ذكرنا فيما مضى مجموعة من رؤوس الأقلام التي تناولت بعض الأزمات والتناقضات التي يعيشها العراق، ونقدم بين أيديكم اليوم باقة أخرى منها: ـ النائبة في اللغة العربية تعني المصيبة، إلا انها لم تعد كذلك في العهد الجديد، حيث أصبحت الكلمة تشير إلى المرأة الأنيقة جداً التي أصبحت بقدرة قادر عضوة في مجلس النواب وترتدي أغلى الملابس والاكسسوارات وأثمن وأفضل الحلي والمصوغات الذهبية والسيارات الفارهة، ويمشي أمامها وخلفها العشرات من الرجال المدججين بالسلاح لحمايتها من الإرهابيين والحاسدين. ـ مع اشتداد أزمة سحب أو حجب الثقة التي دخلت شهرها الثالث، أو استجواب رئيس الوزراء أو استضافته أو مساءلته، اصر نواب ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي على ان تلك الأزمة أدت إلى ايقاف وتعطيل تقديم الخدمات للمواطن العراقي... ولا أدري عن أية خدمات يتحدث هؤلاء النواب، عن الكهرباء أم الماء أم المستشفيات العملاقة المتخصصة أم ناطحات السحاب؟! ـ على الرغم من تصويت البرلمان على قانون محو الأمية، واطلاق وزارة التربية حملتها لمحو تلك الأمية في العراق، إلا أن البلاد ما زالت تسيير وبخطى واسعة نحو الأمية بدلا من محوها... فالمستوى العلمي والتربوي للمعلمين والمدرسين ما زال هشّاً، بل ان الكثير منهم بحاجة إلى ادخالهم في مراكز محو الأمية قبل اختيارهم كقادة ومعلمين في تلك المراكز، أما مستويات الطلبة ولكافة المراحل( الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والجامعية) فهي تنذر بكارثة. ـ قناني المشروبات الغازية من البيبسي والسفن والميرندا التي أصبحت علامة من علامات التغيير، لها فائدة أخرى، حيث يقوم الكثير من الأطفال اليتامى والمحرومين وأبناء العاطلين عن العمل بجمعها أينما وجدت لغرض بيعها بمبالغ بخسة تعينهم على مواجهة شظف العيش الذي يعانون منه على الرغم من انهم يعيشون في أغنى بقاع الأرض. ـ مشكلتنا في العراق، اننا لا نتعلم من الأخطاء والهفوات التي نمر فيها... فالخروقات الأمنية وظاهرة هروب السجناء وبيع الأسئلة الأمتحانية (آسف اقصد تسربها) للمراحل المنتهية وغير المنتهية، أصبحت من الأمور المألوفة التي تتكرر دائما، والحل الجاهز الذي يلجأ اليه المسؤولون من النواب والوزراء هو الاكتفاء بعبارة (سنشكل لجنة تحقيقية) بحيث وصل عدد اللجان التي تم تشكيلها منذ عام 2003 وحتى الآن إلى المئات وربما الآلاف. ـ (نموت ويحيا العراق).. من الشعارات البائسة التي كان يرفعها النظام السابق وما زلنا نرددها باستمرار.. ولا أدري ماذا سيبقى للعراق اذا متنا، فالعراق يحيى ويبقى بوجود وبقاء أبنائه العراقيين، وكم تمنيت الغاء هذا الشعار أو جعله بهذا الشكل: (نعيش ويحيا العراق). في حقيبتنا رؤوس أقلام أخرى... ولكن إلى اشعار آخر.
مقالات للكاتب حسن اللامي
التعليقات (0)