ذات مساء بورخسي

...........
ما أجمل أن نكونه شاعرا.............

عذارى الاشجان تولم محافل الحزن قليلا من جنون
نثاري هناك
يندس نبيذ حسنها في دم الموج
يثمل بحر الرهبة
ويتغير طعمه
اسقي الارض بعض طعمك
وعلى امواجه ترقص خمرة الخيال
تستمطر عفوك الصخري
عند الصبح أريق دمعي على مذبح القمر
واغيب في عروق التبغ
وأصرخ من أعماقي ريحا أمررها بجانبي
ويحك أسكب هذا الشاطئ اللازوردي في قلبك
على كتف المويجة الى هناك
فليس لليلي آخر سواك
واصرخ حين تشرق روحك بالحنين
تلك الصخرة الباكية هي أيضا رفعت صلاتها قليلا الى قلبك المتخن بالجراح
والبحر كذلك
لكن النجوم رحلت من زمن وظلت كما هي ذكرى
فمن سيعرف اني المدينة وانك بابي الحجري
واني حجر الكلام يشع من عينيك
وانك في الملأ سر واني في السر امام
لا تنطفي لوعة الحنين المزمن والجراحات والذكرى
حين تشاهد امرأة جميلة تسير حافية على شاطئك لم يكتمل نضجها
ما سوى الا بقاياها هنا
وثمة انثيال لظلها القمري
تراقص الريح تنحني بوقار لنثار المساء
كانها الموج
ما زلت ياصديقي فارس الروح
الآتي من بعيد تنتعل ثورك المجنح
لكنك غريبا ستأتي يوما
ما اشقى الغربة بك
عالم يشبهك وتلك الحبيبة الآتية على صهوة الريح
عيناها قصيدة لبورخس
وشفتها مقطوعة لشوبان
ما أجمل أن تكون بلا معنى
ما أجمل أن تكون ظلا لباخوس
خفيفا كقميص صيفي
جسدك المسجى مثل دقيقة انتظار
كان في الامس انا
نهر من نبيذ معتق
الابيض الملتف بالجسد كلحظة قذرة
يبدو بلا هيبة ولا رهبة
المشيعون جنازتي كانوا بلا يدين
وكانت اكتافهم ظلل من سماء
اه كم تمنيت أن أحفر قبرا للسيد الشهيد
أما آن لنا أن نعاقر جسده المثخن بالحب الجريح
قمرا يرقص قليلا وشيئ من مساء
كدت ألمسه
بأطراف ردائك
ما بال الكون بلا راو
ما بال الكون بلا مفتاح
يا الله ..ما بال غرفة روحي خانقة ليس لها شباك
يا الله ... هب لي لغة تشرحني وتفسر ما تاه هناك
خريطتي من غشبة الفرح
وحانتي بلد
ما من جهة تخاطبها سواك
وانت مشغول بتوسعة المقابر
لكن كم أنت جميل لو كنت مثل قبرة
تنثرك لحنا في الفضاء
تسكنك كل العصور
تبعثك عطرا في كل الشرفات

تزيل الغبش العالق في الزجاج
ليصغي الى رقصك الفوضوي
المشهد
ما اقلك وما اكثر القانصين