ماذا تقولين في بقايا هذه الدنيا؟ .. تعالي أسمعيني صوتك العفوي ثم إمضي ..
ماذا تفعلين في بعض الملامح تبكي على بعضي؟ .. فأستحيل كاللاشيء في دونية الهواء، وأركض خلفك حتى يوقظني خوفي من شرارة النور التي تلمع لحظة بكاءك الأسود!!.
لن أدعك تنفردين بي لحظة واحدة بعد الآن .. فالآن أصبح رذاذ عينان ومقبرة، ووجعك فكر مثلي بالهروب، ولكن إلى أين؟ .. علني أجد ذات المخبأ في علبة كبريت لا تحترق عيدانها، باردة من صقيع الكلمات، كبائعة الكبريت التي ربما أنقذها عود ثقابها الأخير .. فاشتعلي لو وميضاً سرياً قادماً من الخلف، واستمري بالتوهج حتى أتيقن بأن عبارة النور في آخر النفق المظلم صحيحة، أو أعود في حالة تكرار إلى تلك الكذبة التاريخية، فلا نور آخر النفق هناك، حتى وإن لم أكن أملك ما يشعل الإحساس الأول في أعماقي، أو الأخير، ربما هناك فقط .. أنفرد بي حياً، وأنفرد بي ميتاً، وربما هو الأمر، منفرداً بهما معاً، حياً وميتاً، وربما أكون بينهما، لا أعرف متى سينتهي سحرك في هذا الطريق .. فأنقذيني من المسير، علني أكتشف أن في لحظة التوقف مفاجآن أخرى، لا يشاهدها العابرون الجدد، فهم يسيرون بسرعة كبيرة عنا، وأحياناً من شدة سرعتهم، نتعرف عليهم دون أن نراهم، ولا نعرف أحياناً حتى ملامح وجوههم المتعبة، بينما تصادفنا دنيا الحكايات، كأننا لم نسمع منها شيئاً ..
ونعود إلى حيث نبدأ دائماً، نحن نبدأ دائماً بالبكاء، ونتمتع بأشهى مآلم الحزن، ونسهر من أجل الذكريات فقط، أغنياء وفقراء، ظالمون ومظلومون، قادة ومحكومون، غلماء ومغفلون .. إلى آخر ما يتناقض مع بعضه، وننسى أننا قد نكون حقيقة، أننا موجودون في "ذاكرة الفرح"؟!.
mgnaim@yahoo.com
التعليقات (0)