مواضيع اليوم

ذكريات من زمن النكسه

مجدي المصري

2009-09-17 09:25:51

0

 


الحلقه الخامسه ...
ست سنوات مرت ما بين هزيمه الخامس من يونيو 1967 ونصر السادس من اكتوبر 1973 ولكن كانت دهرا كاملا بالنسبه الي المصريين كان كل يوم يعادل سنه من الحياه التي توقفت والبلد شلت وانتشر الفساد وتحكمت السوق السوداء في كافه السلع وكممت الأفواه وقطعت الألسنه وانتشر تعاطي المخدرات وادمانها وانتشرت جماعات الهيبز بين الشباب وانفصل الشعب عن مؤسسه الحكم وأوشكت البلد علي الانهيار الاقتصادي و الأخلاقي …
ولكن كان هناك بالرغم من كل ذلك فئه من الشرفاء الأحرار من أبناء هذا البلد لا تلتفت الي الوراء بل تنظر الي الأمام وتخطط لغد مشرق بعزيمه رجال صدقوا ما عاهدوا الله علي الثأر وتبديل الهزيمه الي نصر مبين في وقت كانت الأمور تصعب كل يوم أكثر وأكثر في الداخل المنهار .. أما علي الجبهه التي كانت تتعقد بها الأمور أكثر وأكثر عندما أصبحت قناه السويس عائق وأي عائق فأي محاوله لاجتيازها وعبورها أصبحت درب من المستحيل بعدما استعدت اسرائيل جيدا ورتبت أن تصبح القناه هي الحدود الطبيعيه بينها وبين مصر وظنت وبعض الظن اثم أنها ابتلعت سيناء الي الأبد بل وعدلت من خرائطها لتصبح سيناء اسرائيليه وقناه السويس هي خط الحدود الفاصل بينها وبين مصر …
وكان أكثر ما يحز في النفس هو التليفزيون الاسرائيلي والذي كان ارساله يصل واضحا الينا وكان يبث مشاهد من المستوطنات الاسرائيليه التي يتم تشييدها في سيناء واستغلال أراضيها في الزراعه واستغلال شواطئ سيناء في السياحه وكم كانت الافواج السياحيه تأتي قاصده سيناء من كل بقاع الأرض …
ولم تترك اسرائيل شبر من أرض سيناء الا ونقبت فيه عن الأثار واستخرجت الكثير منها وكذلك البترول والمعادن والأحجار الكريمه والرمال الكريستال كل شيئ وأي شيئ كانت اسرائيل تستغله في سيناء حتي أبار المياه الجوفيه وكنا نري كل ذلك في البرامج التليفزيونيه …
وبدأ العالم ينسي ويتناسي القضيه المصريه وسيناء المحتله ولم تعد تلك الأخبار تحتل واجهات الصحف علي الاطلاق ...
أما علي الجانب العسكري فقد وضعت اسرائيل مواسير ضخمه موصله بخزانات ضخمه "للنابالم" علي حافه القناه فان فكرت مصر في عبور القناه فمجرد فتح الخزانات تتحول القناه الي بحيره مشتعله تشوي أجساد من حاولوا العبور ولم تكتفي اسرائيل بذلك ولكن جلبت من عمق سيناء كميات مهوله من الرمال صنعت بها ساتر ترابي بطول القناه يستحيل صعوده علي الأقدام ويمنع تماما أي مركبات من الوصول الي البر الشرقي للقناه ويستحيل رصد ما يحدث خلفه …
وبعد هذا وذاك بنت اسرائيل خط دفاعي علي غرار خط "ماجينو" الشهير وصاحبته بدعايه اعلاميه موثقه بشهادات أكبر الخبراء العسكريين أنذاك بأن هذا الخط يستحيل اجتياره أو تدميره بأي حال سوي ضربه بالقنابل الذريه والتي لا تملكها مصر …
وكانت اسرائيل كل يوم تأتي بجديد وكانت أي فكره لعبور القناه في وجود مواسير النابالم تحت المياه علي الساحل الشرقي للقناه ثم الساتر الترابي ثم "خط بارليف" تعد دربا من الجنون وستنتهي حتما بهزيمه مروعه سريعه ولم يكن هذا رأي العسكريه المصريه ولكن كان رأي أكبر الخبراء العسكريين في العالم أنذاك وأيضا ما قاله لنا الخبراء الروس "انتحار" …
كل هذا أفقد المصريين أي أمل في أي ثأر أو نصر أو استرداد لأرض سيناء .. يأس شديد واحباط غير محدود وضياع للأرض والكرامه ولكن …
في صمت تام كان هناك رجال يعملون لم يفقدوا ايمانهم بالله وثقتهم بأن النصر أت لا ريب فيه ومهما قال أعتي الخبراء العسكريون باستحاله العبور فهم عازمون علي العبور والنصر ... سيناريوهات توضع وتجري تجربتها بعيدا تماما عن أي أعين ممكن أن ترصدها وسيناريوهات أخري توضع ويتم تجربتها ... أشهر طويله من العمل الدئوب المضني حتي تم وضع الخطط النهائيه للعبور واقتحام خط بارليف ودك كل ماهو اسرائيلي علي الأرض وفي البحر وفي الجو والتمويه التام علي كل ذلك …
وفي صمت القبور تم استكمال منظومه الاستعداد والتجهيز واستكمال التسليح وفي يوم السادس من أكتوبر 1973 يتفاجأ العالم كله بما فيه الشعب المصري نفسه بالبيان الأول عن عبور جنود مصر قناه السويس واقتحام خط بارليف وهذا البيان الذي لم يصدقه المصريون وظنوا أنه مثل بيانات السابق ولكن كل اذاعات العالم وتليفزيوناته اذاعت الأخبار الساره بل ولم نصدق نحن المصريون الخبر الا عندما ظهر القاده الاسرائيليين يبكون علي شاشات التليفزيون ويطلبوا من أمريكا انقاذ اسرائيل من الدمار والفناء …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات