ذوو الاحتياجات الخاصة يشكون همومهم
متى تمد الينا الحكومة طوق النجاة..!!
شيركو شاهين
sher_argh@yahoo.com
بعد عقود عجاف مرت على العراقيين في ظل حكم النظام السابق والاهمال في ظل العهد الحالي وما جره عليهم هذا وذلك على أبناء البلد على مر عقود السابقة من ويلات الحروب والحصار مخلفا ورائه شرائح وفئات مظلومة عدة ومن اهمها المعوقين لاسباب بعضها خلقية وبعضها الاخر من ضحيا الحروب المتعددة والذين عانوا الامرين من جراء الاهمال والتجاهل لابسط متطلباتهم الطبية والمادية فأمست حياتهم اقل ما يقال عنها انها شديدة الصعوبة, واليوم وبعد زوال النظام السابق يسال الجميع الى أي حد استطاع المعنيين الحكوميين رفع الضيم عن كاهل هذه الفئة ؟
والمبتلين تحت طائل العوق هم كثر فمنهم المبتلون بالشلل والمبتورة سيقانهم واذرعهم، ومنهم المكفوفين الصم والبكم، وهم من الشرائح الاجتماعية التي تستوقفنا مشاهدات مأستهم في كل يوم فهل عمد البعض الاهتمام بمعاناتهم، وكم من المؤسسات التي تنصلت من مسؤولياتهم امام المتضريين منها.
قصصهم ومأسيهم في الواقع:
المواطن عدي خليل(42عاما): بائع سكائر مقعد على عربة تم اعدادها ليسيرها بيديه نظرا لاستحالة استخدام قدميه لذلك الغرض, تحدث قائلا:
أعاني منذ الصغر من مرض شلل الاطفال والذي جعلني معاقا على مدى السنين عمري اللاحقة واضطررت لكسب رزقي بهذا العمل منذ ان كنت شابا وذلك لاعتمد على نفسي من دون الحاجة لاستجداء المعونه من احد.
هل كانت تصرف لكم مخصصات مالية في العهد السابق ؟
((قبل سقوط النظام كانت تصرف لنا بعض المعونات وكذلك راتبا شهريا ثابتا بمقدار (25000) دينار وهي كما تعلمون انها عديمة القيمة فعليا وسط الاحتياجات العامة للشخص كالايجار ومصاريف العلاج وغيرها من ضروريات الحياة)).
وماذا الان هل لمستم تغيرا واضحا لهذه المخصصات في الوقت الحاضر؟
((في الحقيقة هناك اهتماما بارزا بهذه النوعية من المشكلات عنها في العهد البائد ولكن مع الاسف الخلل يكمن في التطبيق وليس في التشريع، وبخصوص مستحقاتنا فقد مللنا من البحث خلفها بسبب الاجراءات والروتين, دون التقدير صعوبة الجري وراء مثل تلك المعاملات, وبالنسبة لنا كل ما نتمناه هو ان نحصل على رواتب تكفينا شر الفقر والعوز الى جانب فتح مراكز رعاية حقيقية وليست دعائية تعمل على تلبية متطلباتنا الصحية وخاصة ان اغلبنا غير متزوجين وفاقدين الرعوية)).
المواطن كريم فوزي(39عاما) : يعمل في معمل للخياطة يقول بحسرة يغطيها الالم: ((اصبت بعد نهاية معارك تحرير الكويت وفي اثناء الانسحاب منها وتفاقمت الاصابة لحين وصولي الى بغداد مما اضطر في النهاية الى بتر ساقي اليمنى, ولم احصل بعدها على امتيازات معاقين الحرب لان المسؤلين حينها اعتبرونا من المتخاذلين واي مطالبة في حينها بحقوقي كان من الممكن ان يحيلني الى التحقيق, لذلك اكتفيت ورضيت بنصيبي)).
وهل تقدمت لطلب استحقاقاتك في الوقت الحالي؟
((نعم, وبذلت لذلك جهدا جاهدا ولكن لازات طلباتنا ودعاوينا تنام عميقا في ادراج المكاتب وفوق الرفوف, وراجعت لهذا الغرض جهات في وزارة الدفاع والتي اكدت لنا انها غير معنية بهذا النوع من المشكلات وتم تحويلنا الى هيئة الرعاية الاجتماعية والذين اكدوا بدورهم انهم لايملكون تعليمات واضحة حول هذا الخصوص وهكذا تواليك اخذنا نتخبط وندور في حلقة مفرغة بدون نتيجة, كل ما اتمناه هنا هو تمكيننا من استحقاقاتنا والتي حرمنا منها النظام السابق وان يكون لمعاقين الحرب الاولوية في الخدمات الصحية وتخصيص وحدات سكنية تكفينا شر البقاء دون ماوى ولا اعتقد ان مثل هذه الاماني وغيرها كثيرة على من قدموا انفسهم في سبيل العراق )).
مشاكلت اخرى
على الرغم من تجاوزه سن الخمسين وبالرغم من حالة عينيه الكفيفتين الا ان العم (ابو زكي) لازال يجلس لبيع البخور وبعض الادعية من خلال((جنبر)) في احد احياء البياع معتمدا في تنقله على معونة شباب الحي له.
((احلت قبل عقدين من الزمان على التقاعد من احدى منشاءات الدولة الصناعية لاسباب صحية اساسها تراجع قدرات الابصار لهما, واستمرت بعد ذلك صحتي في التراجع الى ان اصبت بالعمى الكلي وذلك مع بداية عقد التسعينات تقريبا, وعلى الرغم من ان اغلب الفحوصات والتحاليل والتي اجريتها فيما بعد تقاعدي دلت على ان مهنتي في المنشاء هي السبب الرئيسي في تراجع حالة عيني لاكنهم لم يعيروا للموضوع اهمية تذكر لاضافة هذه النقطة لمخصصاتي التقاعدية.))
الى أي حد تحسنت مخصصاتكم التقاعدية في هذا الشان ؟
على العموم ولكي لا ننقص من قيمة الجهود المبذولة من قبل الحكومة فالرواتب التقاعدية زادت والحمد لله بشكل واضح ولكن ما زالت دون المستوى المطلوب ليكفينا العوز الى العمل ومصاعبه فانا احمل على كاهلي اعباء عائلة كبيرة من ضمنها كفالة اسرة ابني الشهيد وكذلك بدلات الايجار المتزايدة علينا يوما بعد اخر وارتفاع اسعار الخدمات والضروريات الحياتية واتمنى ان يعاد تقيم صرف الرواتب لامثالنا لتقينا شر الانغماس في الفقر لحين ارساء حالة الاستقرار .
المواطن (طه عبد الله ) : مصاب بشلل نصفي بعد اصابته في احدى مواقع البناء لقصور الطاغية:
في الحقيقة لقد لمستم بموضوعكم امرا ذا شان عظيم على الاقل بالنسبة لنا شاكرين جريدتكم عليه, واعتقد ان اكثر ما تعانيه شريحة المعاقين في العراق ان كان في العهد البائد واستمر الى العهد الحالي هو التغاضي المستمر عن همومنا فالاعلام كان ولا زال ملهون عنا بامور عدة ويكون المعوق على الدوام في اسفل قائمة الاولويات هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالمخصصات المالية لازالت لم ترتقي الى المستوى المطلوب وحتى الرواتب وان ترواحت بين (8000-125000) الف دينار فأنها قد تكون معقولة في سالف الايام ولكن الان لاعتقد , واتمنى على العموم من مسولينا الكرام مراجعة واقع حالنا وايجاد الحلل المنطقية لها وان يكون الطموح نحو الافضل دائما.
اماني وبحث عن حقوق:
اما السيد ابراهيم رضى والذي يعاني من بتر احد ساقيه بعد تعرضه للاصابة بمرض السكر فتحدث قائلا:
الخدمات المقدمة للمعاقين قليلة وهي لاتفي دون الاحتياج الفعلي على ارض الواقع، فانا منذ ان تعوقت عام 1995 وحتى يومنا هذا لم احصل الا على عكازة واحدة فالمستشفى الذي قام ببتر ساقي لم يزودني حتى بطرف صناعي، وهذا الطرف الذي تشاهده معي قمت بشرائه على حسابي الخاص وكلفني 150الف دينار يوم كان راتبي لايتجاوز الثلاثة الاف دينار كما اني لم احصل على اي شيء من المساعدات الانسانية التي اسمع عنها في نشرات الاخبار، وناشد السيد ابراهيم الجهات المعنية بتفعيل دور مركز التأهيل المعوقين ليتمكن من تقديم خدماته للمعوقين ويخفف من معاناتهم.
كما ناشد منظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية بالحرص على تقديم المساعادت وتسليمها لمن يستحقها محذرا منتسرب تلك المساعدات الى جهات لا علاقة لها بمعاناة المعوقين.
السيد مختار الورد فقد قال: لاتغير ملوحظ في واقع المعوق العراقي ولاتحسن في ظروفهم فهم في تردي من سيء الى اسوء، فهم لم يحصلوا في الوقت الحاضر حتى على ماكانت توفره لهم هيئة رعاية المعوقين من الوقت الحاضر في ظل الظروف الامنية الصعبة تكلف المعوق التنقل، يضاف الى ذلك حرمانهم من العلاج المجاني والاستفادة من دورات التاهيل التي يستطيعون من خلالها المعوق الانسجام والتعايش مع المجتمع، والمعوقين العراقين هم بوجه عام مظلومون قياسا بمعوقي الدول المجاورة فهم مهملون تماما ولم يحضوا بالرعاية الازمة وكان الاولى بالحكومة الاهتمام بكل عراقي عاجز عن ممارسة حياته بصورة طبيعية وان لانتركه يكابد قساوة الظروف من دون سند.
وتمنى السيد مختار من على صفحات جريدتنا من الحكومة الجديدة انشاء مركز صحي متخصص بعلاج المعوقين باحدث الاجهزة والتقنيات العلمية وتطوير مصنع صناعة الاطراف الصناعية وشمول المعوقين بالرعاية الصحية والاجتماعية كما اقترح صرف رواتب للمعوقين وتخصيص شقق سكنية لهم ولاسيما ان غالبيتهم لايملكون دورا سكنية كما شدد على ضرورة استكمال وتفعيل ورشات العمل الخاصة بتأهيل المعوقين التي كانت تعمل بجد سابقا.
اما فيما يخصص العناية والاهتمام بمسألة العلاج الطبي فعلق السيد مجدي مقداد قائلا:
ابسط ما يحتاجه المعوق هو توفير السكن والعلاج الطبي وتوفير المستلزمات الطبية الخاصة بالمعوقين من اطراف صناعية بخصاة منها العكازات والكراسي، وللعمل فان كل هذه الاشياء غير متوفرة في الوقت الحاضر ولك ما تتابعونه ماهو الا مجرد اعمال دعاية لجهود قاصرة عن الاتيان بنتائج، فحين ذهبت للحصول على طرف صناعي مثلا سيكون علينا تحمل الامرين من جراء روتين التطبيق الواقعي مما قد يدفعنا في الكثير من الاحيان الى صرف النظر عن الفكرة رغم من معاناتي من الطرف القديم الذي تسبب لي بقروح والتهابات، ونحن كمعوقين نتمنى من الجهات المعنية بالالتفات لمعاناتنا ولاسيما غير القادرين منا العمل والذين لايتمتعون بالحقوق التقاعدية. واقترح بعد ذلك شمول المعاقين بالعلاج المجاني وتخصيص اماكن ومقاعد في الباصات كما اقترح تخصيص شباك لاستلام رواتب المتقاعدين في مديريات التقاعد وذلك مراعاة لظروفهم الخاصة وصونا لكرامتنا.
خلاصة القول:
كانت هذه الحالات انفة الذكر وغيرها الكثير للمعوقين وما سامهم على مر السنوات الماضية .
ومن نافلة القول ان نذكر ان اصحاب الاحتياجات الخاصة هم على الدوام غاية الحكومات الانسانية في البلدان المتقدمة ذات الانظمة الديمقراطية وحقوقهم تكون ابدا من اولويات البرامج السياسية .
املين في النهاية ان توخذ امانيهم ومتاعبهم على محمل الجد .
نشر بتاريخ ((30/07/2006))
التعليقات (0)