مواضيع اليوم

د. نور أبو سرحان : لا نعلم متى نعود الى وطننا والى حينه نريد العيش بكرامة

احمد خليفة

2010-10-21 08:25:01

0

د. نور أبو سرحان : لا نعلم متى نعود الى وطننا والى حينه نريد العيش بكرامة


لاجئين

عمَان / خاص أسوار/

ابتداء من الحرمان من الهوية ودفتر العائلة ورخصة السياقة والرقم الوطني وشهادة الميلاد و الوفاة و الزواج ومروراً بالأحلام المشروعة بالحق بالتعليم والعمل والتملك ، وليس انتهاء بافتتاح بقالة صغيرة، وبين الواقع المر والطموح تبدأ أحلام الشباب بالانهيار تدريجياً ، متجاوزة كل النوايا الحسنة والسيئة للحكومات وللمؤسسات والهيئات الحقوقية وللعالم كله ، ليقترب التشاؤم من الأهل والوطن ليحاكم اكثر من اربعين عاماً من اللجوء
والانتظار المتواصل لشيء يسمى "أمل العودة " ..

بين كل هذا وذاك وفي الوقت الذي تتباكى فيه اسرائيل على رفات نكرة في آخر الأرض تشتبه ان فيه شيئا من يهوديتها ما زالت الحكومات العربية تعتبر الفلسطيني قضية سياسية وليست انسانية...ولا يزال هذا الفلسطيني يطرح السؤال الأشد قساوة في تاريخه "هل الانسان مجرد رقم؟!" فتكون الاجابة عليه بشكل اكثر تجريديةً .. نعم ان الانسان مجرد رقم!!

وهذا السؤال هو ما افتتحت به الدكتورة الصيدلانية نور أبو سرحان اللاجئة الغزاوية في الاردن التي تحمل شهادة الصيدلة من جامعة أردنية رسالتها لـ أسوار .

تقول نور بكل ألم "أنا الصيدلانية نور أبو سرحان من أبناء قطاع غزة ولدت وترعرعت وتعلمت منذ الطفولة حتى تخرجي من الجامعة في المملكة الأردنية الهاشمية ومقيمة إقامة دائمة في الأردن واحمل جواز سفر أردني مؤقت-أبناء قطاع غزة ولم أغادر المملكة ووالدتي أردنية وتحمل الرقم الوطني الأردني إن مشكلتي هي مشكلة الكثير من أبناء قطاع غزة من خريجي الجامعات ،تم منحنا عضوية نقابة صيادلة الأردن بعد العديد من مناشداتي عبر وسائل الإعلام ولكن وزارة الصحة الأردنية ترفض منحنا شهادة مزاولة المهنة في الأردن "

وتضيف نور " بعد الدعوات المتكررة من اجل منحنا مزاولة مهنة وبعد كل شئ رجعنا الى نقطة الصفر ولم يعد احد يذكر هذه القصة بعد ان احبط القرار عدداً من الاشخاص ولا اريد ان اقول زملاء "

وتتساءل نور سرحان " هل اختزلت كل حياتي وانجازاتي وما احمله من علم حتى أقيم من خلال رقم ؟ هل ما عاد الإنسان يعطى حقوقا إلا من خلال رقم؟ إن الرقم الوطني هو معاناة أبناء غزة في الأردن حيث انه يقف عقبة في كل معاملاتنا وتسيير أمورنا "هل كان ذنب أبناء غزة أن ولدوا ولم يجدوا لهم وطن هل لهم ذنب بان لا يعيشوا كباقي البشر؟ "

واستطردت " نحن بشر يا عرب قبل أن نكون فلسطينيون وعقود من العشرة والحياة المشتركة لا يستطيع احد أن يشطبها بجرة قلم أو تحت مسميات استهلكت بدءاً من معزوفة التوطين والوطن البديل،نحن نريد أن يكون لنا حقوقا إنسانية مثل العمل والتملك والدراسة دون الحقوق السياسية فان العقبات الحقيقية التي نعاني منها لا يستطيع التعبير عنها إلا من يعيشها فعليا نحن نريد الطريقة التي يمكن ان تجمع بين الكرامة والحقوق الإنسانية لحين عودتنا إلى وطننا "

هذه هي قضية الدكتورة نور سرحان تطرحها بكل هدوء وواقعية ، وهي ليست مشكلتها فحسب بل مشكلة الكثيرين من امثالها الذين يرغبون فقط بالعيش بكرامة كباقي البشر.

وتعتبر نقابة الصيادلة الاردنية موضوع مزاولة المهنة متعلقا بوزارة الصحة فهي من تمنح شهادة مزاولة المهنة لخريجي الصيدلة من قسم مؤسسة المهن .

وتضيف نور " لقد مللنا الكلام المبطن ونريد حلول ، فغزة على مر الزمن لم تكن سوى محطة للتعاطف فقط حتى يقف الجميع أمامها وهم يرون معاناة شعبها ويقولون مساكين ، لم نر ابعد من هذه الكلمات ، غزة لم ينصفها احد ولم يقم احد بشئ عملي من اجلها اقول لها لكِ الله يا غزة وسينصركِ ولو بعد حين ".

الى هنا انتهت رسالة الدكتورة نور ابو سرحان احدى اللاجئات الفلسطينيات اللاتي نفخر بهن وبأمثالهن وبطموحهن في تاريخنا الفلسطيني ، انتهت الرسالة مختومة بـ " لا نعرف متى نعود الى وطننا والى حينه نريد العيش بكرامة "

انتهت الرسالة ولا زال ملف معاناة الخريجين اللاجئين في الاردن بل وفي غيرها من مخيمات اللجوء ، مفتوحاً حيث تضيق الانفاس في انتظار بطيء لمتغير سياسي ينقذ ما يمكن انقاذه ويلغي كلمة "لاجئ فلسطيني " تلك الصفة التي وحدت اكثر من سبعة ملايين فلسطيني موزعين في المنافي وفي مخيمات اللجوء جُل حلمهم أن يعيشوا بكرامة مثل باقي البشر.

noorabusarhan@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !