بداية لا بد أن نعترف بأن القرءان هو المرجع الثابت لأنه من عند الله فهو صالح لكل العصور مع تقدم العلوم والمعارف ولا حجة لكلام مفسر إلا في حدود بيان مفردات اللغة وتوضيح تراكيبها بقدر الاستطاعة لأنه حتى النحو والصرف قد يتغير في حدود مع اكتشاف الظواهر الجديدة وفي هذا بحث مطول ولا بد أيضا أن نتهم عقولنا إذا لم تستوعب بعض ما جاء فيه إذا اعترفنا بقصور العقل عن الإدراك الكامل وإذا تساءلنا لماذا لم يفسر القرءان في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم نجد أن تجدد المعلومات الإنسانية قد حال وما زال يحول دون تفسير القرءان بصورة كاملة في أي عصر بعينه لأن القدامي الذين عاصروا نزول القرءان أو لحقوا بالرعيل الأول لم تكن لديهم معلومات عن الكون كما لدينا الآن والمنطق يقود إلى استبعاد فكرة الجمود الفكرى والمعرفي على مر العصور ومن هنا نقول أن التفسير القديم وحتى في أمهات كتب التفسير لا يسع ما توصلنا إليه الآن وما يتوصل إليه القادمون بعدنا وليس التفسير أيا كان كاتبه قادرا على الإحاطة بمراد الله ويجب أن يكون الأخذ منه بقدر بيان معاني الألفاظ والبحث في التراكيب اللغوية حيث ضعفت لغتنا ولم نعد نجيدها ولا نفهمها كما فهمها من تعلمها في المعاهد المتخصصة وبالطبع لا يمكن مقارنة العصر الحالي بعصر السابقين بأي حال......وأيا كان المنهج المتبع في التفسير فإنه منهج قاصر يبعدنا عن فهم القرءان الذي يواكب الحياة البشرية إلى يوم القيامة .......وأصل الفكرة ماهية الإسلام لا المنتمين إليه وفحوى الإسلام لا يمثلها المسلمون ولتبسيط القول إن الإسلام مفهوم عقائدي لا تعبر عنه أحوال المسلمين ولا أخلاقهم ولا ممارساتهم وبعودة سريعة لاعتناق الإسلام نجد أن هناك طريقين حصريين أولهما الوراثة واتباع الآباء وهذا نهج عابه الإسلام على كل السابقين عليه ولكن شاءت إرادة الله أن يجتبي من الناس مسلمين لم يكن لهم فضل الاختيار. والطريق الثاني وهو شبه قاصر على من هم خارج الكتلة الإسلامية وخاصة من لا يتكلمون العربية. وقد يبدو هذا للوهلة الأولى مخالف للمنطق ولكن تعالوا لنحلله: نعلم أن المتكلمين بالعربية شأنهم شأن كل أصحاب الألسنة لا يفكرون مليا فيما يقال أمامهم لأنها لغتهم ولا تلتفت أسماعهم إلا لما يحبون البحث فيه أو لما يهتمون بمعرفته, وتأسيسا على ذلك فقد درجت أسماع العرب على سماع القرآن منذ الطفولة فصار مألوفا للأذن دون استيضاح معانيه إلا للدارسين أو لمن تيسر لهم مطالعته ودوام قراءته وهم نسبة نخجل من ذكرها ... وقد يسأل البعض كيف هذا ونحن أعلم بلغتنا ونرد عليهم بالقول إن المتكلمين بالعربية الفصحي قليل من قليل وراجعوا من يجيد اللغة من أبنائها في الكتابات والخطب والحوارات فلن تجدوا العدد المرضى وانظروا كيف يتكلم أصحاب الشهادات الجامعية ويكتبون وكيف يعبرون عن مكنوناتهم وأفكارهم. والصلة شبه مقطوعة بين كتاب الله وعباده المسلمين ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) 30 الفرقان ثم ننتقل سريعا إلى من هم خارج نطاق اللغة العربية في المكان والزمن كيف يتلقون كلاما عربيا ألا يسألون المتكلم ماذا تقصد أو ما معني ما تقول؟ هنا تبدأ الأمور في الوضوح ولن نذهب بعيدا وسنحيل القارئ إلى أسماء كبار مفسري القرآن وجنسياتهم وقد تكون الإحالة مفاجئة إذا علمنا أنهم ليسوا عربا والسبب ما ذكرنا من كيفية التلقي عن المتكلم هم قد سألوا واستوضحوا ونحن لم نفعل ذلك لأنها لغتنا كما أسلفنا. وحتى البخاري صاحب الصحيح إسمه البخاري!! ثم نعود سريعا أيضا إلى لب موضوعنا نحن نعتقد أن الإسلام لا يحتاج منا إلى كثير جهد في بيان أحقيته بالهيمنة على الأديان وراجعوا من الآية 42 حتى 50 من سورة المائدة ....وعلى ما تقدم فإننا نرى أن يتصدى للدعوة من يبلغ القرآن فقط وهذا هو الدور الذي تشرف به مجمع القرآن بالمدينة وتوحد الطبعة على اختلاف الناشرين وترجمة القراءة في الحرمين وهي أعمال جليلة أثاب الله من بدأ فكرتها ونفذها وشارك فيها واعلموا أن المتلقين من غير الناطقين بالعربية أقدر في زمننا الحالي على فهم المراد أكثر منا لأسباب التجرد في الأحكام واحترام العقل وقبول الرأي الآخر وهي صفات نحن أولى بها لكننا تركناها وتحزبنا لدين هو أغني الأديان عن أتباعه .....وأتباعه أبعد الناس عن اتباعه
التعليقات (0)