مواضيع اليوم

ذاكرة بلا جسد !

سامي عرب

2009-05-11 18:35:08

0

ما كُنتُ أعتقد أن جسديّ المحفور على كونِ الموتِ سيمتلأ بالثقوب و سيغرق بالدماء جراء الكثير جِداً من الطعنات

تلك الطعنات صنعت مني شيء آخر غير الذي أنا هوَ منذُ إفتراق الذات الضائعة عني , فأنا شختُ قبل الأوان جراء كُلِ شيءٍ..لم أعتقد أبداً أن يأتي يوم

أحس فيه بالعذاب أنا من أتخذهُ الموت صفةً لهُ , وكُل قصص العشق والهيام بيني وبينه !

 

أميل بالوجود كما لو كُنتُ عود خيزان يميلُ يرتدُ ثم يعودُ لسابقِ المكان إلا أن الرياح تعبثُ بهِ تحركهُ و هوَ باقٍ في ميلانه يرفض النهاية ولا يتزحزح !
هذا الكونُ الفسيح يتجمع في ثقبٍ صغير الحجم يبتلعُ الأشياء المتبقية والأكوان الأخرى
ولا يبتلعنيّ كم حلمتُ أن أبتلع في يومٍ ما وكم فرحتُ لهذا الثقبِ يشبهُ كرة البيسبول يبتلعني و أنتهي في إنتهائيّ أكون قصة أخرى في تفاصيل أكثر إضطراباً تعبثُ بمكامنِ الوجعِ في الروحِ

نعم كم تمنيتُ أنْ أبتلع كأي شيء يبتلع في وقتٍ من الأوقات لكن ومع كُل تلك الخدوش والجروح الغائرة ما زلتُ على قيدِ الألم !

على قيدِ الوجع والاحتضار في موتي و عيشي الموهوم !!

 

عابر على جسرٍ من الأحلامِ والأمالِ و بعض من زادِ الألمِ و الخبراتِ المؤلمة !
ما ألبثُ أعبرُ حتى ينهارُ كُل شيء .. كُل شيء !
الجسرُ .. جسديّ ..تترجلُ الألامُ تتسارعُ تخترقني تعبرنيّ كـَ مرمى هدف و تخترقني !
وأنا أسقط أسقط أسقط ولا أصل للقاع , بينما حلميّ أن أرتطم بهِ !
موقن بأن الأحلام هيَ شيء لا يتحقق هي تفقد رونقها أن تجسدت واقعياً !!
أني أسقط وما زلتُ أسقط !

أفقدُ جسديّ , كُل ما تبقى لي ذاكرة هي أبجدية إمتلاء بالأحزان , تعبرها كـ الريحِ تصرصرُ

يحس فيه الفقد بأنهُ حي حيثُ دفن أحدهم في كلِ زاوية من زوايا الذاكرة تأبى أن تكون ظل تأبى أن تنام يوم ما

وتأبى إلا أن أعيش كُل ألام هذه الأكوان ..

و أتجرع حرقة غيابي عني ..

حيثُ جسدي أبجدية الضياع

يتشكلُ في ذاتٍ

لم توجد بعد

و أنا الباقي

ذاكرةً

يعبرها

كُل شيءٍ أليمْ

موجعْ

كل احتضار

وكل, حياة

وألام موهومة !

تجعلني أخدع وتخدرني عن الواقع و ما يقع

أفقدُ بصري أفقد حاسة سمعي أفقدُ لساني فلا أتذوق

أفقد يدي فلا أكتب

أنا يامن فقدتُ كل شيء ..

كل شيء..

إلا دمي ..

يؤلمني يدلُ العابرين إليّ

يسكنون أحلامي و مشاعري ثم يرحلون أو يدعون بأنهم يتجاهلون وجودي

وقد نسوا أنفسهم ونسوا النار تُحرق ما تبقى تحيلُ الذاكرة رماداً

فأحيا شتات إلى شتاتِ !!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !