محافظ رام الله والبيرة د.ليلى غنام في حوار خاص:
الانتخابات هي عرس وطني ديمقراطي للشعب الفلسطيني، ومن حقه أن يمارس هذا الحق باستمرار وليس لمرة واحدة
الانتخابات هي عرس وطني ديمقراطي للشعب الفلسطيني، ومن حقه أن يمارس هذا الحق باستمرار وليس لمرة واحدة
مقاطعة حماس والجهاد الإسلامي للانتخابات تضرّ بالشعب الفلسطيني قاطبة
المرأة الفلسطينية تختلف في واقعها وحياتها عن أية امرأة في الوطن العربي، كونها كانت دائما شريكة في النضال الفلسطيني
لا ننكر أن هناك ضعف في الإعلام السياسي الموجَّه للخارج، ونتمنى أن نتخطى هذا الضعف
محافظة رام والبيرة هي من أكثر المحافظات التي يقع على عاتقها أعباء كثيرة، وعلى البنية التحتية الخدماتية فيها، كونها مركز الحراك الاقتصادي والسياسي
حوار خاص بـــالوسط اليوم أجراه جميــل حامد
رام الله - العهد
هي المرأة التي تتربع على عرش القرار في أكبر المحافظات تفاعلا وحراكا،وهي البوصلة التي تؤطر القول بالفعل، وتغلف المكان بفسيفساء الأمل، هي المرأة التي تقول: هناك نساء فلسطينيات كثيرات في أغلب الأحيان أفضل من ليلى غنام،لكنها فرصة الإحتكاك التي تلفت الإنتباه، والإهتمام هي القادرة على منح المرأة فرصة القيادة
في مكتبها بمحافظة رام الله والبيرة كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة ليلى غنام، للتواصل مع اخر المستجدات على الساحة الداخلية،وللوقوف على آخر الترتيبات المتعلقة بإمتحانات الثانوية العامة من جهة،وبالانتخابات البلدية من جهة أخرى.....التفاصيل
_ نبدأ من مهامكم ما مدى استقلاليتكم كمحافظين في إتخاذ القرارات ؟
د.غنام: بطبيعة الحال، بحسب القانون الفلسطيني، وبحسب المرسوم الصادر عن الرئاسة الفلسطينية عام 1994، هناك نصّ واضح عن دور المحافِظ وآلية عمله، وهذا واضح ومعروف، لأن المحافظ هو ممثل السيد الرئيس، وعلاقته بالرئاسة مباشرة كما في باقي المحافظات، فهل قرارنا مستقل أو مرتبط بالرئاسة؟
كأننا نجيب على السؤال بشقين، فهو مستقل بالقرار الآنيّ، يعني؛ أي لا نرجع للرئاسة في كل قرار نريد اتخاذه، ولكن هذا مبني على أساس القانون والنظام واللوائح التي تحكم أنظمة عمل المحافظات، ونعلم أين هي حدود المحافظ والصلاحيات التي تمكنه من اتخاذ القرار.
_ حول علاقتكم بالبلدية، هل هناك توافق بين عملكم وعمل البلدية، وما مدى التنسيق بين محافظة رام الله والبيرة مع بلدياتها؟
د.غنام: المحافظة هي المظلة والإطار الأعلى في البلد رام الله والبيرة، والمحافِظ هو الحاكم الإداريّ في البلد، ويندرج وجود البلديات من ضمن المجلس التنفيذيّ للمحافظة، الذي يرأسه المحافظ، وهذه العلاقة تكون علاقة شراكة تكاملية، وبما أنّ المحافظة هي المظلة، فليس هناك أي تنافس أو تضارب، وما دام هناك معرفة كاملة في القوانين والنظم المعمول بها، فلن يكون هناك أية منافسة.
_امتحانات الثانوية العامة على الأبواب. ما هي الترتيبات التي اتخذتها محافظة رام الله والبيرة، لضمان سيْر الامتحانات بالشكل السليم؟
د.غنام :في كل سنة يكون امتحانات الثانوية العامة (موسم)، ونهنئ التربية والتعليم فيه، وكل عام والكل بخير، وهذه خلية تعمل في المحافظة، ومديرية التربية والتعليم في رام الله بالذات هي من أكبر المديريات في المحافظات الأخرى. هذه السنة عندنا 59 قاعة لامتحانات الثانوية العامة في المحافظة، وعندنا ثلاثة مراكز للتصحيح، ومن البداية أوعزنا للشرطة بالترتيب، وستكون على أبواب القاعات يوميا للحراسة حتى نهاية الامتحانات، وفي المراكز الأخرى ستبقى على مدى 24 ساعة؛ على مديرية التربية ومراكز التصحيح، كوْنها تحتوي على أوراق الامتحانات. التربية والتعليم تضعنا في صورة الوضع، علمًا بأن المديرية هي من أعضاء المجلس التنفيذي للمحافظة من البداية، ونرتب معهم ونوعز للشرطة بمتابعة العمل، وحقيقة نحن نتابع المدارس وسير العمل فيها طوال العام، ليس فقط خلال الامتحانات، ولكن نركز أكثر خلال الامتحانات، كونها فترة عصيبة على الطلاب والأهل والمدرسين، ونقوم بزيارات تفقدية، على رأسها الزيارة الأولى بمرافقة السيد الرئيس، لاهتمامه وتشديده الدائم على متابعة أمور الطلبة والمعلمين في الوطن، بعدها نقوم بزيارات تفقدية للقاعات، وووضعتُ خطة حتى نغطي قاعات الامتحانات، وكي نشعر المعلم والطلبة بمدى الاهتمام الذي نوليه لهم كممثلين للسيد الرئيس، وسنبقى على متابعة كاملة مع التربية والتعليم حتى انتهاء الامتحانات والتصحيح وإعلان النتائج بإذن الله.
_اللجنة المركزية لحركة فتح أقرّت إجراء انتخابات لبلدية محافظة رام الله والبيرة. أين تجد نفسها في الترتيبات لانتخابات البلدية؟
د.غنام :حاليًّا هي فترة طوارئ؛ امتحانات وانتخابات، وفترة ضغط على المدرسين الذين يقع عليهم العبء الأكبر في موضوع الانتخابات، كما هو الحال في موضوع الامتحانات، فالانتخابات هي عرس وطني ديمقراطي للشعب الفلسطيني، ومن حقه أن يمارس هذا الحق باستمرار وليس لمرة واحدة، فجاء قرار السيد االرئيس واللجنة المركزية بإجراء الانتخابات ب 17-7 -2010 بإذن الله، ودوْرنا كمحافظة وإطار أعلى بالبلد أن نراقب العملية الانتخابية، ونتابع مع الحكم المحلي ومع الفصائل كافة لتذليل أية مشكلة تواجه الانتخابات، للوصول للتوافق قدر الإمكان بين المواطنين، وهذا نابع من دور المحافظة في حفظ السِّلم الأهلي، ونحن حريصون أن يمارس المواطن الفلسطيني حقه ضمن إجراءات أمنبية سليمة، وضمن توافق بين المواطنين أنفسهم، دون حدوث أية إشكاليات من أية جهة كانت.
_برأيكم؛ ما مدى انعكاس مقاطعة حماس والجهاد الإسلامي لانتخابات البلدية؟
د.غنام :من وجهة نظري؛ مقاطعة حماس والجهاد الإسلامي للانتخابات تضرّ بالشعب الفلسطيني قاطبة، وأنا شخصيا أخجل أمام الرأي العام الدوليّ من هذا الانقسام الشنيع، والسيد الرئيس ما زال يمدّ يده للإخوة، ونقول الإخوة وسنبقى نقول الإخوة، لأن هذا نابع من تربيتنا الفتحاوية التي تربينا عليها، وربّانا عليها الشهيد أبو عمار، واستمر فيها السيد الرئيس أبو مازن، ولا زال يمدّ يده للإخوة للمصالحة، وقد وقعنا على الورقة المصرية بغض النظر عن بعض الملاحظات، لكن السيد الرئيس أصرّ على التوقيع، حتى يحمي وينشل الشعب الواحد الذي ضحى كثيرا، حتى وصل الى منتصف الطريق، ونحن مازلنا في منتصف الطريق، ولكن اختلفنا قبل أن نصل الى الدولة المستقلة، وما زالت أمنيتنا مشاركتهم بالانتخابات، حيث أن هذا الخلاف هو إساءة للشعب الفلسطيني، والذي قبل نتائج الانتخابات مرة يجب أن يقبل بها مرات، فالعملية الديمقراطية يجب أن تستمر، ولكن ليس لمرة واحدة فقط.
_لكل دولة مقومات، ود. سلام فياض وعد بإقامة الدولة في غضون سنة أو سنتين. بتقديركم كمحافظ لرام الله والبيرة، هل الفلسطينيون في رام الله والبيرة وغيرها من المحافظات تمتلك البنى التحتية ومقومات إقامة الدولة؟
د.غنام :بطبيعة الحال كل الاحترام لدولة رئيس الوزراء، فرئيس الوزراء يمثل حكومة السيد الرئيس محمود عباس، وهذا التوجه نابع كون الشعب الفلسطيني بكامله وبحكومته، لديه الإصرار والأمل والتحدي بأنه قادر على بناء الدولة، فالشعب الفلسطيني كان يفتقر للكثير من المقومات، ولكن الأساس؛ هو امتلاكنا للكوادر البشرية، والإيمان والأمل بأننا قادرون على إقامة الدولة. هناك بعض المنغصات الخارجبية، وهناك كان قرار واضح، فحديث السيد الرئيس بأنه لن تقوم دولة من جانب واحد، يقودنا أيضا للقبول بالمفاوضات الأخيرة، لنُعلِم العالم بأكمله بأن الشعب الفلسطيني يريد السلام ويمضي إليه، ويطمح في إقامة دولته الى جانب دولة الآخر، بغض النظر عن تغطرس هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، التي نعلم بأنها من الصعب جدا أن تعطي شيئا، في ظل هجمة الاستيطان والتهويد وجدار الفصل العنصري والاعتداء على المقدسات، ولكن نحن نقول للعالم أجمع، أننا شعب يريد الحياة ونطمح بها، وذهابنا الى المفاوضات لن يفيدنا بشيء كما يطرح البعض، وكانت خطوة جرئية من السيد الرئيس واللجنتين المركزية والتنفيذية والحكومة في هذا القرار، حتى يتكشف الوجه مرة أخرى للإسرائيليين بأنهم لن يعطوا شيئا.
_كمحافظين في الضفة الغربية، ما مدى تواصلكم مع الإخوة في الداخل مع عرب 1948؟
د.غنام :نحن دائما نقول: الفلسطيني فلسطيني بغض النظر عن مكان وجوده، ففلسطين ليست الضفة الغربية وغزة، فلسطين الضفة وغزة، وأصل فلسطين هي الداخل 1948، وبالأمس كنت أتابع مقابلة مع السيد الرئيس على قناة النيل، وقال بالحرف الواحد: هم فلسطينيون أكثر منا، فنحن هربنا لكن هم بقوا، خوّنّاهم وقلنا أخذوا الجنسية، فما معنى أن يأخذوا الجنسية، يكفي أنهم حمَوْا الأرض وما زالوا قائمين عليها، رغم المنغصات والاعتداءات التي نعلمها تماما، ونعلم ما يتعرضون له وما حجم معاناتهم بسبب هذه الهوية، وبسبب وجودهم بالداخل، ونطمح دائما ونعمل على التواصل مع الإخوة في الداخل، ودائما متعطشون لأخبارهم، سواء كنا مواطنين أو ممثلين للرئاسة أو مسؤولين. أكيد أنت تتابع برنامج عبر الخط الأخضر، الذي يبث على تلفزيون فلسطين، وتتابع أصداءه الرائعة على الأرض، ومدى متابعة الناس ومحبتهم لهذا البرنامج.
_ما هي خطتكم المستقبلية لمحافظة رام الله والبيرة؟د.غنام :محافظة رام والبيرة هي من أكبر المحافظات التي يقع على عاتقها أعباء كثيرة، وعلى البنية التحتية الخدماتية فيها، كونها مركز الحراك الاقتصادي والسياسي، أعني؛ إداريّا وماليّا للسلطة. وأنا دائما أقول مركز حراك، وليست عاصمة مؤقتة، لأن عاصمتنا المؤقتة والدائمة هي القدس الشريف بإذن الله، فمحافظة رام الله كونها تضم رئاسة السلطة والحكومة والممثليات والهئيات الدولية، يقع على عاتقها حمل كبير من حيث الخدمات، لذلك نحن نعمل مع الإخوة في البلديات والمؤسسات، حتى ننهض بالمحافظة، وحتى نستطيع تقديم الخدمات لهذا العدد الهائل من المواطنين، ونحن بصدد وضع خطة استراتيجية للمحافظة لمدة 3 سنوات، بمشاركة التعليم المستمر في جامعة بير زيت وأصحاب التخصص، ونطمح أن نحقق توأمة مع بعض المحافظات في الخارج للتشارك ولخبرتهم طبعا، بما يتلاءم مع الواقع الفلسطيني وطبيعة رام الله والبيرة. هناك بعض المشاريع المشتركة التي نحن مظلة لتنفيذها في محافظتنا، فنحن نسير بخطة علمية بما يتلاءم مع الحراك السريع والتغيير السريع الذي يسود المحافظة، كالاستثمار الذي ازداد نتيجة للاستقرار الأمنيّ الحاصل في السنوات الأخيرة في محافظتنا والمحافغظات الأخرى، والذي يلعب دورا في تشجيع المستثمرين من الخارج للاستثمار والاطمئنان على أموالهم، ولدينا العديد من الخطط، وخطوْنا بطلب لتوسيع هيكلية المحافظة، بما يتلاءم أيضا بمؤسسة ومحافظة، وبما يتلاءم مع حجم الخدمات التي نقدمها على أرض الواقع.
_محافظ رام والبيرة امرأة من رام الله، ورئيس بلدية رام الله امرأة من رام الله! هل برأيك أنصِفت المرأة الفلسطينية على المستوى القيادي والإداري؟
د.غنام :كما أقول دائما، المرأة الفلسطينية تختلف في واقعها وحياتها عن أية امرأة في الوطن العربي، كونها كانت دائما شريكة في النضال الفلسطيني، وكانت بأغلب الأوقات هي الرقم واحد في البيت الفلسطيني، فهي زوجة الشهيد وأم وأخت الشهداء، وكانت زوجة الأسير والأسيرة والشهيدة، فطبيعة المرأة الفلسطينية تختلف عن الكل بتجربتها الغنية في الحياة، وباحتكاكها بالواقع والأرض، مما جعل لديها تراكم كمي من الخبرة، ومنحها التحدي والإصرار على أن تكون قيادية، ويأتي ذلك أيضا ضمن دعم السيد الرئيس وحكومته للمرأة الفلسطينية، ووفائه بوعده في برنامجه الانتخابي، الذي وعد بإنصاف المرأة والشباب، ونحن نطمح بالأكثر، فهناك نساء فلسطينيات كثيرات في أغلب الأحيان أفضل من ليلى غنام، لكن المواقع التي عملت بها، وبحكم الاحتكاك وفرصة القرب من مركز صنع القرار، أتاح لي الفرصة بلفت الانتباه، لكن هناك نساء أفضل مني بكثير، أتمنى أن يكُنَّ بمواقع صنع قرار قريبًا.
_رام الله والبيرة مركز الإعلام الفلسطيني؛ سواء على صعيد الإعلام الورقي أو الإلكتروني، أو على صعيد المرئي والمسموع. كيف تقيم د. ليلى غنام الإعلام الفلسطيني، في خدمة القضايا المحلية الخدماتية، والقضايا المركزية السياسية؟
د.غنام :في القضايا الخدماتية والإعلام المحلي اليومي والخدماتي يوجد رضا لدينا بتغطية هذه الأمور، وعن التطور الحاصل بغض النظر عن نوع هذا الإعلام، ولا ننكر أن هناك ضعف في الإعلام السياسي الموجَّه للخارج، ونتمنى أن نتخطى هذا الضعف، فقد كان هذا الضعف موجودا في ظل تطور الماكينة الإعلامية الإسرائيلية، ودائما قضيتنا هي الأعدل، لكننا غير قادرين على توصيلها بالشكل الصحيح في ظل ماكينة الآخر القوية، وقد وصلنا لمرحلة أفضل، لكن نتمنى أكثر حتى نوصل للعالم بأن القضية ليست صراع، وليست قضية طرفيْن متساويين في موازين القوى، فهذا احتلال فيه ضحية وجلاد، ودورنا كان ضعيفا في إظهار هذه الحقيقة في الاعلام الخارجي.
_ما هي علاقة محافظة رام الله والبيرة بالقدس؟
د.غنام :نحن نكمل بعضنا بعضا، وفي ظل الظروف الراهنة أغلب المؤسسات الخدماتية للعاصمة القدس تقع على أرض محافظة رام الله والبيرة، مثل بعض الأجهزة الأمنية وبعض المديريات، ورام الله والبيرة هي أكناف بيت المقدس، فنحن نكمل بعض، وحتى الشوارع مشتركة،هي علاقة تكاملية، لذلك نحن جاهزون للمساعدة في أي شيء ،حتى تكون محافظة القدس قائمة ومستقلة كمحافظة تعيش ملامح طبيعية، لأن محافظة القدس يقع عليها عبء كبير من الخدمات، نتيجة الهجمة الإسرائيلية والوضع السياسي للقدس، فهم لا يعيشون كباقي المحافظات الأخرى في ظل هذه الظروف والملاحقات والمداهمات من قبل الاحتلال
التعليقات (0)