راشد حسين شاعر الارض والانسان
غازي ابوكشك
راشد حسين بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة. وفي مدة وجيزة أصبح شاعر الساحة الفلسطينية الأول في الداخل الفلسطيني. وأصدر ديوانه الأول في سن العشرين.
بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي.
عمل محرراً لمجلة "الفجر"، "المرصاد" و"المصوّر ".
مارس المقاومة قولا ً وعملا ً حيث كان من نشطاء حركة الأرض ومحررا ً لنشرتها السياسية ومن ناشطي الحركة الشيوعية (في صفوف حزب العمال الموحد) في الداخل، مما جعله عرضة لنقد بعض معاصريه (أمثال محمود درويش) بسبب العلاقة التي تربط الحركة الشيوعية الفلسطينية بالصهيونية.
ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة، وعندئذ سحبت منه الجنسية الإسرائيلية ومنع من زيارة أهله.
انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وعمل ممثلا ً ثقافيا ً لها في الأمم المتحدة هناك.
عمل في وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " حيث حاول أن يبث فيها روحا ثورية حقيقية فاصطدم مع بيروقراطيي المنظمة ولكنه حصل على تأييد الرئيس عرفات وفاروق القدومي ومنع البيروقراطيون من التدخل في عمله.
سافر إلى سوريا خلال حرب 1973 وعمل محررا ً في الإذاعة السورية للقسم العبري، وشارك في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
أبرز نشاطاته الإعلامية كانت في الأوساط الجامعية الأمريكية، حيث شارك في كثير من الندوات والسجالات حول القضية الفلسطينية. وكان هذا كما يبدو هو أخطر نشاطاته في نظر السلطة حينما سحبت منه الجنسية.
توفي في الأول من فبراير عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري الثرى هناك "يُقال أن الصهاينة هم من أحرقوا غرفته في فندق في أمريكا ضمن حملة تصفية المثقفين الفلسطينيين أنذاك والتي راح ضحيتها الأديب غسان كنفاني عام 1972"
منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.
أعماله الشعرية:
مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م).
صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
أنا الأرض لا تحرميني المطر (الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، بيروت، 1976م).
كتاب الشعر الثاني / يضم المجموعتين الأولى والثانية (لجنة إحياء تراث راشد حسين (دار القبس العربية، عكا، 1978م).
قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة، 1980م).
ديوان راشد حسين / الأعمال الشعرية الكاملة (بيروت).
__________________
/
بعد الاحتلال الاسرائيلي لبلاد فلسطين وتشرد الآلاف من ابناء شعبنا الى المنفى، وسلب أملاكهم وحقوقهم ودخولهم في ضائقة انسانية صعبة، كان لا بد ان يكون هنالك من يكتب ويعبر عن المأساة التي يعيشونها في هذه الفترة الصعبة، ومن هنا بدأ الشعر الفلسطيني بالنهوض متجولا بين معاناة ابناء شعبنا ومأساتهم الدمويه، ومن ابرز الشعراء الذي عايشوا هذه الفترة وأبحروا في كتابة أشعارهم هم: الشاعر الراحل توفيق زياد فدوى طوقان والشاعر محمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو وغيرهم …
وقد استمر هؤلاء الشعراء في رصد المعاناة الفلسطينية وأصبحت قضيتهم، قضية وطن. وكان من بينهم من ضحى في حياته من اجل ابناء شعبه ومن اجل قضيتهم الفلسطينية، منهم برز شاعرا سخر شعره منذ ان كان يافعا لأجل وطنه، من اجل الحق ومن اجل كل فلسطيني ولدته امه فوق تراب فلسطين، وهو الذي قال:
سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر ……. إن الشعوب إذا هبت ستنتصر
مهما صنعتم من النيران نـخمدها ……….. ألم تروا أننا من لفحها سمر
ولو قضيتم على الثوار كـــــلهم …………. تمرد الشيخ والعكاز والحجر
لهذا الشاعر اسمان ،الأول “حاتم” اما الثاني والذي عرفه الناس فيه هو الشاعر الفلسطيني “راشد حسين”. كانت حياة الشاعر راشد حسين مليئة بالنضال حبا بالوطن وترابه، وحبا لزيتون بلاده وبرتقال يافا، فبدأ كتابة الشعر منذ ان كان في العشرين من عمره. ولد الشاعر راشد حسين سنة 1936في قرية مصمص الواقعة في المثلث الشمالي للبلاد “وادي عاره”،واصبح منذ ذلك الحين مطاردا من قبل الموساد الاسرائيلي بسبب اشعاره الثورية والتي اعتبرت خطرا على امن الدولة، واصبح راشد بنظر الدولة عدوا ويشكل خطرا على آمنها. يعتبر راشد حسين من شعراء المقاومة الفلسطينية الاوائل الذين برزوا بعد احتلال فلسطين .
تغرب الشاعر راشد حسين عن بلاده سنة 1965، ومنع من بعدها من العودة اليها، وبقي في المنفى حتى ان وجد مختنقا نتيجة حريق شب داخل شقته في مدينة نيويورك سنة 1977، واختلفت الاراء حول موته . وله ديوانان وهما: 1-مع الفجر
2-انا الارض لا تحرميني المطر. وبالرغم من انه لم يصدر سوى ديوانين له الا انه استطاع في هذين الديوانين ان يعطي من إبداعه سوى 80 بالمائة … لم ينصف الاعلام الشاعر راشد حسين ويعطه حقه بالرغم من انه لم يكن يبحث عن الشهرة كغيره من الشعراء، حيث بقي محافظا على منهجه حتى مماته.
التعليقات (0)