ذئب تـراه مصلياً فإذا مـررت به ركع
يدعو وكل دعـائه مـا للفريسـة لا تقع
فإذا الفريسة وقعت ذهب التنسك والورع
قد تكون البداية مع (( رنة عابرة من يد عابثة))
قد تبدأ معها قصة وحكاية 00
لا تنتهي إلا بعد أن خلفت وراءها ..
بيوتاً مدمرة ونفوساً محطمة ولوعة وحسرة ..
وأثاراً قد لا يتخلص الإنسان منها في سنين حياته ولا بعد مماته ..
إنهم يخطون نحوك خطواتهم الأولى ..
ثم يدعونك تكملين الطريق ..
فلولا لينك ما اشتد عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا..
أنت فتحت لهم الباب حين طرقوا فلما نهشوا نهشتهم
صرختِ "أغيثوني "
ولو أنك أوصدتِ دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم والإعراض
لما جرؤ بعدها فاجرأن يقتحم السوار المنيع
لكنهم صوروا لك الحياة
حباً في حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق
فلا تسير ولا تصح الحياة بدون
هذا الحب الجنسي الذي يزعمون وبه يتشدقون قالوا:
لابد من الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة
والله يقول:
(( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)))
فأي حب هذا الذي يزعمون ..
وأي شرف هذاالذي يتشدقون ..
لا تصدقيه بأنه يطلب منك الحديث فقط ..
أتراه يكتفي به، لا، سيطلب المقابلة..
فهل يكتفي بهذا؟ لا، سيطلب النظر..
ثم العناق، وثم وثم ..
فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي
فهل يصدق الجائع إذا حلف بأغلظ الأيمان
أنه لا يريد من المائدة الشهية
إلا أن ينظر إليها
ويشم ريحها من على البعد فقط
كي ينظم في وصفها ا لأشعار ويصوغ القوافي..
يأتي الشاب فيغوي الفتاة..
فإذا اشتركا في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفاً..
وحملت هي ثمرة الإثم في حشاها ..
ثم يتوب هو فينسى المجتمع حوبته، ويقبل توبته ..
وتتوب هي فلا يقبل لها المجتمع توبة أبدا..
وإذا أراد هذا الشاب الزواج
أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها ..
مترفعا عنها، ومدعيا ..
( أنه لا يتزوج البنات الفاسدات )
ولسان حاله يقول :
أميطوا الأذى عن الطريق؟
فإنه من شعب الإيمان
أين ما أخذه على نفسه من وعود؟
أين ما قطعه من عهود؟
كتبت إحداهن وكانت سليلة مجد ومن بيت عز
تستعطف الذئب بعد أن سلبها عذريتها، فقالت :
"لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداً قديماً
ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل
عهدك الغادر، ووداً مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به
فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين تركتني أن
بين جنبي ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب، تلك للأسف على
الماضي، وذاك للخوف من المستقبل، فلم تبل بذلك،
وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت
صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل أستطيع
بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف لا بل لا أستطيع أن أتصور
أنك إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس
العجماوات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك، وظهرت
بها جميعها في مظهر واحد، كذبت علي في دعواك أنك تحبني
وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى
إرضاء نفساً، فممرت بي في طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت
لي باباً، ولا رأبت لي وجهاً، خنتني إذا عاهدنني على الزواج،
فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة،
وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك، وصنعة يدك،
ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك - جهدي- حتى
عييث بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي
الجبار الكبير، سرقت عفتي، فأصبح ذليلة النفس حزينة القلب،
أستثقل الحياة وأستبطيء الأجل، وأي لذة في العيش لامرأة لا
تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد! بل لا تستطيع أن
تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة
رأسها، ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً من تهكم
المتهكمين، سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة
إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة الواسعة وذلك
العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد...
قتلت أبي وأمي، فقد علمت أنهما ماتا،
وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً من لقائي،
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك،
وذلك الهم الذي عالجته بسببك،
قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي
فأصبحت في فراش الموت كالالة المحترقة...
فأنت كاذب خادع ولص قاتل،
ولا أحسب أن الله تاركك بدون أن يأخذ لي بحقي منك
كان لهذه الفتاة أم تحنو عليها
وتتفقد شأنها، وتجزع لجزعها، وتبكي لبكائها، ففارقتها
وكان لها أب لا هم له في حياته إلا أن يراها سعيدة في آمالها
مغتبطة بعيشها، فهجرت منزله ..
وكان لها خدم يقمن عليها ويسهرن بجانبها..
فأصبحت لا تسامر إلا الوحدة، ولا تساهر إلا الوحشة..
وكان لها شرف يؤنسها ويملأ قلبها غبطة وسروراً..
ورأسها عظة وافتخارا ففقدته ..
وكان لها أمل في زواج سعيد مع زوج محبوب
فرزأتها الأيام في أملها، كل هذا لأنها صدقت ما وعدها ..
وانساقت وراء نزوة عابرة
ولم تمتثل قول الله عز جل
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ))
قد آن لك أن تتشبثي بحجابك وسترك وعفافك وطهرك
امتثالاً لقول ربك عز وجل:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ))
لا تسمعي للناعقين، الذين يغمزون ويلمزون ..
فما زالوا بأختك في أماكن أخر حتى نزعوا عنها حجابها ..
فهل رضوا بهذا ؟ لا، نزلوا إلى ثوبها ..
حتى قصرت من هنا أصبعاً ومن هناك أصبعاً ..
إلى أن ألقوا بها على شاطئ البحر عارية تماماً
من كل شيء، إلا الشيء الذي يقبح مرآه، ويجمل ستره
ثم تركوها تمشي في الشارع، كاسية عارية، مائلة مميلة ..
لا يكلف أحدهم نيل إحداهن (من هذا الكائن المشوه)
إلا أن يشير بيده، فتترامى عليه
لا يحجزها دين، ولا يمنعها عرف، ولا يمسكها حياء
قد هانت حتى صار عرضها يبذل..
في ملء بطنها وستر جسدها..
ويل لها من النار
أين هي من ..
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر،
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها،
وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
فليس في الدنيا أكرم منك وأطهر، ما تمسكت بدينك
وحافظت على حجابك، وتخلقت بأخلاقك الحسنة .
فمن نساء الغرب من تحارش الرجال صناعاتهم الثقيلة
إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال
فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها
أقول لك: أنت الآن صبية جميلة
وأنت إلى الخامسة والعشرين تطلبين وبعد ذلك تطلبين
فإن طرق من ترضين دينه وخلقه
فلا تترددي في قبوله ولا تتمنعي ولا تسوفي ..
فإن الجمال والصبا لا يدومان ..
فإما المرض، وإما القبر.
نعم القبر الذي لابد لكل حي منه القبر
يا ابنتي الذي يفد إليه كل يوم وفود البشر
محمولين على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأحبابهم
ليقدموهم بأنفسهم هدايا ثمينة إلى الدود
تم يخلون بينهم وبينه يأكل لحومهم ويمتص دماءهم
ويتخذ من أحداق عيونهم، ومباسم ثغورهم مراتع يرتع فيها
كما يشاء بلا رقبى ولا حذر من حيث لا يملك مالك
عن نفسه دفعا، ولا يعرف إلى النجاة سبيلا .
نعم يا ابنتي.
هو الموت ما منه مـلاذ ومهـرب إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجو نتـاجها لعـل الردي فيما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الفضا وفي علـمنا أنا نمـوت وتخرب
الموت- يا ابنتي- يقتحمك بلا موعد ويدخل بلا استئذان:
وامتثلي لأوامر الله عز وجل وغضي البصر عن النظر المحرم
طاعة لقول ربك عز وجل:
(( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن
زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة
ففكري فيها ..
وضعيها نصب عي، واحملي عقلك دائماً في رأسك
لا تنسيه أبداً ..
لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل،
أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف،
أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع
أو بين معسول حديثه ،
ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عي..
تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان ..
فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر
يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة
مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم
لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل
حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع ..
وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً..
ليطرق الباب في الحلال
رجلاً وسط أهله وعشيرته
بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح
ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق
فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد
وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد
م
ن
ق
و
ل
الموضوع شدني وحبيت انقلواااااااااا لـــــــــــــكم
أأأأأأأأرجو تثبيت الموضوع للفائدة
المراجع:
يا ابنتي الذئاب لا تعرف الوفاء
إعداد / خليل بن ابراهيم أمين
لصوص الأعراض
إعداد / دار ابن الأثير
لكننا قلدناهم، تركنا الحسن، وأخذنا القبيح ..
من تمثيل، وغناء ، وفن، ورقص .
كأننا ما خلقنا إلا للغناء والطرب والفن والرقص.
التعليقات (0)