من المعروف أن القادة الإسرائيليين كثيراً ما يطرقون أبواب رؤساء الولايات المتحدة. رؤساء الحكومة في إسرائيل وكذلك الشخصيات رفيعة المستوى تزور في كثير من الأحيان الولايات المتحدة وتتوجه إلى البيت الأبيض في واشنطن. قبيل زيارة الرئيس الأمريكي براك أوباما إلى البلاد غداً، قمنا باستعراض مَن مِن بين الرؤساء الأمريكيين جاء إلى البلاد واكتشفنا تفاصيل مثيرة عن الرؤساء الأمريكيين.
ريتشارد نيكسون كان الرئيس الأمريكي الأول الذي وصل إلى الأرض المقدسة. حيث أتى في العام 1974 إلى البلاد، وخلال الزيارة التي أجراها للشرق الأوسط، التقى مع الرئيس السوري في حينه حافظ الأسد ورئيس مصر أنور السادات. خلال زيارته إلى إسرائيل التقى نيكسون مع رئيس الحكومة في حينه، يتسحاك رابين ومع جولدة مئير التي كانت قد استقالت من منصبها قبل ذلك كرئيسة للحكومة.
خلال الزيارة أقام مستضيفيه الإسرائيليين وجبة احتفالية في الكنيست شارك فيها أكثر من 300 مدعو. وللمقارنة الوجبة الاحتفالية التي بانتظار الرئيس أوباما في بيت الرئيس بيرس في يوم الخميس المقبل (21.03.13) من المتوقع أن تشمل 120 مدعو فقط، من بينهم 60 شخص من الحاشية الرئاسية.
يذكر من عايشوا ذلك الحدث، لنيكسون حادثة مربكة، حيث "نسي" الرئيس زوجته في الفندق الذي كان يمكث فيه. على ما يبدو ان الرئيس كان منشغلاً بحديث مطول مع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، وأسرع للقاء رئيس إسرائيل في حينه افرايم كتسير. نيكسون الذي أسرع في الدخول إلى السيارة نسي أن يصطحب زوجته التي كانت تنتظره في لوبي الفندق. بات نيكسون التي كانت معتادة على جدول أعمال مكتظ مع زوجها، لم تفقد رباطة جأشها وانضمت إليه في اللقاء بعد الاستعانة بأفراد الطاقم الأمريكي الذين نقلوها بسيارة أخرى إلى بيت الرئيس كتسير.
بعد ذلك بخمس سنوات في آذار 1979 وصل إلى البلاد، الرئيس ال-39 للولايات المتحدة، جيمي كارتر. وقد وصل كارتر إلى البلاد مباشرة من بعد لقائه الرئيس المصري أنور السادات في القاهرة، حيث بحث كلاهما جهود المفاوضات ما بين الطرفين للتوصل إلى اتفاقية سلام. استغل كارتر والذي له حصة كبيرة في التوصل لاتفاقية السلام مع مصر، مكوثه في إسرائيل ليس للدفع قدما بالمفاوضات فقط إنما لممارسة الرياضة أيضاً. حيث استغل الرئيس الهواء الطلق في القدس وخرج للجري في شوارع القدس وفي صباح يوم معين من مكوثه في البلاد خرج للعبة تنيس قصيرة.
كلينتون، "واحد من العائلة"
في نهاية تشرين أول 1994 ومن بعد توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن، هبط كلينتون في البلاد وخطب في البرلمان
الاسرائيلي. كلينتون الذي زار البلاد 4 مرات، حظي بلقب "واحد من العائلة في إسرائيل". وقد منحه القلب رئيس الحكومة رابين الذي التقى به كثيراً.
خلال زيارته الأولى للقدس، تم تجنب "حادثة دبلوماسية" في آخر لحظة. حيث ان الفندق الذي مكث فيه كلينتون لم يتحضر ونسي أن يحضر للرئيس الصابون المفضل عليه، يردلي (Yardley soap). وفي اللحظة الأخيرة أرسلت سيارة أجرة خاصة إلى حيفا لتجلب لكلينتون صابونه المفضل.
الزيارة الثانية لكلينتون كانت في ظروف محزنة. حيث وصل الرئيس لجنازة يتسحاك رابين في القدس، الذي قتل من قبل متطرف يهودي بسبب سعيه للسلام مع الدول المجاورة. خلال الرثاء قال كلينتون: "الآن على كل واحد منا يحب السلام... أن يستمر ويناضل لأجل السلام الذي كرس رابين حياته له". في النهاية ودع كلينتون رابين بكلمتين تحولتا إلى رمز للسلام في إسرائيل "وداعاً، يا صديق".
زيارتيه التاليتين سوف تأتيان في 1996 في أعقاب مشاركة الرئيس في المؤتمر الدولي لمحاربة الارهاب الذي أقيم في شرم الشيخ. خلال الزيارة استغل كلينتون الفرصة وقفز لزيارة قصيرة في البلاد. أقيمت الزيارة الأخيرة للرئيس في البلاد في عام 1998 حيث التقى في القدس مع رئيس الحكومة في حينه نتنياهو ومع رئيس البلاد آنذاك عازر فايتشمان.
الزيارة التالية كانت من قبل بوش الابن الذي زار البلاد مرتين ، على العكس من والده. المرة الأولى كانت في كانون ثاني 2008. خلال الزيارة التقى الضيف الأمريكي مع رئيس الحكومة في حينه ايهود أولمرت. وخلال وليمة احتفالية أعدها اولمرت لبوش، تم تجنب "حادثة دبلوماسية" اخرى التي حتى يومنا هذا لا يزال يكتنفها الغموض. خلال الخطاب الذي ألقاه أمام مستضيفيه، تحدث بوش عن أهمية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وطلب من الضيوف الاسرائيليين الحفاظ على أولمرت. في مرحلة ما نقلت إليه وزيرة الخارجية في حينه، كوندوليزا رايس، ورقة بيضاء. ساد الصمت في الغرفة لبرهة، نظر الضيوف إلى الرئيس بتوتر من بعد أن قطع حديثه، في نهاية المطاف رفع بوش رأسه وقال: "إنها تقول لي أن أغلق فمي". فضحك الحضور. ماذا كُتب في الورقة البيضاء، يبدو أننا لن نعرف أبداً بالضبط.
الزيارة الثانية لبوش الابن كانت في أيار 2008، بمناسبة الاحتفالات بعيد الاستقلال ال-60 لإسرائيل. خلال الزيارة لمقر رئيس الحكومة، منح أولمرت الرئيس بوش دراجة جديدة. أعجب بوش بهذه الهدية وشكر أولمرت وعندها وأمام الجميع ركب الدراجة وخرج في جولة في ساحة منزل رئيس الحكومة.
التحضيرات لزيارة اوباما المنتظرة للقدس في يوم الأربعاء (20.03.13) كجزء من رحلته في الشرق الأوسط، لا تزال في أوجها. نحن على يقين بأنه خلال اللقاءات الرسمية سوف ينجح أوباما بأن يفاجىء بقصص صغيرة ومثيرة للاهتمام.
التعليقات (0)