الأول من شباط عام 2004 , بعد صلاة العيد في المساجد, بالتكبير من المآذن اعلن البدء بأول ايام العيد, تبادل المصلين السلام و التبريكات بالعيد و عاد كل منهم لبيته ليفطروا بين اهلهم و ذويهم و من بعدها يمارسون طقوس التقاليد في زيارة الأهل و ألأقارب و الأصدقاء, جرت العادة ان يزور الناس اصدقاء او اقارب كانوا قد فقدوا احبتهم قبل حلول العيد, فيعاودونهم لمواساتهم بالتمني بان يكون هذا العيد يعوض عليهم من خلال تجمع الأهل و الأصدقاء عبء فراق من فقدوهم.. كان هذا العيد يحمل صورة جديدة في حياة الناس , يحمل أملا جديد في حياةٍ جديدة , كان هذا العيد الأول بعد سقوط صنم بغداد, و زرع بذرة جديدة لتنمو في ارض الخير, دون شبح الخوف , دون الغيوم السوداء التي جثمت على صدور الناس لأجيال, جاء هذا العيد ليعلن للناس زمن جديد و بطعم جديد , يتذوقوا فيه زمن الحرية التي افتقدوها منذ امد بعيد...
و لفتح صفحة جديدة بين القادة و الناس فتحت الباب بين المسؤلين و العامة من الناس ليتصافحوا و يبدأوا عهدا جديدا يد بيد من خلال المصافحة , ليتعرفوا على بعضهم البعض, ان لا تفصل بينهم الأبواب و المكاتب , هناك سيتمكن الفقير و الغني و المسؤول ان يلتقوا و يتبادلوا تحايا العيد و يتمنون على بعض البعض أماني اليوم التالي و كانت ستغدوا تجربة جديدة ان يزور الناس مقرات قياداتهم و يلتقونهم دون حواجز , دون بروتوكولات , مجرد هكذا ببساطة و بدون كلفة,, و بهذه البساطة و بدون ترتيبات امنية ضد جموع هذه الناس دخل الشر بينهم يتحزم عبوة ناسفة و في توقيت واحد في موقعين فجرا نفسيهما وسط تجمع الناس , تناثرت الدماء و الأشلاء , احتلطت دماء الساسة و المواطنين في عرس واحد , يزف ارواحم بموكب واحد للسماء.. و كما توحدت نيّتهم لفرحة العيد, توحدت الأحزان ..انتهى العيد تلك الساعة .. انتهت فرحة الأطفال و النساء و الشيوخ.. نزعت المدينة ذالك اليوم ثوب العيد , لبست ثوب الحزن و الحداد , على أرواح من فقدناهم بسبب من لبس ثوب الشر..
ذلك اليوم فقدت من بين اؤلائك الناس اصدقاء و رفاق تشاركنا معا الحلو و المر لسنوات , فقدت عزيزا علمني اولى خطوات حب الوطن , علمني حب الحياة من خلال بسمة الأخرين , شدَّ يدي لأتعلم كيف ارصف الحجر لبناء رؤية الغد , علمني كيف ان لا انظر للخلف و احيا حرا بين الأحرار ..انه الشهيد سامي عبد الرحمن .. في ذكرى اغتيالك معلمي .. سابقى على العهد و استمر بزرع بذور المحبة في وطن ابى ان لا يكون حكرا على الأشرار...
التعليقات (0)