قد يقول قائل ان العنوان يجب ان يكون ذهبت اخلاقهم فذهبو وذلك توافقا مع البيت القائل ( انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبو ) اقول له كلامك صحيح ولكني لست متأكدا ان كان هولاء القوم ذهبو بسبب ذهاب اخلاقهم ام انهم قد ذهبو بكل مالهم بما في ذلك اخلاقهم فيكون ذهابهم مترافق مع ذهاب اخلاقهم وقد يكون ذهابهم سابقا لذهاب اخلاقهم ولذلك خرج العنوان بهذا الشكل ، ومناسبة هذا الكلام لانني حين كتبت المقال السابق بعنوان ( الحسم بيد طرابلس ) لم اكن اتوقع ان تكون ردة فعل البعض بهذه الطريقة البذيئة جدا ، وفوجئت بتعليقات في غاية البذاءة ومع الاسف بدأها احد المدونين حين دخل باسم اخر وصب في سطرين اثنين جرعة عالية من الكلمات البذيئة التي لا ادري من اي قاموس اقتبسها ، والغريب أن ذلك المدون يكتب في مدونته ومقالاته كلمات مثل ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ) وبعض الاوقات تكون مقالاته اشبه بخطبة الجمعة ، لكنه حين اراد التعليق على مقالتي ترك اسمه الحقيقي واستعمل اسما مزيفا وفي نفس الوقت ترك اخلاقه المزيفة واظهر اخلاقه الحقيقة التي تعتمد على الكلمات والمصطلحات البذيئة ، وبعد افتتاحية هذا المدون البذيئة انهالت بعض التعليقات الاشد بذاءة ، وحين اردت قفل التعليق وجدت ان الموضوع مقفل لأنه في الواجهة ولا يمكن تغييره ، فلم اجد امامي الا ان اترك كل شئ واجلس امام الكمبيوتر لأحذف تلك البذاءات وكان علي أن اعيد تحميل الموقع كل 5 دقائق لأرى ان كان هناك تعليق يستحق الحذف ام لا ، عند ذلك اشفقت على المشرفين المساكين في كل المواقع وعلى رأسهم موقع ايلاف الذين يقومون على قراءة تلك التعليقات الكثيرة التي تأتيهم ثم يقومون بحذفها ، علما بأني لم اشفق عليهم من كثرة الحذف ولكني اشفق عليهم من كثرة القراءة لتلك البذاءات، أن هذه المشكلة اصبحت ظاهرة حقيقة لابد من التصدي لها والتخلص منها ، فقد اصبح بعض القراء العرب واؤكد على كلمة بعض ، مدمنين على التفوه بتلك البذاءات حتى تمكنت منهم تلك البذاءات وصارو مرضى يصعب علاجهم ، الغريب والمحزن في الامر أن هولاء المدمنين المرضى اصبحو يتفنون ويبتكرون في بذاءتهم فيأتوك بشتى اصناف البذاءات التي لا تخطر لك على بال حتى صارو خبراء كبار في مجالهم البذئ ، بل أن بعض الكلمات البذيئة يستحقون عليها حق الملكية الفكرية ، والمحزن اكثر والغريب ان هولاء لم تعد امامهم خطوط حمراء ولا سقف اعلى لتلك البذاءت بل ان باب البذاءات اصبح مفتوحا على مصراعيه فيقوم ذلك البذئ بشتم شعب بأكمله باقبح انواع الشتائم وأن حاول احد ما ان يرد عليه فيشتمه هو الاخر بامه وابيه واخته ، ويقوم بشتم الكاتب والقراء واصحاب المواقع ومؤلفي الكتب واللاعب والفنان والملك والرئيس ، فلا احد ينجو من بذاءاته وليست هناك كلمات ممنوعة ولا يهم عنده من يقرأها صغيرا ام كبير امرأة ام شيخا ،انا عن نفسي مستحيل أن اتصور نفسي وانا اشتم شعبا باكمله ، فلو اخترنا على سبيل المثال الشعب السعودي من الممكن ان انتقد بعض افعال الملك او حتى بعض عادات الشعب وقد اكون مصيبا في انتقادي وقد لا اكون ، اما أن اقول الشعب السعودي كذا وملكه كذا ، فهذا ما لا يمكن ان اقوله حتى وانا بداخل حجرتي لا يسمعني غير الله ، فما بالك بأن اقول ذلك على الملأ ومجاهرا به الشعب السعودي نفسه دون النظر لا للمشاعر ولا للاخلاق ، فماذا جرى لهولاء الناس ؟ وماذا اصابهم ؟ واذا كان هولاء هم القراء العرب فكيف ببقية القوم ؟ والغريب ايضا انك لو سالت احد هولاء ، هل تومن بالله واليوم الاخر والثواب والعقاب ؟ يجيبك بكل قوة وثقة بنعم فتقول له ان الله قد حرم تلك البذاءات ووعد بمعاقبة قائلها ، لكنه لا يبالي بما حرمه الله ولا يلقي بالا لعقوبته ، وان سألته هل انت مسلم ؟ يقول لك نعم انا مسلم والاسلام ديني ، فتقول له ولكن الاسلام يأمرك بعدم ذكر تلك البذاءات ، لكنه لا يلقي لأوامر الاسلام بالا فالاولوية عنده لبذاءاته ، وأن سالته هل انت عربي ؟ يقول لك نعم انا عربي واتحدث العربية ، تقول له ولكن الاخلاق العربية الاصيلة ترفض مثل هذه البذاءات ، لكن لا يهتم لا لأوامر الله ولا لشريعة الاسلام ولا للاخلاق العربية ، يبيع كل ذلك بكلمات بذيئة ، يبيع ربه ودينه واخرته وعروبته بكلمات بذيئة ، لماذا لا نجد تلك البذاءات مثلا في منتديات الملحدين ولا في مواقع البوذيين والهندوس ولا الليبراليين ولا العلمانيين ولا الشيوعيين ؟ وكل هولاء لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومع ذلك لا يستعملون تلك البذاءات ، لماذا اصبحت تلك البذاءات صفة خاصة ومميزة وحصرية للعرب المسلمين ؟ من يجيبني على هذا السؤال ؟
ابورفاد العليي الكناشي
التعليقات (0)