مواضيع اليوم

ذكرى استشهاد أمير الشهداء خليل الوزير "أبو جهاد"

فلسطين أولاً

2010-04-15 06:49:09

0

ذكرى استشهاد أمير الشهداء خليل الوزير "أبو جهاد"


فجعت الثورة الفلسطينية، بتاريخ 16/4/1988 باغتيال القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، حيث اغتاله عناصر من الموساد الإسرائيلي في بيته في تونس، حيث يعتبر أبو جهاد أحد رموز الكفاح الوطني الفلسطيني، ولد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" في 10 تشرين أول عام 1935 في مدينة الرملة في فلسطين المحتلة عام 1948، ولجأ مع أهله بعد النكبة إلى غزة حيث أكمل دراسته الثانوية والتحق بجامعة الإسكندرية



دون أن يتمكن من إتمام علومه لاضطراره للعمل مدرساً في السعودية (1957) وفي الكويت (1958ـ1963)، أسس مع عدد من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فترك التدريس ليتفرغ للعمل الوطني، ثم غادر الكويت إلى الجزائر ليصبح مسؤولاً عن مكتب فتح (الأول من نوعه)، حيث مكث حتى تاريخ بداية انطلاقة فتح في مطلع عام 1965. وقد قام أبو جهاد خلال هذه المرحلة بتوطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الموجودة على أرض الجزائر، وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية، ثم توجه الوزير إلى سوريا ليشرف على قوات العاصفة هناك ثم إلى الأردن حيث كان مسؤول القطاع الغربي (الأرض المحتلة)، خطط أبو جهاد العديد من عمليات حركة فتح النوعية وأشهرها عملية سافوي وعملية كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي، وشارك في معارك حرب 1967 والكرامة وأيلول الأسود ولبنان 82، وشغل أبو جهاد العديد من المناصب ومنها عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، في تاريخ 16/4/1988 فجعت الثورة الفلسطينية باغتيال القائد أبو جهاد، حيث اغتاله عناصر من الموساد الإسرائيلي في بيته في تونس.

حيث لم تكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجهل الدور الكبير لأبي جهاد في اندلاع الانتفاضة وتوجيهها وقد ورد في تحليل صحافي أمريكي أن القرار بقتله يعود لكونه أحد الأوائل الذين نظموا الانتفاضة، وقد كان يجري مكالمات هاتفية مع أشخاص في الأراضي المحتلة عن طريق جنيف ، ليضلل عملية التصنت الإسرائيلي وقد اعتبره الإسرائيليون قائداً خطراً ، فقرروا القضاء عليه قبل أن يوصل الانتفاضة إلى مرحلتها الثالثة، وهي إقامة الدولة أو الحكومة في الملتقى.

في الواقع أن القرار الإسرائيلي باغتيال أبو جهاد كان قد اتخذ منذ زمن أبعد بكثير فهو ليس من مؤسسي حركة فتح الأوائل في بداية الستينات وحسب بل ومن رواد المقاومة في غزة سنة 1956 فهو هدف إسرائيلي دائم وقد تسائل الكاتب الإسرائيلي رون بن شاي، كيف يخطئ رجل مثل أبو جهاد بالسكن قرب شاطئ البحر إلا إذا كان يعتقد أن الوضع السياسي الدولي لن يشجع للإقدام على المساس بأحد زعماء منظمة التحرير ومواجهة الانتقادات الدولية .

وقد تضافرت الجهود على أعلى المستويات في القوات المسلحة الإسرائيلية وعن اشتراك أربع قطع بحرية منها سفينة حراسة "كورفيت" corvette تحمل طائرتي هليوكبتر لاستعمالها إذا اقتضت الحاجة للنجدة ، كما تحمل إحداهما مستشفى عائماً وقد رست القطع على مقربة من المياه الإقليمية التونسية تواكبها طائرة قيادة وطائرة أخرى للتجسس والتعقب، وقد أشرف عدد من كبار العسكريين بينهم اللواء أيهود باراك واللواء أمنون شاحاك رئيس الاستخبارات العسكرية على تنفيذ العملية من الجو والبحر.

وصلت فرق الكوماندوز بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس وانتقلت وفق ترتيبات معده سابقاً إلى ضاحية سيدي بوسعيد، حيث يقيم أبو جهاد في دائرة متوسطة هادئة وهناك انتظرت عودته في منتصف الليل، وقد انقسمت إلى مجموعات اختبأ بعضها بين الأشجار للحماية والمراقبة وبعد ساعة من وصول أبو جهاد تقدم الإسرائيليون في مجموعات صغيرة نحو المنزل ومحيطه فتم تفجير أبواب المدخل في مقدمة المنزل دون ضجة لاستعمالهم مواد متفجرة حديثة غير معروفة من قبل، وفي ثوان صعدت إحدى المجموعات إلى غرفة القائد وأطلقت عليه سبعين رصاصة بكواتم الصوت أصابته منها أربعون، احتاط الإسرائيليون في إقدامهم على اغتيال القائد الفلسطيني لكل الاحتمالات ومنعاً لوصول أية غبرة قطعوا الاتصالات التليفونية بتشويش عبر أجهزة الرادار من الجو في منطقة سيدي بوسعيد خلال العملية وعادت المجموعات إلى الشاطئ حيث تركت السيارات التي استعملتها وركبت الزوارق إلى السفن المتأهبة في عرض البحر ثم عادت إلى إسرائيل في أربعة أيام وفي حراسة الطائرات الحربية، اعتبرت إسرائيل اغتيال القائد أبو جهاد نصراً كبيراً وتشير تفاصيل العملية إلى أن الإسرائيليين قد أعدوا لها بدقة بالغة ولكنهم أخطأوا في التصويب نحو مرمى الهدف الرئيسي وهو اغتيال الانتفاضة فقد مات أبو جهاد وعاشت الانتفاضة مات القائد وعاش الرمز في كل بيت وفي كل قلب ما إن انتشر الخبر المضجع في أرض الانتفاضة حتى شهدت شوارعها في 16 نيسان / إبريل اعنف التظاهرات منذ قامت الانتفاضة .

دفن القائد الشهيد أمير الشهداء "أبو جهاد" في 20/4/1988 في دمشق فكان يوماً عربياً مشهوداً ، رفرفت فيه روح الانتفاضة وتكرس فيه الشهيد رمزاً خالداً من رموزها




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !