من الطبيع أن يختلف الناس في الرأي وخاصة في تقييم شيء ما سواء كان شخصا أو حدثا أو سياسة أوعدوا أو صديقا ولولا هذا الاختلاف لتوقفت الحياة ولكن التقييم من جهة واحدة لا يعبر عن الحقيقة حيث أن الحقيقة كما نعلم جميعا لها أكثر من وجه فمثلا المال الذي يفقد منك خسارة لك ومكسب لمن عثر عليه ومرض شخص مكسب للطبيب بل موت شخص وهو أكبر خسارة هو ربح الحانوتي (ناقل الأموات إلي حيث تعلمون!!) وكما تدعو كل صباح بالسلامة والنجاة من المرض يدعو الطبيب في نفس الوقت بأن يوسع الله في رزقه ( يعني دعوة لله أن يبتلي الناس بالمرض) وحين يكون التقييم لقائد أو رئيس دولة أو زعيم أو مصلح أو شخصية عامة فهنا يكون التقييم ذو مائة وجه أقصاها من طرف, أنه زعيم تاريخي. وأقصاها المقابل أنه أسوأ رئيس بما جره علي البلاد من ويلات ويستوي في ذلك الشرق والغرب فمن المعلوم أن الناس اختلفوا في عبد الناصر وصدام كما اختلف الغرب في بوش وبليربل اختلف الناس فيمن هو أكرم علي الله من كل الذين سبق ذكرهم .......وهناك حقائق لها أكثر من وجهين وثلاثة وقد تكون أوجها لا عدد لها حسب جهة النظر والقرب أو البعد عن صاحب الحدث فمثلا بالنظر إلي القتلي في حرب يراهم المنتصر قتلي من الأعداء يستحقون أكثر من القتل ويراهم المهزوم شهداء ويراهم المتابعون من بلد آخر خبرا لا أهمية له وينظر البعض إلي صورتهم متناثرين علي الأرض منظرا محزنا وقد لا يحرك فيهم أي شعور... الحقيقة أنهم ماتوا.. وقد لا تكون.. لأن فيهم أحياء يحتاجون للعلاج ولم يلتفت إليهم أحد حتي اللحظة بسبب الارتباك الحاصل..... ثم نصل إلي الحرب نفسها التي يقيمها البعض نصرا عظيما وينظر الآخرون لها علي أنها كانت هزيمة نكراء ... حدث هذا في 73 وفي 2006 لأن الذي يقيم لا يملك معلومات كافية أو لا يلتزم الحياد أو له غرض في تثبيط عزيمة المحارب .....وإذا اعتبرالنتيجة نصرا فقد يكون متحيزا للمنتصر لأن المنتصر هو الوطن, أو يكون صادقا لمطابقة الواقع لحكمه, أو له غرض في تقوية العزيمة, وتشجيع المحارب وشد أزره ... المهم أن التقييم ليس صحيحا ولا متطابقا في كل الأحوال لأن الذي يقيم ليس محايدا بأي حال لأنه إنسان يحكمه الهوي وتنقصه كل المعلومات المحيطة بموضوع التقييم كما تنقصه حيدة وحكمة القاضي والخلاصة أنظر إلي كل شيء برؤيتك ولا تنكر علي الناس رؤيتهم فكل الآراء صحيحة وكلها غير صحيحة أيضا
التعليقات (0)