اطلق العنان للحملات الأنتخابية نحو دورة جديد للبرلمان العراقي , و نشاهد اليوم الفوضى التي تعم االشارع العراقي بالدعاية الأنتخابية و تبادل الأتهامات بين المرشحين و الكتل و الأحزاب المرشحة لخوض الأنتخابات, إضافة لتلك المناظرات التلفزيونية بين المرشحين .. من خلال متابعة ظروف الحملات الأنتخابية نجد التفاوت الكبير في الأمكانيات المادية للأحزاب في دعايتها و من خلال ما قرأت اعجبني ما كتبه الصحفي طارق الأعصم في دعايته الأنتخابية لقائمة الأستاذ مثال الآلوسي.....
بقلم الصحفي طارق الأعصم
أنتخبهم لانهم من هذه الارض السبخة ولانهم ولد الملحة, أنتخبهم لانهم يعشقون القرآن بصوت عبد الباسط ويدندنون بانتعاش مع فيروز في غبش الصبح (بآخر ايام الشتوية) ويبكون مع حمزة الرميثي في ( يحسين بضمايرنه),أنتخبهم لانهم يشترون مهور زوجاتهم من الصاغة الصبّة....
ويولّدون نساءهم في مستشفى الراهبات ويشعلون الشموع النذور في كنيسة مريم العذراء ويقصدون باب الحوايج ابو الجوادين عند كل مفزع, أنتخبهم لانهم يرتبكون حين تجلس بجانبهم حسناء ويخلون في (باص المصلحة) مكانهم للعجائز والامهات,أنتخبهم لانهم ينظرون الى الاشياء بدهشة من يراها لاول مرّة,أنتخبهم لانهم يسمعون سورة يوسف في الفواتح ويتعاطفون معه لمحنته حين تراوده امرأة العزيزعن نفسها برغم أنّ العزيز يراودهم عن نفسه خارج سرادق العزاء لخمسة وثلاثين عاما!!, أنتخبهم لانهم يعشقون شعر الغزل ويخربشون على الورق بقصائد الحب ويحفظون الدارمي والابوذية ,أنتخبهم لانهم يأتون من البصرة والديوانية والنجف والانبار وبلد والسماوة وواسط والعمارة واربيل ليشاركوا في تظاهرة سيّارة يعيدوا فيها اهالي حيي العدل والجامعة الى مساكنهم بعد أن هجّرهم منظّرو الطائفية, أنتخبهم لانهم يعرفون سر عشق الشعوب لعلي (عليه السلام) وعشق العراقيين للزعيم عبد الكريم قاسم,أنتخبهم لانهم كرماء بنفوسهم وأموالهم (ان كانت لهم اموال) وبخلاء (إلا على شعبهم) بالمال العام, أنتخبهم لانهم خلعوا نعال الطائفية والشمولية واقبلوا على محراب الأمة العراقية حيث دفء العراق كقرمشة خبز التنّور, أنتخبهم لانهم وبرغم انهم اطباء ومهندسون ومحامون ومعلمون وأساتذة جامعة وطلبة وعلماء وموظفون, لكنهم أمّيون في حسابات البنوك وسعر تصريف الدولار وسعر الكلاشنكوف والرمانة اليدوية في السوق السوداء,أنتخبهم لان كل مرشح فيهم لديه بطاقة تموينية وبطاقة سكن وجنسية وشهادة جنسية بليت اغلفتها من القدم لانها تعود الى اكثر من سبعة آلاف سنة,أنتخبهم لانهم لا يريدون فقط انصاف الفقراء والضحايا,لكنهم يريدون ان يبنوا وطناً بلا فقراء ولا ضحايا, أنتخبهم لانهم يريدون ان يغسلوا شوارع الوطن من الدماء التي أسالها غاسلو الادمغة ,أنتخبهم لانني كافر بكل من لا يرفع شعار (العراق اولاً وبعده الطوفان), أنتخبهم لانني مؤمن ,والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين, أنتخبهم لانني أريد أن أرى المعلّم يدرّس اولادي افكاراً نظيفة تليق بأمّة علّمت العالم الكتابة,أنتخبهم لانني أريد ان انام مطمئن البال على زوجتي واولادي ووطني وحتماً سنكون اكثر أماناً حين يكون حارسنا قد نفض للتو يديه من تراب دفن ولديه بعد ان همس في إذنيهما (اولادي العراق يستاهل).........
طارق الاعسم
التعليقات (0)