مواضيع اليوم

راتب المرأة العاملة

حسن العجوز العجوز

2012-06-01 07:21:27

0

 


راتب المرأة العاملة

وإتماما لحديث تحرى الحلال فهناك أمر خاص تسأل فيه النساء على الدوام فى علاقاتهن المالية مع أزواجهن ما الحكم لو أن المرأة أعطت جزءاً من مالها لأهلها أي من الراتب أو مكافأة الامتحانات بغير علم زوجها؟ هل ينفع ذلك ؟ هذا حرام لأن النبي عندما علَّم النساء قال في آدابهن مع أزواجهن {حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ وَأَنْ لاَ تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئَاً إلاَّ بِإذْنِهِ وَأَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ بِإذْنِهِ }( 2) قال عليه الصلاة والسلام {لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إلاَّ بِإذْنِهِ وَلاَ تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إلاَّ بِإذْنِهِ}[3] مثلاً جاءت أختها لزيارتها وتريد أن تكرمها فأعطتها سكر وزيت من خزين البيت يلزم في ذلك أن يكون عن رضا من الزوج وإلا كأنها سرقت لأنها أخذت يغير إذنه تقول وهذا مالي لابد أن يكون برضا فوقت عملها مستقطع من بيتها وبرضا زوجها قال النبى{هذِهِ الدُّنْيا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ آتَيْنَاهُ مِنها شَيْئاً بطيبِ نَفْسٍ مِنَّا وَطِيبِ طُعْمَةٍ وَلا إِشْرَاهٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ آتَيْناهُ مِنها شَيْئاً بِغيرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنَّا وَغَيْرِ طِيبِ طُعْمَةٍ وَإِشْرَاهٍ مِنْهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ}(4)فيلزم أن يكون الإنسان طيب الخاطر فلو أننا في المدرسة واتفقنا أن فلانة هذه تمر بظروف ونريد من كل واحدة أن تتبرع لها بخمسة جنيهات وأنا تبرعت بالخمسة جنيهات وأنا غير راضية أصبحت حرام لا بد من رضا كل يوم هو في حالة حتى الرجل لو قال لامرأته (إتصرفي في بيتك) يكون على سبيل الاختبار ويأتي أحياناً ويخزن لها ثم يسرد عليها لقد فعلت كذا يوم كذا وكذا فتقول: لقد أذنت لي فيقول: يجب أيضاً أن تشاوريني فلا يصح إلا الصحيح فعند أي صغيرة أو كبيرة يجب أن نعرف بعضنا أو أمي مريضة أريد أن أزورها ما رأيك أعطيها حاجة ؟يقول: نعم تقول: كم أعطيها؟ فيقول: كذا فيصبح ذلك برضا نفس و من أجل كل ما قلناه ده ولأجل كل ما ذكرنا من التهاون بالحرام وعدم اتقان الأعمال واختلاط الحرام بالحلال وكل هذه الأنماط السلوكية على غير الشرع وعلى غير السنة النبوية والهدى المحمدى جعلت الناس تشتكي بل أصبحت الشكوى أن الأرزاق لاتكفى أصبحت شكوى عامة فلا من يأخذ الكثير راضى ولا من يأخذ القليل راضى والكل يشكو من عدم الكفاية لماذا؟لعدم وجود البركة ولا تأتي البركة إلا إذا عمل الإنسان بقول النبي العدنان عن عائشة رضى الله عنها وقد سبق وذكرناه «إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»[5] أين من يتقن الآن؟ كم النســــبة الآن ؟ بل وفي أي مكــــان تجده ؟ولكن الناس لا ترى ذلك ويرجعون السبب إلى الغلاء وهو ليس الغلاء- ولكن نزع الله البركة من الأرزاق لأن الناس لا تراقب فيها الله ولا تتحرى فيها الحلال لا تتقن أعمالها ولو أن الله وضع البركة فلو كان الراتب مائة جنيه سيكون أحسن من ألف جنيه لأن البركة كما قال حضرة النبي {طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الإِثْنَيْنِ وَطَعَامُ الإِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ}( 6)فلو أن هناك أكل لواحد سيكفي البيت كله وإذا احتاجت الواحدة جلباب فبدلاً من أن تكفيها شهور مثلاً أو سنة ستكفيها عشر سنين ولن تبلى ومن يرى هذا الجلباب تخيل له نفسه أنها تلبسها لأول مرة لماذا؟لأنها البركة التي تأتي من الله الأثاث الذي نعمله في البيت بدلاً من أن يبلى خلال خمس سنوات سيمكث العمر كله ومن يدخل عندي يهيأ له أننا اشتريناه الآن جديد وذلك من البركة والبركة ستحمينا وتعفينا من العلاجات والأمراض ونحن جميعاً كم نصرف على العلاج وعلى الأمراض؟نصرف أكثر من الطعام ولو أن هذه الأقوات مباركة سيعافينا الله من هذه الأمراض ولا تحتاج إلى علاجات إلا الخفيف منها الذي يأتي نتيجة العدوى وما شابه ذلك وأيضاً سيعافينا الله منها سريعاً ولا نصاب منها بعنت ولا مشقة ولذلك فأهم جزئية نختم بها حديثنا أن نقول:أن أهم أساس يؤسس عليه المؤمن والمؤمنة حياتهم هو المطعم الحلال وذلك لكي يتقبل منا الله صالحاتنا وأعمالنا وكذلك يبارك لنا في حياتنا الدنيا لأنه يحزننى ويؤلمنى جداً أن أقول إنه ربما تسعون بالمائة من الناس في زماننا لا تقبل لهم عمل من أعمال الآخرة لأن الرزق حرام والبركة منزوعة هذا وكونوا عونا لأزواجكم وأبنائكم على ذلك ولا تكونوا من اللاتى يدفعن بأزواجهن أو أبنائهن إلى النار كما قال رسول الله فى هذا الزمان {يأتي على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه وولده يعيرونه بالفقر ويكلفونه ما لا يطيق فيدخل المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك}[7] ولكن كونوا كنساء وبنات الأنصار اللائى كن يعرفن ويعين هذه المعانى ويحرصن عليها غاية الحرص فى كل وقت وحال بل ويجعلن التمسك بها معيارا لإختيار الأزواج والزوجات وانظروا إلى سيدنا عمر بن الخطاب عندما كان يمر على الرعية بالليل وجد بنتاً وأمها يتكلمون مع بعضهما واشهدوا المشهد بقلوبكم { الأم تقول لإبنتها : اخلطي اللبن بالماء فقالت البنت: ألم تعلمي أن أمير المؤمنين نهى عن غش اللبن بالماء؟ فقالت الأم: وهل يرانا أمير المؤمنين؟ فقالت: لو كان أمير المؤمنين لا يرانا فالله يرانا فعرف سيدنا عمر أن هذه البنت مؤمنة وتقية فعلَّم البيت بحجر ثم أصبح وسأل على البيت وعرفه وجمع أولاده وقال لهم:من يتزوج هذه البنت الصالحة وأدفع له تكاليف الزواج والمهر كله؟ فقال أحدهم: أنا وتزوجها ثم أنجبت بنتا وهذه البنت هي أم } لماذا؟ لأنها كانت ذرية طيبة صالحة وأنظروا إلى الأم نفسها فهى وإن كانت مخطئة أولا، إلا أنها استجابت للحق لما ظهر على لسان إبنتها ولم تنهر البنت أو تعنفها ولم تجبرها على المعصية أو تقول لها أنت صغيرة ولاتفهمين شيئا أو هكذا هى الدنيا أو كل التجار يفعلون هكذا فلنكن هكذا إذاً إذا سمعنا الحق على أي لسان فلنستجب له ولنعلم أن هذا فضل عظيم من الله أن يرزقنا بمن يدلنا على الخير أو يوجهنا إذا أخطأنا ولا نكن كمن تأخذهن العزة بالأثم ولا يزيدهن النصح إلا مكابرة و عنادا كن كمن تروى لنا كتب السيرة من نماذجهن المنيرة من أن بنات الأنصار ولأنهم تربوا على الإسلام، وعلى الدين، عندما يخرج أبوهن للعمل في الصباح تقلن له {يا أبتاه تحرَّ لنا مطعماً حلالاً فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار }[8]
 

[2] (الفتح الكبير) الطَّيالسي عن ابنِ عُمَرَ وتمامه : {حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ: أَنْ لاَ تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وَإنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبِ وَأَنْ لاَ تَصُومَ يَوْماً وَاحِداً إلاَّ بإذْنِهِ إلاَّ الْفَرِيضَةَ فَإنْ فَعَلَتْ أَثِمَتْ وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهَا، وَأَنْ لاَ تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئَاً إلاَّ بِإذْنِهِ، فَإنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ الأَجْرُ وَكَانَ عَلَيْهَا الْوِزْرُ، وَأَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ بِإذْنِهِ، فَإنْ فَعَلَتْ لَعَنَهَا اللَّهُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَتَّى تَتُوبَ أَوْ تُرَاجِعَ وَإنْ كَانَ ظَالِمَاً}
[3] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رواه البخاري ومسلم
[4] (مسند الإمام أحمد) عن عائشة رضي الله عنها.
[5] رواه أبو يعلى عن عائشة رضى الله عنها
[6] (صحيح مسلم) عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ
[7] أبو هريرة و ابن مسعود، العراقي، تخريجالإحياء للعراقى
[8] للإستزادة كتاب مراقى الصالحين: الباب الأول: أساس هذا الدين: المطعم الحلال ص 11-36، وكتاب مائدة المسلم


 
 
 
 توقيع : شهاب حسن



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات