نوبل
تعكّر مزاجي مباشرة بعد إعلام جدّي بفوز الناشطة الحقوقية اليمنيّة توكّل ما أعرف إيش بجائزة نوبل للسّلام لسنة 2011...
كانت خيبة أملي لا توصف، حين لم يشاركني جدي فرحتي مكتفيا بحركة استهانة بيده شفعها بعفطة منكرة أتبعها بقوله شعرا:
ــ أطزز بها من جائزه
سخيفة مخادعه!
سألت جدي مرتاعا:
ـــ كيف ذاك جعلت فداك؟!
أجابني على البديهة:
ــ لأنها يا ولدي.
و فلذة من كبدي.
ـــ متّعت بالسعادة ــ
قد شابهت شهادة.
للشرف و العفّة
جادت بها قوّادة!
أضاف جدّي متألما:
ـــ لا تنخدع يا بني بالبهرجة الإعلامية التي تحيط بالجائزة المذكورة، فالجائزة و كما يقال:
كالقبر حفته الزهور
و تحته عفن دفين
أو كما يقول المثل التونسي:" حلّ الصرّة تلقى خيط ! "أو" عركة و شهود على ذبيحة قنفود!" أو كما يقول المثل المشابه لهما " الجنازة حامية و الميّت كلب!"
ــــ...؟!
ـــ فنوبل للسلام لا تعدو أن تكون جائزة تافهة قد نجّسها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 36 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصهيونيّ اللعين إسحاق رابين، و سوّد ذكرها باراك أوباما أو مبروك بوعمامة، كما سمّاه جرذ الفيافي، الطّريد القذّافي!
حين لاحظ استيائي قال لي جدّي مهوّنا على الأمر:
ـــ يا ولدي الله يهديك، صدّق كلام جدودك حين قالوا "كلّ ما يجي مالغرب ما يفرّح القلب!" (1) فجائزة نوبل للسلام، مجرّد ضحك على ذقون العوام
ـــ...؟!
ــــ فهل يرضيك يا غلام أن تكون من جملة الأغنام؟!
سكت جدّي قليلا ثم أضاف متألما:
ـــ كان على هذه الحقوقية اليمنيّة، إظهار إيمانها بالإنسان و حقوق الإنسان بشكل أجلى و أروع ممّا أظهره اليهودي الفلتان الفرنسي ج. ب. سارتر، حين رفض قبول الجائزة الإمبريالية المخادعة في الإبّان.
ــــ...؟
ـــ يا همام، لو كان للسيدة اليمنية توكّل، بعض نخوة العروبة و عزّة الإسلام، لردّت جائزة السّلام، ولقالت لمن أعطاها من الظلاّم اللئام:" أنا أرفض قبول جائزة من غرب معاد للإنسان، قد مكّن عبد الله صالح المعفان، و لعقود من الزّمان، من حكم اليمن السعيد بالنار و الحديد، وأصلى شعبه بؤسا مع حرمان، دون أن يحرك الغرب ساكنا، حتى بلغ الظلم من السّماء العنان و لم يعد للمعدمين اليمنيين ما يخسرونه غير قيودهم بعد إقدام أرباب الأسر اليمنية، على شنق أنفسهم على الأعمدة الكهربائية حين عجزوا عن دفع فواتير الكراء و إطعام الذريّة.. كما أرفض الجائزة المنافقة من غرب ضار لم يسعف شعب اليمن ولا شعب سوريا الفقيرين، ضانّا عليهما بتدخلاته العسكريّة، التي خدمت اللّيبي و اللّيبية، و ترك الشعبين متنكرا لحقوق الإنسان، نهبا لراجمات صواريخ النصيري الجبان، و اليمنيّ الخسران، كلّ ذلك لأن اليمنيين و السوريين لا يملكان كما تملك ليبيا بترولا يغري قادة الغرب الطامعين، في مساعدتهما في التوّ و الحين. كما انني أرفض بشدّة قبول جائزة أعطيت للمصري المهين، محمد البرادعي ذي الحافرين و التي أسندت اليه كرشوة مقدّمة لسكوته عن أكذوبة إمتلاك العراقييّن أسلحة دمار شامل مضرّة بالعالمين، كما أرفض قبل كلّ ذلك، قبول جائزة سخيفة سبقني الى أخذها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 37 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدوّ السّلام المبين، الإرهابيّ إسحاق رابين، مكسّر عظام
الفلسطينيين. كما لا يشرّفني قدر قلامة، قبول جائزة سبقني الى أخذها الزنجي بوعمامة، باراك أوباما، الرئيس الأمريكي الجبان، ملطخ الأيدي بدماء العراقيين و الأفغان... يا أصحاب نوبل غير الأبرار إن جائزتكم، و أن سرّت الأغرار، و أغوت الأغمار، فلا حاجة لي بها، لأنها و بشديد الإختصار، و إن كنتم ترونها مكرمة و إكليل غار، فأنني و غيري من الأحرار لا نراها سوى و صمة عار!
ـــــــــــ
(1) مثل عامي تونسي معناه كل ما جاء من الغرب لا يفرح القلب!
أوسلو 8 أكتوبر 2011
التعليقات (0)