د. طالب عمران رئيساً لرابطة كتاب الخيال العلمي...الندوة الثانية لكتاب الخيال العلمي تختتم أعمالها في

أوصت الندوة الثانية لأدب الخيال العلمي التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق تحت شعار «الخيال العلمي في خدمة الاستراتيجيات المستقبلية» بإنشاء رابطة كتاب الخيال العلمي على مستوى الوطن العربي برئاسة الدكتور طالب عمران وانتخاب نائب للرئيس وأعضاء ومنسقين، كما أوصت الندوة التي اختتمت فعالياتها أمس بدعم مجلة الخيال العلمي والعمل على إصدار عددين في السنة أحدهما بالإنكليزية والثاني بالفرنسة لإيصال رسالتنا إلى الغرب. إضافة إلى اتخاذ سورية مقراً مؤقتاً لرابطة كتاب الخيال العلمي ريثما يتم تحديد المقر الدائم. كما أوصت الندوة بدعم كتّاب الخيال العلمي من خلال نشر كتبهم وأبحاثهم عبر وزارة الثقافة ومنظمة «ألكسو» ودور النشر الخاصة.

ويعتبر هذا النوع من الندوات أحد أهم الندوات التي تنعقد على مستوى الوطن العربي لما تحتويه من محاضرات متنوعة، والعدد الكبير من الموضوعات سواء كانت علمية أم في مجال الاستشراف وربط الخيال العلمي بالفلسفة وعلم النفس لأن الخيال العلمي ليس مجرد كتابات تتناول العلم وإنما تتناول الإنسان كوحدة في هذا الكون الواسع سواء بالإنسان ذاته أو كخلية حية أو ما يتصل به في الكون كله فهو وحدة من وحدات الكون.
وحضر الندوة باحثون سوريون إلى جانب عدد من الباحثين من الدول العربية والأجنبية. وتم خلال هذه الندوة التي ترعاها وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عقد جلسات مكثفة تناولت العديد من المحاور الهامة كالعلاقة بين التقدم التقني وأدب الخيال العلمي، والعلاقة بين أدب الخيال العلمي والسياسة ونهاية العالم في الخيال العلمي وغيرها...
وقدم الدكتور طالب عمران محاضرة قيمة بعنوان «الأجيال الرقمية وعوالم المستقبل في أدب الخيال العلمي» قال فيها: إنه عند الحديث عن الأجيال الرقمية فإنه ومباشرةً يخطر ببالنا فكرة أننا نتحدث عن الحاسوب وإنجازاته المستقبلية».
وأشار عمران إلى أن الحواسيب في تطور مستمر ويمكن فيما بعد أن تدخل تكنولوجيا جديدة أيضاً وأن يصبح الحاسوب في يوم ما المنفذ الفعلي لكل أوامر البشر. وأكد عمران أن الخوف من سيطرة الحواسب علينا موجودة واصفاً ذلك بالأمر القائم حالياً، وتندرج في إطار السيطرة «غير المباشرة»، وتساءل عمران: هل سنصل إلى زمن يصبح فيه للحاسوب قدرة على السيطرة علينا واستعبادنا كلياً؟
وفي تصريح لـ«الوطن» قال صلاح معاطي من جمهورية مصر إن أهم تعريفات الخيال العلمي هو أن هذا النوع من الأدب يعتمد على المزج الدرامي بين العلم والأدب بحيث ينطلق الموضوع من حقيقة علمية، وعند تناول قصة من الخيال العلمي، يجب الانطلاق من حقيقة علمية واضحة ومقاييس علمية ولذلك فإن هذا الخيال لا يكتب علماً وإنما يكتب أدباً في فلك وإطار علميين يدور حوله وضمنه. ولذلك يضيف معاطي «يجب أن تكون جميع مقاييسنا في هذا المجال حقيقية». وبذلك– يقول معاطي- لا يمكننا الكتابة أو الحديث عن كوكب خال من الأوكسجين أو أنه يمكن الهبوط على سطحه للعيش فوقه، وأكد معاطي أن هذا ما سيجعلنا نصطدم بالخرافة إذا تجاوزنا الحقائق العلمية. وأكد معاطي أنه عند الجرأة في تناول بعض الموضوعات التي تحتاج إلى الكثير من الإبحار في الخيال يجب أن نكون هنا محكومين بالحقائق العلمية وأن نتخيل كما ينبغي ليس كما نريد.
وتحدث معاطي عن «غير المختصين» الذين يدخلون في الموضوعات العلمية ورأى أن كاتب الخيال العلمي يجب أن يكون ملماً بكل تفاصيل العلم، وعندما ينطلق من خياله يجب أن ينطلق من خلال هذه المقاييس المنضبطة.
وفي سؤال حول ما الذي يمكن أن يؤسسه الخيال العلمي غير المنضبط أجاب معاطي: «إن الخيال العلمي غير المنضبط هو إبحار في الخيال المبالغ فيه، ومن يرد الكتابة مثل «أليس في بلاد العجائب» أو «رحلة جول فيرن» وغيرها فليكتب ولكن هذه الكتابة ليست خيالاً علمياً ولا تؤسس لأدب خيال علمي».