مواضيع اليوم

ذاك ملکي أما هذا فليس بجمهوري

نزار جاف

2011-06-10 08:39:04

0

لاريب من أن إندلاع الانتفاضات و الثورات العربية في البلدان التي أنظمتها جمهورية، من المسائل اللافتة للنظر و دفعت العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية لبحثها و دراستها بتمعن، ويقينا أن الحالة البحرينية(المثيرة للجدل)، والتي تحف حولها الکثير من التباين في وجهات النظر و المواقف، لم تعتبر لحد الان بمثابة مقياس يمکن الرکون إليه، ذلك ان الحالة البحرينية تکاد أن تکتسب ثمة خصوصية لأسباب عدة أهمها تداخل العوامل الجيوسياسية و الطائفية و أجندة متعددة لها تواجد على الساحة السياسية هناك، وهي بهذا تعتبر حالة فريدة نوعا ما من بين الانظمة الملکية رغم أن الاطراف السياسية هناك تدرك بشکل او بآخر"حتمية"رکونها للحل الوطني و التوصل الى حل وسطي سلمي للقضية، وبخلاف ذلك، فإن الاضطرابات التي تجتاح الاردن و المغرب، تکاد أن تطغي عليها في خطها العام طابع"معيشي"، مداف به جنوح نحو التمتع بالمزيد من الحرية، ولايمکن أن نقيس او نقارن مثلا بين الحالتين الاردنية و السورية من جانب، او الحالتين الليبية و المغربية من جانب آخر، بإعتبار أن ثمة إقليمين محددين يجمع بين هذه الدول الاربعة، والحق أن هناك فرقا و بونا شاسعا بين زعماء البلدان الاربعة و أنظمتها السياسية، إذ أن سقف الحرية السياسية و الاعلامية المتاحة(برغم محدوديتها النسبية نوعاما)، في کل من المغرب و الاردن، لايمکن أبدا مقارنتها بالحالتين السورية و الليبية اللتين تخضعا لسلطة فردية و حزبية ذات طابع شمولي کامل، ومن هنا، فإن التحرك الشعبي في الاردن و المغرب لو دققنا النظر فيه و وضعناه تحت المجهر، لتيقنا من أنه يکتسب طابع قانوني و مدني يلتزم بالنظام السياسية القائم في البلدين کإطار عام جامع، أما الانتفاضة الشعبية في ليبيا و سوريا و اليمن أيضا، فإنه ذو طابع غضبي إنتقامي جارف من قمع و إستبداد منظمين مورسا بحق شعوب هذه البلدان و تعتبر الانظمة السياسيـة القائمة حالة غير قانونية و يجب إجتثاثها و تغييرها من الاساس.
ولو عدنا للوراء و تحديدا الى الانقلابات العسکرية العربية في کل من مصر و العراق و ليبيا مثلا، والتي أسبغت على کل منها صفة"الثورة"، وهي أبعد ماتکون عنها، ذلك أن الثورة أساسا تحرك جماهيري شعبي عام و عارم ينجم عنها تغييرات و تحولات جذرية، کما کان الحال في الثورات الفرنسية و البلشفية في روسيا، وکذلك الثورتين الشعبيتين التونسية و المصرية و اللتين أطاحتا برئيسي البلدين، لوجدنا ثمة إختلاف و فروق شاسعة بينها و بين الانقلابات العسکرية العربية التي إنتهت في نهاية المطاف الى مفترق الشمولية و الاستبداد بل وانها صارت ملکية بسياق يکاد أن يتشابه مع أنظمة التفويض الالهي الملکية الاوربية في القرون الوسطى، والحق أن الانظمة الملکية المصرية و العراقية و الليبية، أثبتت الوقائع و الاحداث أنها کانت أکثر ديمقراطية و حرية من التي أعبقتها، وفي کل الاحوال فإن الانظمة الملکية العربية في خطها العام، تمتلك خصوصياتها و مميزاتها العامة التي تمنحها ثمة طابع من الشرعية و القانونية بخلاف الانظمة الجمهورية العربية التي ليست لها أي طابع شرعي او قانوني بل وانها وفي حقيقة أمرها لم تکن حتى جمهورية على وجه الاطلاق!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات