رؤيــــــــــــــــــــــــــــــة
رأيت ملامحك من بعيد، ورسمت فوق تل الشوق رسوما تسعني سنين، وكتبت ألحان بنجـــوم السماء كي تكون نادرة، وستقليت سفينة السحب عبر الخيال، لكنني التفـــت حولك فخيـــل لي أنني رايتك، نعــــــــــــم لقد رأيتك.
كلما خزنت هذا الشوق داخلي يزداد، يتنهد داخلي كبركان يغلي من شدة الحر، فيتدافع كشرارات متدفقــــة نابعة من العمق عسى أن تدرك ما سيحصل، فخطيت خطوة وتهيأ لي أنني رأيتك، نعــــــــــم لقد رأيتـــك.
فجلست القرفصاء أنتظر البزوغ بين ثنايا الجبال، فسررت بأول شعاع يحفزني على الإستمرار، دقـــــــت درعا من الإنتظار، ومن جلوسي فوق قمة التحدي والكبرياء، لما الكبرياء؟ فلمحت خيـــالا والأكيـــد أنك أنت مــــــــــن رأيت، نعــــــــــــم لقد رأيتك.
اسمعنـــــــــــي؟
كم من مرة حاولت الإستيقاظ من دونك ولم أجد بدا من ذلك، لكونك تسكن أفكاري وجملة أشواقي وخطوط إلهامي وأنت تدرك أنني لن أستطيع للبعد مقاومة.
كم من مرة حاولت السعي وراء النكران ففقدت في أوج استعدادي قلبي الذي يستلذ من ضعفي إليك بالدفاع عنك رغـــــــــم مــــا أصنــــع للابتعاد عنـــــك.
كم من مرة هاجرت وكر مشاعري فور إيقاظها عند لمحك كي لا أذرف دموعـــي من تجاهلك لــــي وكي أحاول النسيان قبل شروقك لكـــــــن هذا صعب.
كم من مرة صممت قصور الوجدان على أوتار قلبي منشدة بالعلي والمجد للحــب الأبدي الـــــذي لا يتغير رغم اضطرابات الحلم وشهادات الواقع عسى أن تفهمني.
وكم طويت من صفحة كتاباتي واستبدلت حبر ارتساماتي كي أعبــر التجديد في نوعية أكثر نعومة وتقرب عسى أن تبادلني المثل لكن الخطوات فشلت.
لكــــــــــــن سررت بمعرفتــــــــــك...
ظللت طريق الوصول يوم غيابك واشتقت إليك اشتياق الأرض لقطرة مطر ولهفـــة الشمس لرؤيـــة القمر وهياج أمواج البحر لحظة غضب، لكن لهفتي ولا اشتياقي ولا هياجي يسترعي انتباهك.
لكـــــن الأكيد أنني سررت بمعرفتك...
اذن خذ مني كل ماهو لك واستبدل طريقك إن أردت، واعتبر أن بئر هذا القلب لا يعي تصرفه، وابحث لك عن مسار آخر تحس بوجوده داخلك إن كنت لا تحس أني داخلك، لكن لا تندم ولا تشفق سأحاول أعــــدك.
لكن يا قمر الزمان، ويا لهفة الحنان ساعة اللقاء، ويا كلمة عبرت يوما ليس ببعيد محطة شوقـــــي، ويا كل شيء أحسسته وكان صادقا سررت بمعرفتك.
نعم سررت بمعرفتك.
أتعلم لست أحقد على كونك لست لي لأن العبارات الخالصة لا تتحول أبدا إلى ضغينــــة وإلا هذا لن يكون يوما إحساسا صادقا فالأكيد أني لست نادمة وكنني أحاول الفهم ولست قادرة على الفهم.
لكننـــــــــــــي سأحاول أعــــــــــــدك...
سأحرص على مشاهدتك من بعيد سعيدا بلقاء آخر يخطو جانبي، وسأحاول أن أتظاهر بفرح عارم كــي لا تحس بضعفي وكي لا أهان.
سأحرص على أن لا يتغير أي شيء، أي شيء.
وسأبادر جاهدة بالمغادرة وفق خطوط وصول أخر نحو مكان بعيد عنك كي أبدأ من جديد، لكن لن أغــري قلبي بمعرفة أخرى وتجاهل آخر بل سأظل حاملة لشعار غريب وقمة عالية بين السحب كـــــي لا أصطدم بحبــــــــــــــــــــــــال الواقع.....
ســــــــــــــــــــــــــــررت بمعرفتك....
توقيـــــــــع
رشـــــــــــــــــاد الرايـــــــس
التعليقات (0)