مواضيع اليوم

رأي في أسئلة الحوار المتمدن حول قضايا معاصرة

حسن الطوالبة

2011-11-03 17:56:24

0

1 . السؤال الاول : مشاركة القوى اليسارية في الانتخابات التي ستجري في تونس ومصر ام مقاطعتها .
السؤال متأخر لان الانتخابات في تونس ستجري خلال ساعات من الان . وعلى القوى اليسارية ان تتخذ الموقف المناسب من وقت مبكر . ومع ذلك فان المشاركة في الحياة السياسية عمل ايجابي , والمقاطعة عمل سلبي , يعبر عن موقف الرفض لسياسة الدولة .
صحيح ان القوى الدينية في كلا البلدين قوية ولها رصيد شعبي كبير ولكن تجارب القوى الدينية في الحكم تجارب فاشلة حتى الان , سواء في افغانستان او في ايرن او في السودان او في الصومال .
ولابد من تأكيد حقيقة مفادها أن انظمة الحكم السابقة في تونس ومصر قد حاصرت القوى القومية واليسارية , وبالمقابل منحت القوى الدينية ـ خاصة في مصر ـ فرصة العمل والبقاء . كما انها استفادت من اخطاء انظمة الحكم في ادارة الدولة , فطرحت شعار " الاسلام هو الحل " , في حين انها لاتملك نظرية متكاملة لادارة الحكم في الدولة .
اذا كانت القوى اليسارية تدرك ان قاعدتها الشعبية محدودة , فالمقاطعة افضل , ويمكنها ان تكسب من خلال رصد اخطاء من سيحكم في كلا البلدين . واذا كانت تملك قاعدة شعبية تؤهلها الفوز بعدد من النواب في مجالس الشعب او البرلمان , فمن الافضل ان تشارك في الانتخابات , وتراقب سير الحكم من الداخل , وتثبت ان شعارتها اقرب الى التحقق على ارض الواقع .
2 . هل تعتقد ان ليبيا تتجه نحو الديمقراطية بعد القذافي ؟
الديمقراطية هي طريقة حياة ,ومنهج يقود الى حياة كريمة يسودها العدل والاخاء والمساواة واحترام الاخر والاعتراف به وبحقه في الحياة الحرة الكريمة .وهذا الهدف لايتحقق في مدة قصيرة من الزمن , بل يحتاج الى تربية طويلة على شتى المستويات .
اما اذا كان المقصود بالديمقراطية اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية , فقد تجرى مثل هذه الانتخابات , ويمكن ان يشويها التزوير والرشاوي , ويفوز حزب معين او شخصيات نافذة .
الحالة الليبية مثلها مثل الحالتين المصرية والتونسية , لااعتقد ان
اية انتخابات سوف ترضي جميع الاطراف السياسية , بل سيحصل الصراع بينها على الحكم , وسوف تضطر القوة الفائزة ان تمارس دور الدكتاتور مجددا .
الحالة الليبية حالة اكثر خصوصية من الحالتين المصرية والتونسية,
ففي ليبيا قبائل , وجهات جغرافية , وفيها شخصيات تربت في احضان جهات اجنبية , او عاشت في بلدان اجنبية , وتأثرت بحياة تلك الدول الاجتماعية والسياسية . ولذلك ستشهد ليبيا صراعات على الحكم , وابرزها سيكون بين القوى الدينية والقوى العلمانية التي عاشت في بلدان الغرب .
3 . افاق الاحتجاجات الكبيرة التي يشهدها العالم ضد النظام الرأسمالي ومؤسساته .
قبل انهيار الاتحاد السوفيتي , كان الصراع محتدما بين الاشتراكية والرأسمالية , وكان الاتحاد السوفيتي يدافع عن الاشتراكية ويروج لها , والولايات المتحدة ومعها الغرب يدافعون عن الراسمالية ويروجون لها . ولان الاتحاد السوفيتي والدول التابعة له , لم تطبق الاشتراكية , لم تتمكن من تحقيق السعادة لشعوب تلك البلدان , ولم تتمكن من تطبيق الديمقراطية , فقد روجت الدعاية الغربية لفشل الاشتراكية , ونجاح الرأسمالية .
وهكذا ظل الاعتقاد سائدا ان الرأسمالية قد انتصرت , وان الاشتراكية قد انهزمت , وصارت الراسمالية هي المنهج الصحيح للوصول الى سعادة الانسان ورفاهيته . ولم يمض زمن غير طويل حتى بدأت الازمات الاقتصادية تعصف بالدول الرأسمالية , واخرها ما حدث في البيوتات المالية والعقارية في الولايات المتحدة ودول اوروبا بعامة , وخاصة البرتغال واليونان .ولم تفلح المعونات التي قدمها الاتحاد الاوروبي لهذه البلدان في استعادة عافيتها وعودتها الى السوق المالية العالمية .
وفي ضؤ هذه النتائج الكارثية للنظام الرأسمالي , خرجت الشعوب في تظاهرات كبيرة ضد المنهج الرأسمالي , الامر الذي دفع ادارة اوباما لان تشرف الحكومة على القطاعات الاقتصادية .
المنهج الرأسمالي لايخدم الا الراسماليين , ويحقق طموحاتهم واحلامهم في الكسب المشروع وغير المشروع , ولا يهمهم ان يدوسوا بعجلات سياراتهم الفارهة جماجم الفقراء في الشوارع دون ان يرف لهم جفن .
4 . هل حققت ثورات الربيع العربي اهدافها ام توقفت في منتصف الطريق ؟
لم اكتب في يوم من الايام بأن ماحدث في الاقطار العربية كان ثورة , لان الثورة لها اهداف محددة , ولها قيادة موحدة متفقة على هدف وبرنامج وطريق لتحقيق ذاك الهدف . وتعبير الربيع العربي تعبيرمؤقت ,فقد ذهب الربيع وذهب معه الصيف , وجاء الخريف والشتاء . والمصطلح الادق هو الانتفاضات العربية ضد الظلم والاستبداد وضد الفقر وضد البطالة , انتفاضة ضد من يحرم الشعب ابسط مقومات حياته في الحرية والكرامة والعدالة .
لقد صبر الشعب العربي كثيرا على جبروت الحكام , ووصل الاحتقان درجة الغليان ومن ثم الانفجار , ولم يعد للصبر مكان في الصدور . لقد حققت الانتفاضات منجزا كبيرا في اسقاط عدد من الحكام المستبدين ,وبدأت المرحلة الثانية وهي من اصعب المراحل اي مرحلة البناء , البناء المادي والبناء الروحي بعد ذاك الخراب الروحي الذي احدثته انظمة الحكم طيلة ثلاثة عقود واكثر .
الاوضاع الحالية في الاقطار الثلاثة تونس ومصر وليبيا , اوضاع انتقالية , على طريق تحقيق الاهداف المطلوبة من ابناء الشعب الذين دفعوا ثمنا غاليا من دمائهم .
ما وصلت اليه الانتفاضات حتى الان هو بداية الطريق وليس منتصفها , وحتى تتحقق مطالب الشعب , لابد من تضحية ونكران ذات من الذين سيتسلمون زمام الحكم في هذه الاقطار الثلاثة .والا ستكون العاقبة وخيمة .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !