نحاول دائما تحييد العاطفة وتغليب المنطق في الكتابة ، ولكن قد لا يكون ذلك ممكنا في هذه المناسبة الغالية المعطرة التي تتمثل بذكرى ميلاد مليكنا قائد البلاد عبدالله بن الحسين . ومهما كتبنا فلن ترقى كلماتنا لعظمة الذكرى وجلالها ، وجسامة الإنجازات المليكية العظيمة ، التي تستحق الخلود في قوافي شاعر عظيم بمنزلة المتنبي أو الحطيئة و أقرانهم من الشعراء العظام .
مليكنا ، هو صانع الأمل والأحلام العظيمة ،وهو في القلب دائما . فحين نشعر بقسوة الظروف المعيشية والظروف الصعبة والمخاطر التي تم دفع البلاد نحوها ، كشتاء قطبي شديد البرودة ، تمنحنا كلماته شمعة لتبعث فينا الاحساس بالدفء.
وحين نشعر بالعطش الشديد ،بعد أن نهتف حالمين ، مطالبين بالاصلاح الذي تقف بيننا وبينه قوة الشد العكسي ، تأتينا كلماته ووعوده كقطرة ماء لتروي عطشنا المزمن الى الكرامة والحرية والعيش الكريم.
يصيبنا بؤس الواقع بالصداع والغثيان ، فتحملنا كلماته نحو إغفائة وحلم جميل يحجب عنا بؤس واقعنا.
عن أي إنجازات نكتب ، والانجازات المليكية الجسيمة كثيرة بحيث لا يمكن لمقال أو حتى كتاب الإحاطة بها . فكم من مبادرات جسيمة أطلقها جلالته ، ستمتد يد اثارها ليس فقط لحاضرنا ، بل ولأجيال المستقبل .
في الأعوام الاولى من عهده الميمون ،وتحديدا في العام 2001، أطلق جلالة الملك برنامج التحول الإقتصادي والاجتماعي قائلا : " وفي ضوء ما يجري من تحولات اقتصادية عالمية وإقليمية، فإنني أتوجه إليكم والى مؤسساتنا في القطاعين العام والخاص والى كل مواطن ومواطنة في أردننا العزيز لأؤكد بان رأينا قد استقر على أن الوقت قد حان لتنفيذ برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي" .
وشهد العام 2008 إطلاق جلالته لمبادرة رائدة أخرى هي مبادرة "سكن كريم لعيش كريم" لتوفير المساكن الملائمة لمئات الالاف من المواطنين من ذوي الدخل المتدني والمحدود في المؤسسة العسكرية والامنية ومتقاعدي القطاع العام المدنيين والعسكريين والموظفين في مختلف اجهزة الدولة الرسمية ، حيث كانت كلمات الملك أجمل ما في تلك المبادرة حين قال "فقد سبق وأن وجّهت الحكومة في خطاب العرش بأن يكون هذا العام عاماً لمشاريع الإسكان. ومـن خلال دراسات الواقع السكّاني في الأردن للسّنوات الخمس القادمة تبيّن لنا أن الأمن الاجتماعي والاقتصادي أولويّة ملحّة ، وتستدعي توفير السّكن الكريم للعديد من الأسر الأردنية. وأنا معكم اليوم من أجل إطلاق مبادرة وطنيّة هدفها تأمين حاجات المواطنين من السّكن الكريم والعيش الكريم."
وفي عهد جلالته تم إنشاء شركة موارد وهي الشركة الرائدة على مستوى المنطقة العربية والعالم والتي كانت غايتها "إستثمار موارد الوطن وتنميتها".
وعلى صعيد إحتواء المديونية ، كانت صفقة نادي باريس إنجازا تاريخيا بارزا ، وهو الإنجاز الذي كان ممكنا بفضل جزء من أموال عملية الخصخصة ، والتي شكلت قصة نجاح في إغراء رؤوس الأموال وجذبها نحو الاستثمار في المملكة.
حققت عملية الخصخصة مبلغ 25 مليار دولار ، تم إنفاق غالبية ذلك المبلغ في تحسين الظروف المعيشية للمستحقين ، ومبلغ 12 مليار تم إضافته الى المديونية بالاضافة الى عشرات المليارات من الدولارات كانت حصيلة جباية الايرادات المحلية والمساعدات الخارجية .وغالبية تلك الأموال تم إستثمارها في الإنسان .
جميع الإنجازات الجسيمة التي تحققت في العهد الميمون ، ما كان من الممكن أن تتحقق لولا إلتفاف الشعب الاردني حول جلالة الملك وولائهم العظيم له، وإيمانهم وتسليمهم بحكمته وقيادته العظيمة.
وأخيرا نرفع أسمى ايات التهنئة والتبريك للشعب الاردني وقائده المعظم في الذكرى الخمسين لميلاد القائد ، ولن تمنعنا الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد عن إحياء تلك الذكرى ، حيث كان الاردن دائما وشعبه "بلدةً طيبةً وشعبٌ صبور".
التعليقات (0)