لا يوجد شخص طبيعى يكره السلام الحقيقى الذى يعطى كل ذى حقٍ حقه ، ولأن ما نراه الآن أمامنا من جولات لمبعوثى السلام ـ وما أكثرهم ـ والذين يتجهون صوب منطقتنا مثل إذاعاتهم وقنواتهم الموجهه لنا لا يمت للسلام الحقيقى بصله ، ومن ناحيتنا ونحن أصحاب القضية فما نفعله هو أقرب للإستسلام منه للسلام ، وكل فترة يفاجئنا السيد عمرو موسى بتصريح متأخر فمرة يقول " إحنا إنضحك علينا فى عملية السلام" ومرة يعرفنا أنه "متشائم من فشل عملية السلام" وما يقوله ليس غريباً على أى متابع للأحداث ، ونحن الآن أضعف من الضعف ذاته لذلك فالضعفاء لا يصنعون سلاماً ولكنهم يوقعون إستسلاماً ، فمادام سلام الاستسلام قائماً فمن البجاحة أن نطالب بالأرض فبعد أن كنا نقول الأرض مقابل السلام أصبحنا نقول الثقافة ومعها الرياضة هي الآن لغة السلام وبعدها وصلنا إلي مرحلة مؤتمرات المشي من أجل السلام!! فالخيار ـ والباذنجان ـ الاستراتيجي للسلام لا ينبت أصلاً في الأرض الجرداء الجدباء ومع هذا ففي كل مؤتمر جديد لسلام الاستسلام يقول قادتنا وحكماؤنا ـ وما أكثرهم ـ إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل مع أنهم يعلمون أنهم مشلولون.. والمشلولون بالكرات لا يقذفون!! .
وبعد أن أقحمنا السلام فى كل شىء حيث زادت فى البلد شوارع وكبارى السلام مثل الكوبرى العلوى فوق قناة السويس وكوبرى صغير فى أول مدينة الإسماعيلية يطلقون عليه كوبرى مبارك السلام (!!) ، وزادت أيضاً متاحف السلام ومنها متحف جديد يُطلق عليه متحف السلام والبيئة فى شرم الشيخ وهى أيضاً مدينة السلام ، وأخيرأ وليس آخراً فقد أعلن محافظ أسوان ـ وكما جاء بالصفحة الثانية بالشروق 11/7 ـ بدء الخطوات التنفيذية لمشروع برنامج الرئيس مبارك للسلام والتنمية وهومن مشروعات الإستصلاح الزراعى والتوطين ، ولا ندرى ماذا يربط بين السلام وبين الشوارع والكبارى ولماذا يتم إقحامه بين المتاحف والبيئة والتنمية ؟!
والآن وقد رأينا السلام المكتوب على يافطات الدولة فمتى نرى السلام الحقيقى الذى يعيد الحقوق لأصحابها ؟!
التعليقات (0)