ذهب ولم يعد , سقط الى الأبد.......الذهاب يعني إحتمالية الرجوع ولو بعد حين , إنما السقوط هو الذهاب دون ذلك ولو بعد حين ...نقطة على السطر .....المشهد اللبناني اليوم هو هذا حاله, كما تقول الأحداث الخاصة والعامة ,,,وهنا نحن من ضمن المحايدين لا المحسوبين على طرف دون آخر , إنما ننظر للأمور من وجهة نظر المحلل لا المقرر أو المنحاز , تقول الصورة اليوم, أن هناك كان من يوزع بعض الأفكار ويجعلها في إطار آيديولوجي محض, وهو أن هناك أطراف مذهبية طائفية تعيش داخل الوطن اللبناني, دون أن تتعايش مع حاجات هذا الوطن , بمعنى آخر , يقول البعض أن هناك من هم ينفذون أجندة أقليمية أو خارجية, تضر بوجود لبنان وسيادته وأمنه , دون الإلتفات الى مصلحة لبنان الداخلية ..هذا البعض راهن على كل أنواع الدعم الخارجي, أكان إقليميا أو دوليا مع بعض الإرهاصات الداخلية التي لاتضر ولا تنفع ,
طبعا لاشك أن هناك تفاعلات كثيرة, على كل المستويات التي ذكرناها آنفا , لإشتراك المصالح والتوجهات , لكن ويبدو أيضا من الصورة اليوم أن هذا الفريق, مع كل الدعم الذي أشرنا إليه وكل أشكال الضخ الإعلامي الداخلي, بإتجاه زراعة الوعي الآيديولوجي للإذكاء والتحريض المذهبي والطائفي, لم يفلح بجر من هو محسوبا على كل الطائفة التي يدعي تمثيلها, أو على الأقل مداعبتها ببعض الدعم المعنوي وأحيانا المادي , فكان ماكان عليه اليوم, وبعد وقوع بعض الأحداث التي إفتعلها هذا الفريق ومن معه , تبين أن التفاعلات الطائفية لم تكن بالمستوى الذي أراده, ولأن عصبة العقلاء طغت على زمرة الجهلاء , فهوت وتصاقطت أوراقه الوحدة تلو الأخرى, مخلفا وراءه الكثير من التساؤلات لدى عامة الناس في الداخل والخارج, ماذا يريدون هؤلاء, ماذا يقصدون بمواقفهم هذه, الى ماذا يسعون والى أين سيصل البلد إذا لم يرعووا ؟!
الصورة تقول, أن هذا الفريق ومنذ أمد ليس ببعيد, أخذ على عاتقة المثقل أصلا بالخزعبلات والترهات, أن يرمي بنفسه في خانة الأعداء, وتشكيل جبهة عملائية مقابل الجبهات الوطنية ,لحد الساعة لااحد يعلم ماسر وقوف هذا الفريق وإنحيازه بالكامل الى أجندات معادية للبلد الذي يتبجح برعاية مصالحة ؟! وعندما نقرأ اليوم, ومن خلال التفاعلات الناتجة عن الكثير من المواقف, فعلى المستوى الداخلي, نرى أن الغالبية العظمى من الشعب اللبناني ترفض هذه الألاعيب الولادية والبهلوانات الصبيانية, وقد أجمع العقلاء ومن خلال التصريحات انهم, يرفضوا جملة وتفصيلا ماجرى ويجري على الساحة, ونؤا بأنفسهم على أن لاينجروا مع ترهات هذا الفريق, والذي يتنبأ البعض أنهم سيرحلوا قريبا, وسوف لن يجدوا لهم مأوى مثلما حصل لأقرانهم ممن باعوا الوطن والشرف, وآخرها أصبحوا صيعا في أماكن اللهو والإباحية وسماسرة نفاق ودجل .....
هذا الفريق الذي كان قد أوعز الى من هم مستفيدين من سخائه المالي, الى حمل السلاح بوجه شركائهم بل إخوانهم في الوطن الواحد الموحد وتوجيه فوهات بنادقهم الى صدور إخوانهم, ومع الأسف إستاجب شلة من هؤلاء ولأسباب عديدة, منها العوزالمادي وحاجة البعض منهم الى ضروريات الحياة ولو لاحضنا, إن جل هؤلاء المساكين والمغرر بهم, هم من فئة الشباب, ومعلوم ماهي حاجتهم من المال كي تستقيم حياتهم حسب تفكيرهم هم على الاأقل , والكثير منهم عاطفيون يستجيب وعيهم الديني بشكل اللاوعي, الى إرادات ممن يمتلك التلاعب بالأفكار وإنحرافها عن مسارها الصحيح , وكذا الحال الى البعض, مما كان محسوبا على العقلاء, ومع الأسف إستجابة الى هكذا دعوات لاتمت الى العقل والواقع بصلة البته . إذن مشروعهم حسب المعطيات الحالية والجلية سقط هذا على المستوى الداخلي .
أما تفاعلات الأزمة على المستوى الإقليمي , فنرى ان الكثير من القنوات الدبلوماسية تسارعت الى إحتواء ماجرى, وتحويل الأنظار الى المبادرة العربية وتفعيلها على الأرض, والسبب في ذلك أنهم قروؤا الأمور بعين جيدة هذه المرة, لأن ماجرى كان يميل بالكفة الى الفريق الوطني المقاوم, ويعجل بسقوط المشروع المعادي, على أنهم تأخروا في هذا ولم يعد ينفع الندم , لا ندخل في التفاصيل, فنحن آلينا على انفسنا أن نكون في الحياد ونتطرق الى العموميات ,
على المستوى الدولي, سمعنا أن المواقف تباينت فمنهم من يتهم أطرافا داخلية بإفتعال هكذا أحداث لتمرير بعض مشاريعه في الداخل متساوقا مع تلك الإقليمية , ومنهم من إتهم صراحة تلك الأطراف الإقليمية, من إفتعالها وإستغلالها لإسقاط بعض مشاريعة على أزمات لبنان الداخلية , وطبعا هذا لن يكون إلا بمتابعة ممن هم محسوبين عليها ,هذه بعض تفاعلات المستويات الثلاثة . أما ردود الأفعال, فكانت في الداخل هي حسب الصورة اليوم , إصطفاف كل العقلاء مع المشروع الوطني المقاوم والتبرء ممما جرى , الشد على أيدي اصحاب المشروع المقاوم, بعدم الإنجرار وراء تخرصات الجهلاء ,المحافظة على رباطة الجأش والوعي السياسي, الذي تحلى به القياديين في المقاومة والمعارضة على حد سواء ,
أما المستوى الإقليمي , فتلخص فقط في طرح المبادرة اليمنية , وبعض الإتصالات التي منها ماأريد أن يقول كلمة حق ولكن في باطنها باطل , ومن هو فعلا كان صادقا في توجهاته لحل الأزمة, ووضع الأمور في نصابها الحقيقي والذي ينبغي أن تصار إليه تلك الأزمة , وهناك من يريد تدويلها كي يحفظ بعض من ماء الوجه, الذي لطخه غبار الخيانة للدين والوطن والأمة , أما على المستوى الدولي, هذه التصريحات التي لم تتمكن من تجميل صورة الفريق المهزوم, ولو بالقليل من الرتوش والتزويقات .......نقول إستنادا الى جميع المعطيات السياسية وعلى كل المستويات وعطفا على مجريات الأمور في الداخل والجوار والبعيد , لقد كان هناك مشروعا شيطانيا كبيرا ينفذ بأدي لبنانية داخلية, وهو ذهاب لبنان الى أحضان أمريكا والكيان الصهيوني والمعسكر الغربي بشكل عام, والبتالي السير وبتقادم الأيام الى دول أخرى, من أجل إستباحتها وغزوها وإحتلالها وإستحمار شعوبها مثلما حصل مع العراق , ونحن إذ نعتقد أن هذا المخطط , رغم خطورته وماله من ادوات في الداخل والجوار , لكنه باء بالفشل الذريع , ومن هنا , إنتبهت بعض الأطراف المراقبة للشأن اللبناني وتطوراته , لذا عملت على أخذ دور الوسيط من اجل أن لاتصل الحمى الى قدميها لاحقا , وكان لإتفاق الدوحة , منهيا بذلك الإتفاق القسم الأكبر من المشكلة , حيث كان ذلك الإتفاق هو عملية إمتصاص لظاهرة التشنج العام على الساحة اللبنانية ,
واليوم ولأن اللبنانيين مصرين على أن تتألف الحكومة لتتجلى الروح الوطنية من خلالها , وتفعل روح إتفاق الدوحة , وهذا بالتأكيد لايخدم العدو وأدواته , نرى في الأفق بعض التخرصات العملائية, من أجل تعطيل تشكيل الحكومة , نتيجة الخلافات الحاصلة بين من هم وافقوا على الإتفاق نصا وروحا , متذرعين بحجج واهية لاتتماشى مع ابسط القواعد في العمل السياسي , ولكن هذا يأتي في مقام تفاعلهم مع زيارة غراب البين وطائر الشوؤم وزيرة الخارجية الأمريكية , وما يصدر منها من إملاءات وأوامر, للقيام بحركات بهلوانية, القصد منها تعطيل المشروع الوطني المتمثل بحكومة الشراكة الوطنية ,
نقول أن هذا المشروع الأمريكي السافر سقط الى الأبد والى الأبد ...... .......
التعليقات (0)