؤك عندما لم تستطيع منع هدم بيت فلسطيني , واذكر كيف انه لم تكد تمضي مدة قصيرة حتى عادت جرافة الموت مرة أخرى فعدت بإصرارك الثابت للدفاع عن أهل الحق، والمواجهة التاريخية بين الحق والباطل وكيف اقتربت الجرافة نحوك وضربت الأرض من تحت قدميك فسقطت أرضا واستمر ذلك المجرم بالتقدم وداسك، لم يستجب لصراخك وصوتك الإنساني لأنه لا يعرف لغة البشر.راشيل: أحببناك ، أحبتك الإنسانية لأنك شهيدة الحق والعدالة .ستبقين في الذاكرة كما كنت مليئة بالحياة وكثيرة المهارات ، رفضت الموت الطبيعي وآثرت الالتحاق بقافلة العظماء الذين يعبدون الطريق للوصول للمجتمع الإنساني الذي نحلم به جميعا، فأصررت أن تدافعي عن الحياة بموتك.

 

مروان صباح

 

اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني