مواضيع اليوم

رئاسة اليونسكو ..خسارة العرب الاخيرة .

عبد العراقي

2009-09-23 10:40:54

0

رئاسة اليونسكو..خسارة العرب الاخيرة .
بالامس كانت الخسارة الاقرب في حياة العرب على الساحة الدولية وفي صراعهم مع انفسهم اولا ليثبتوا لها انهم اهلا لقيادة مؤسسات عالمية وانهم خرجوا بالفعل من موقع التابع الى موقع القائد في هذا العالم, وصراعهم مع العالم الذي لم يزل ينظر لهم على انهم عبارة عن اكياس من الاموال التي قدر لها ان تصرف في حاناته وتكون رافدا لشركاته واما غير ذلك فانهم متخلفون وغير جديرين بان يديروا مؤسسات تقوم بخدمة البشرية لانهم غير مؤهلين لهذا الدور او لانهم عاطفيون لايملكون قدرة اتخاذ القرار المحايد في القضايا التي تمس حياة الشعوب كلها عربيها واعجميها مسلمها وكافرها فهم حتما بفعل عاطفيتهم هذه سينحازون الى ابناء جلدتهم هذا مايعتقده الغرب ويفكر فيه كلما طرح اسم عربي في ساحة من ساحات الصراع الاممي , ان معارك العرب لم تنتهي في منظمة اليونسكو بل هناك ساحات كثيرة تنتظر فعلهم وعليهم ان يعدو العدة ويهيئوا الظروف التي تجعلهم يثبتوا وجودهم كامة تستحق ان يكون لها كلمة في هذا العالم .
ان الامة العربية لاتخلوا من كفاءات في شتى المجالات بل ان بعض الكفاءات العربية قد تكون اكثر خبرة وامكانية من كثير من قادة المؤسسات الاممية اليوم من غير العرب , والدليل على مانقول هو كمية العلماء والباحثين العرب في مراكز ابحاث الغرب وبكافة انواعها الثقافية والعلمية وحتى العسكرية واللذين يمثلون نسبة مهمة من كوادر هذه المراكز نسبة الى حجم العرب بين امم الارض , لكن مشكلة الكفاءات العربية انها محسوبة على الانظمة العربية و ان ترشيحها لاي من المؤسسات الدولية دائما مايكون بناء على اختيار المؤسسة السياسية الحاكمة في اقطارها لها ولان اكثر الدول العربية ذات انظمة شمولية دكتاتورية في نظر الغرب فان هذه التهمة تحملها الكفاءات العربية اين ما ذهبت وتكون عبئا عليها في صراعها مع الاخرين يجعلها دائما في موقف الضعيف سياسيا حتى وان كانت قوية في امكاناتها العلمية والثقافية ...
ان ضعف العرب امام العالم ليس عسكريا واقتصاديا ومؤسساتيا فقط بل و سياسيا فبعد ان خسروا اكثر معاركهم العسكرية مع اعدائهم وخسرو جل معاركهم الاقتصادية خسروا اخر معاركهم السياسية فانتخابات اليونسكو لو بقيت على حالها انتخابات ثقافية تعتمد الكفاءة في الاختيار لكان اليوم من يجلس على كرسي هذه المنظمة الاممية هو المرشح العربي الاكثر كفاءة بين المرشحين الباقين لكن المشكلة ان هذه الانتخابات تحولت الى انتخابات سياسية تقف فيها في الجانب المقابل للسيد فاروق حسني امريكا بكل ثقلها السياسي والاقتصادي مما جعل امر انتخاب السيد حسني هو نوع من الصراع مع القوة الاعظم في العالم ونحن نعرف ان اي صراع تكون فيه امريكا بكل قوتها طرفا فيه لابد ان تكون كفته مائلة جدا الى صالحها دون النظر الى اي اعتبار اخر من نوع الكفاءة والمقدرة والخبرة وهذا ماحدث نحن نقول للسيد حسني ان هزيمتك ليست هزيمة ثقافية وليست هزيمة قدرات لكنها ببساطة هزيمة سياسة وهذا هي مشكلتنا وهذا هو عزائنا وعزائك لاننا على الاقل ربحنا معركة الكفاءة ...
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !