راشد الغنوشي علامة إستفهام
عندما وصل الحبيب بورقيبة لسدة الحكم بتونس أقر دستور ساوى بين الرجل والمرأة ومنع تعدد الزوجات ناهيك عن مواد أخرى , فقامت قائمة راشد وأعوانه وحلفائه ومن شابهه في الفكر والأسلوب , تحريم وتكفير وصراخ وعويل , بيانات وشجب وإستنكار , إستدعاء للعامة والدهماء عربياً وتونسياً لمواجهة الحبيب بورقيبة ومشروعة العلماني كما قيل أنذاك , منتاسياً راشد وغيره التركيبة الإجتماعية والسياسية التونسية التي كانت تمر بمخاض عسير , حقبة مضحكة مبكية أخطاء فيها بورقيبة ونجح فيها دعاة الإسلام السياسي جماهيرياً , عندما وصلت حركة النهضة لسدة الحكم بتونس عقب هروب زين العابدين وسقوط نظامه جلب راشد كل الأدلوجيات الحالمة ويالكثرتها , فسيطر على مؤسسات الدولة التونسية موهماً العامة بأن الديموقراطية تعني حكم الأغلبية بشكل مطلق متناسياً أن الاغلبية في الحكم تعني الحكم بشروط من ضمنها تعاون الاغلبية السياسية مع الأقلية وعدم نشر أدلوجيات معينة أو تجنيد المجتمع بطريقة خادعة مضللة وترك المجال السياسي بعيداً عن الأدلوجيات الدينية والأفكار والأراء المتسلطة ذات الطابع والشعار الديني فالسياسة شيء وحياة المجتمع شيء أخر ووظيفة الدولة والنظام الحاكم التنظيم والإدارة فقط , مرت تونس بشد وجذب لم ولن ينتهي طالما بقيت الأدلوجيا مسيطرة على مؤسسة الرئاسة ومنافذ الحكم , وتعيش حالياً صراع على الدستور الذي بدأ يتشكل ويتسمى بإسم راشد الغنوشي وجماعته , دستور يعارضة جمع كثير من التوانسة ولعل أهم معارضة قائمة للدستور المقترح تيار النخبة , دستور راشد يشبه دستور بورقيبة وكأنه هو وصمت مٌطبق لمنظري ومؤيدي الإسلام السياسي بالداخل التونسي وبخارجة , فحربهم السابقة على بورقيبة مبررة في نظرهم أما راشد ودستوره فلا يوجد ما يبرر الحرب عليه, لأنه مجتهد وإحتمالية الصواب والخطأ من مفكر عملاق كراشد وتلك هي وجهة نظر منظري الإسلام السياسي وجهالة إذا وقع أحدهم في الخطأ , في أدبياتهم يعد نقد راشد علناً فتنة ونصحه بالسر أضمن وأولى وفي ذلك القول خدعة وتضليل للعامة , وهنا تساؤل كيف تم نقد وتكفير بورقيبة علناً , ويجب نصح وتوجيه راشد وحركته سراً ؟؟ اليس في ذلك تناقض ؟؟
لا يستغرب أحد , إنه الإسلام السياسي الذي يقوم على ركنين اساسيين الأول تضليل العامة بشعارات وأمنيات والثاني شرعنة الأخطاء وزرع الإستبداد !
خطاء راشد يٌحسب عليه لانه قاوم دستور بورقيبة وجنح للمعارضة أعواماً ليست بالقصيرة وعندما وصل لسدة الحكم وقع في أخطاء بورقيبة عبر شرعنة دستور يعارض نصوص ويشرعن الأستبداد السياسي والفكري , فدستور بورقيبة شرعن الإستبداد السياسي والفكري عبر علمنة تونس ودستور راشد إذا أٌقر فإنه سيكرس الإستبداد السياسي والفكري عبر أدلجة تونس.
المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق السياسية والمدنية والوظيفية حق وواجب على دول العالم المؤمنة بالإنسان , لكن شرعنة الأخطاء الفكرية ونشر الإستبداد ومنهجتها والزام الناس بأراء معينة جريمة لا تغتفر , حركات الإسلام السياسي وعبر التاريخ وإن قدمت نفسها على أنها صاحبة مشاريع الحل النهائي لمشاكل الوطن العربي الإ أنها وقعت في أخطاء كثيرة لعل أهمها أدلجة العامة وتضليل الناس وفهم الإسلام فهماً خاطيء ولا نغفل عن وقوعها بأخطاء وقعت فيها حركات التحرر السابقة فالشعارات وإن أختلفت الإ أن النتائج والأساليب واحدة , فمن يقرأ التاريخ بعين فاحصة ويترك التعصب جانباً ولو للحظة واحدة , تطبيق الدين وأحكامة يكون عبر فتح المجال للاراء المتعددة وترك الحريات وعدم التدخل فيها لأن حريات الناس قابلة للتغير والتشكل ولا يقبل الناس الإستعباد ولوكان شعاره الدين ؟ ...
التعليقات (0)