اعتبر رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق فيلبي غونثالث أن الاتحاد الأوروبي لا يقوم بأي دور في الربيع العربي بمساعدة الديمقراطية، وحذّر من الدور جيوسياسي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بتعزيز وتمويل الحركات السلفية بهدف أسلمة الربيع العربي.
وتأتي تصريحات هذا السياسي المخضرم الأربعاء من الأسبوع الجاري خلال تقديم كتاب السياسي والمفكر الفرنسي من أصل جزائري سمير ناير بعنوان الدرس التونسي، كيف أسقطت ثورة الكرامة السلطة المافياوية، وهو كتاب يعالج فيه الثورة التونسية وكيف امتدت للعالم العربي وآفاق المستقبل السياسي لهذه المنطقة خاصة بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات.
وكان الاهتمام منصبا على موقف فيلبي غونثالث غونثالث الذي يعتبر من خبراء الحكام الأوروبيين بالبحر الأبيض المتوسط والعالم العربي نظرا للعلاقات التي جمعته بالدكتاتوريين العرب، ويعتبر الربيع العربي أكثر ثورة يشهدها العالم بعد سقوط جدار برلين نظرا للانعكاسات جيوستراتيجية الهائلة التي تترتب عنه سواء في المجتمعات العربية أو في العلاقات الدولية.
وتابع قائلا أن جميع القوى الدولية ترغب في التأثير بطريقة ما في الربيع العربي سواء بالمساعدة أو عبر التحكم في مجريات الأوضاع. في هذا الصدد، كان أكد أن العربية السعودية تمتلك مخططا استراتيجيا من خلال تمويل الحركات الإسلامية وخاصة السلفية في محاولة منها لإضفاء طابع إسلامي على الربيع العربي، ونفى هذا عن دولة قطر، إذ أكد أن هدفها ليس أسلمة الربيع العربي رغم مساعدتها للحركات الإسلامية. وتطرق الى الاصطدام الحاصل بين العربية السعودية وقطر للتأثير على الربيع العربي عبر التمويل المالي والإعلامي.
وعلاقة بالحركات الإسلامية، لم يتفاجأ هذا الزعيم الاشتراكي الذي حكم اسبانيا ما بين سنتي 1982-1996 بفوز الإسلاميين في عدد من الدول مثل تونس ومصر، وأرجع ذلك الى وجود الإسلاميين مسرح المعارضة فارغا فسيطروا عليه وبقوا في اتصال دائما مع الشعب لاسيما الطبقات المسحوقة منه.
والى جانب العربية السعودية، هناك مخططات للولايات المتحدة التي بدورها تهدف للتأثير في الربيع العربي، وانتقد غونثالث الغياب الأوروبي الذي لم يقدم الدعم الاقتصادي للربيع العربي ولا الدعم المعنوي والاجتماعي للديمقراطية.
وتأسف لهذا الغياب في منطقة حساسة للاتحاد الأوروبي وهي جنوب البحر الأبيض المتوسط، خاصة في ظل ما وصفه بتجاوز الربيع العربي للحدود في العالم العربي نحو باقي المناطق الأخرى.
وتأتي تصريحات فيلبي غونثالث لتلقي الضوء على الغياب الكلي للاتحاد الأوروبي من الربيع العربي ومواقفه المتذبذبة في دعم الديمقراطية في الدول التي شهدت ثورات أو إصلاحات. ورغم تعيين المبعوث الأوروبي للربيع العربي، وهو الإسباني بريناردينو ليون الذي قام بزيارات للمسؤولين الرسميين في بعض الدول دون الاجتماع بالحركات الحقوقية والسياسية التي تطالب بالديمقراطية.