مواضيع اليوم

رأفة بعقولنا - ربى عواد

إبراهيم بركات

2012-05-14 23:37:29

0

منذ بداية ثورة الفضائيات و التكنولوجيا ؛و تزاحم القنوات الفضائية في أكثر من مجال تخصصي ؛كان لقنوات الموسيقى و الغناء حصة الأسد من هذه القنوات كونه المجال الأقل تكلفة و الأكثر ربحا في الموازين التجارية قبل أي اعتبار و لأنه يستقطب عددا كبيرا من الجمهور و من فئات عمرية مختلفة خاصة فئتي المراهقين و الشباب
إلا أن بعض هذه المحطات أو غالبيتها العظمى امتهنت الدعارة الإعلامية باستخدامها الأساليب الرخيصة للترويج لنفسها مستغلة بعض الأصوات التي يفترض أنها شعبية أو جبلية أو ابنة بيئة معينة مع اعتمادها الأساسي على العنصر الأنثوي باستخدام لغة الجسد و مفاتنه لجذب المشاهد من الإثارة و دغدغة المشاعر و الأحاسيس التي غالبا ما تكون مكبوتة في المجتمعات العربية عامة والخليجية بشكل خاص .
و تعتمد هذه القنوات على مجموعة راقصات يرتدين ملابس مغرية و مثيرة ترسم الجسد بعناية فائقة مستخدمات كافة أسلحة التدمير الشامل خاصة بعد ثورة عمليات التجميل والبوتوكس و السيليكون ...الخ ؛ وتكتمل أيضا بشريط الرسائل الذي يمر أسفل الشاشة .
والجدير بالذكر هنا ؛ أن % 70 من هذه القنوات هي قنوات خاصة ؛
فقناة (غنوة) على سبيل المثال ؛ تعمل بتمويل سعودي وتقوم باستقطاب الفتيات الراقصات من بعض الأقطار العربية ك( العراق والمغرب العربي ) ويتم تصوير الرقصات والمشاهد في بعض النوادي والملاهي الليلية في (سوريا) على شكل استوديوهات مع خدمة الديليفري توصيل للمنازل على مدار الأربع وعشرين ساعة .
وطبعا هذه القناة لم يتأثر بثها أو يتحول حسب المتغيرات والأحوال العامة في سوريا وما تشهده من حراك شعبي وأزمة سياسية اجتماعية واقتصادية و حتى انسانية بحسب ما تفقده من دماء وما تقدمه من شهداء مدنيين وعسكريين منذ عام ونيف وحتى اللحظة .
وبعض مما ذكر أيضا ينطبق على قناة (تت) الفضائية المصرية التي تم افتتاحها منذ فترة قريبة بعد ثورة يناير في مصر والتي لم تؤت أكلها بعد على أي صعيد .
إلا أن بعض المستثمرين استغلوا موضوع الحريات المطروحة نتيجة الثورة ومنها حرية الإعلام لترويجهم هذا النوع من القنوات الهابطة .
وطبعا هذا الشيء لا يمت لمهنة الإعلام بصلة ويقلب المفهوم الواضح لحرية الإعلام وشرف هذه المهنة وحتى الغرض من ثورة التكنولوجيا والفضائيات الهادفة إلى التطوير والتحديث ونشر الوعي والثقافة ونقل الأحداث بطريقة منطقية واضحة وشفافة .
فما الذي ننتظره من جيل الغد عندما تجتاح مثل هذه القنوات بيوتنا وأدمغتنا بالإضافة إلى تراجع نسبة القراءات وغياب الحوار الفعال والنوادي الثقافية.
هذا ولا ننسى أن للأطفال الحصة الأكبر من التعلق بشاشة التلفاز ومن المعلوم أن الطفل وخاصة في المرحلة العمرية الصغيرة يكون شديد التأثر فيما يراه ويسمعه وهو ما يساعده على تكوين شخصيته المستقبلية ورسم صورة لمثله الأعلى في خياله؛ والموسيقى والرقصات تشد الطفل كثيرا مما جعل بعض أطفالنا ينسون أن قنواتهم المخصصة هي (سبيستون وبراعم ) خاصة بغياب الرقابة من الأسرة وعدم الاهتمام والانشغال بالأمور الحياتية .
وكذلك بالنسبة لاستخدام العنصر الأنثوي كسلعة تجارية وكأننا سنعود إلى الزمن الجاهلي والجواري الحسان في حين أن المرأة على مدى عصور وحتى الآن لازالت تحارب على جميع الجبهات لإثبات ذاتها و قدرتها على تحمل المسؤولية و المساواة بالرجل والنظر إليها على أساس العقل والفكر والرأي والقرار بعيدا عن ثقافة الجسد ؛وقد أثبتت جدارتها في الكثير من مناحي الحياة ومجالاتها ويكفي أنها المدرسة الأولى في الحياة .
وبما أننا الآن في مرحلة ما يسمى ثورات الربيع العربي التي تمتد مطالبة بالحريات وعلى جميع المستويات ؛يجب علينا أن نتذكر أن الحرية ليست حق ومطلب فحسب بل هي مسؤولية كبيرة أيضا تجاه أنفسنا وأولادنا وأوطاننا ولا يجب استغلالها بطريقة تسيء إلينا خاصة بموضوع الإعلام والقنوات التلفزيونية التي غالبا ما تكون نافذتنا على العالم و سبب رئيس لتكوين الأفكار عن أي شعب ؛
وهنا يجب أن يخضع هذا الموضوع لرقابة مباشرة ومنع ترويج مثل هذه الأفكار التي لا تفضي إلا إلى دمار المجتمع ؛بل و تسخير الإعلام لبناء جيل جديد بعيد عن التردي والانحطاط الثقافي والفكري والاجتماعي والفني وحتى النفسي والعودة به إلى جادة الصواب والهدف الصحيح والحقيقي من ورائه لبناء الجيل السليم الذي بدوره سيبني وطنا سليم .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !