مواضيع اليوم

د.سعاد الصباح باستضافة العنود سعود

العنود سعود

2009-04-23 16:01:34

0

تحقيق صحفي مع الدكتورة سعاد الصباح

- نشر - بجريدة الشرق القطرية بملحق بالقطري الفصيح

 

 

 

هي شاعرة تقطف النجوم وتصنع لك منها عقدا تهديك إياه على شكل قصيدة تتلألأ بعينيك وتبرق بأحاسيس وجدانك ! لا تكتب بالقلم بل القلم هو من يكتب بها ومن خلالها ..! هي مدينة تفيض بالمشاعر الدفيئة إمرأة حاربت وجاهدت كي تصل بحرفها إلى ملايين القلوب النابضة حين تقرؤوها تشعرها وحين تشعرها تعرف من هي ومن تكون فللحس عندها مذاق وطعم مميز ومختلف هي أميرة الكلمات وشاعرة النبضات د. سعاد الصباح المرأة المغزولة بخيوط الشمس ودفء المشاعر حدثتنا وأمتعتنا وكشفت لنا عن بعض مكنوناتها ..


تحقيق الشاعرة والكاتبة القطرية عنود الليالي
an-al@hotmail.com


كان أبي رحمه الله أول من يقرأ سطوري
" آخر السيوف " هي درة ما كتبت بالصورة
والصدق والمضمون .

لكل امتياز ثمن وقد دفعت هذا الثمن غالياً    
ولدت وتربيت مقاتلة

نزار قباني جامعة شعرية هطلت بأمطارها   

تجربتي في الشعر النبطي جاءت في مرحلة معينة
ومحدودة

مجد الشعر قد تراجع عما كان عليه قبل خمسين
عاماً
لا تزال المرأة أسيرة كل الضغوط
الشعر ليس عطاء مادياً يقاس وفق قواعد الحساب

دار سعاد الصباح للنشر " لم توجد أساساً لتخدم
صاحبتها
ظروفي الصحية منعتني عن جمهوري

مزاج الطرب الذي تقوده الفضائيات معني
بالشعر الشعبي أكثر
حالة الأمة العربية لم تعد تنفع معها قصائد
الشعر ولا كلمات الإبداع

والورود تعرف الغضب آخر ما اصدرت


بداية الكل يعرف من هي الدكتورة سعاد الصباح ولا تخفى على القارىء الكريم هذه الشخصية التي طالما أثرت الشعر الفصيح ولكن لو طلبنا منكم بضع كلمات عنكم فماذا تقول لنا شاعرتنا الكريمة عنها .


سعاد محمد الصباح ، مواطنة كويتية . تكتب الشعر والدراسات الاقتصادية والسياسية و الوجدانية . ترأس شركة دار سعاد الصباح للنشر . عضو مؤسس في أكثر من ثلاثين منظمة ومؤسسة ثقافية وإنسانية ونسائية تحمل شهادة الدكتوراة في الاقتصاد وترأس مجلس إدارة " شركة المجموعة العملية القابضة " ، وصندوق عبد الله مبارك الصباح الخيري . و دار سعاد الصباح للنشر أصدرت 20 كتابا في الاقتصاد والسياسة و15 ديوان شعر .

 

تذكر الدكتورة سعاد الصباح بدايتها الشعرية وأولى سطورها التي رأت النور فمن الذي ساند سعاد الشاعرة معنوياً وكان بجانبها حينما بدأت تغزل أولى كلماتها .

كان أبي رحمه الله أول من يقرأ سطوري فاسمع منه الرأي الناصح والتشجيع الذي يحتاجه كل مبدع في بداياته . لقد كان رحمه الله سندي الأول ومعيني في البحث عن الكلمة الأدبية وتوجيهي نحـو الأصـوب في اختيار ما أقرأ ، الأمر الذي أعطاني زخماً للمتابعة وللثقة بالنفس .

هل تذكر لنا الدكتورة سعاد الصباح أول قصيدة لها كتبتها وأول قصيدة نشرت لها وما هي القصيدة التي تعتز بها والقصيدة التي لاقت شهرة واسعة وتركت أثراً لدى متذوقي الشعر والنقاد .

أنت تسألين أمراً مضى عليه خمسون عاماً فلم يبق في الذاكرة منه ما يذكر . أمـا القصيدة التي تشيرين إليها فربما كانت " فيتو على نون النسوة " أو " كن صديقي " ، ولكن بالنسبة لي فإن قصيدة " آخر السيوف " هي درة ما كتبت بالصورة والصدق والمضمون .

الدكتورة سعاد الصباح من الأسرة المالكة وقد يرى البعض أن من يعيش بأسرة مالكة ولديه واجهة اجتماعية كبيرة لا تصادفه العقبات وكل الأمور مهيأة له تماماً ولكن لا شك أن للجميع عثرات وعقبات وحجار يتعرض لها أثناء سيره ومحاولته الوصول إلى هدفه فهل واجهت الدكتورة سعاد عقبة في بداية طريقها وإن كان كل ذلك فما هي العقبة وكيف تجاوزتها سعاد الإنسانة.

لكل امتياز ثمن وقد دفعت هذا الثمن غالياً بما تعرضت له من أذى بسبب هذا الانتساب المشرف فضلاً عن عداء غير مبرر ضد أي إبداع نسوي في مجتمع لم يتعود أن يرى المرأة في طليعة القافلة . لقد حصدت من الحملات ما كاد يصل إلى حدود السفه ولكنني ولدت وتربيت مقاتلة فلم تضعفني الحملات ولا هي ألغت خيطاً في تكويني أو خفضت صوتي . منذ البدايات كنت أدرك بعمق من أنا وماهي الإلتزامات التي تترتب على كوني سعاد الصباح ، ولكن هذا الإدراك ترافق مع إيماني بدور أؤديه كإنسانة دون خوف ، ودون تفريط .


كثيراً من خلال متابعتي لكم أرى نزار قباني يقفز من أحاسيسكم وأشعر بأن لهذا الشخص حضوره الكبير لدى سعاد الشاعرة والإنسانة فماذا تستطيع شاعرتنا تحديثنا عن هذا الرجل وأثره بك كشاعرة .

لا أحد يقفز من أحاسيس أحد . أما شاعرنا الكبير نزار قباني فقد كتبت عنه وقلت فيه ما يستحق من إكبار. لقد وصفته بأنه جامعة شعرية هطلت بأمطارها فوق القصائد لعشرات الشعراء العرب وقد أثر في جيل كامل من المبدعين شعراً . ومن كان يعرف أنه في حديثه العادي يقول شعراً يعرف أنه سوف يترك أثره على كل من عرفه أو أتصل به من رواد الكلمة .

الشاعرة الدكتورة سعاد لها حضورها القوى والكبير في الشعر الفصيح ولها كذلك إنجازات جميلة ورائعة بالشعر النبطي فلماذا طغى الفصيح علـى روح شعـرها وكيـف لهـا أن تصف إحساسها بالشعر الفصيح والنبطي ( العامي ) وأين تجد نفسها أكثر .

لقد كان الشعر المقفى والموزون هو البداية وطال كذلك لسنوات طويلة . أما تجربتي في الشعر النبطي فقد جاءت في مرحلة معينة ومحدودة وعـدت إلى القصيــدة العموديــة وشعر التفعيلة ليصدر بها ديوانـي الجديـد " والورود تعرف الغضب " . والـذي أجد نفسي فيه أكثر قدرة على التعبير وعلى تشكيل الصورة والموسيقى .


كيف تنظر الشاعرة د . سعاد لمستوى الشعر الفصيح في الوقت الحالي ولماذا قل ظهور المرأة الشاعرة المتمكنة بالشعر الفصيح .

شأن كل إبداع عرف الشعر ويعرف حقبات تتميز بالثراء ، سواء في عدد المبدعين أو في عطاءاتهم . ومثل هذه الحقبات تكون شاملة في حقولها فتسمى مرحلة النهضة ، وهو ما عرفناه في حياتنا الشعرية خلال الستين أو السبعين عاماً المنصرمة إذ عرف العرب في حينها بواكير تقتح المواهب وظهور الحركات الفكرية والسياسية التي شهدت بدايات الاستقلال الوطني وتحرر شعوبنا من الاستعمار والانتداب . ويبدو لي اليوم أن الانتكاسة التي تلف حياتنا عامة قد أصابت الشعر أيضاً لذلك فإن مجد الشعر قد تراجع عما كان عليه قبل خمسين عاماً . وعندما رحل عمالقة الشعر لم ننعم بمواليد في حجمهم ولم نشهد علامات تؤشر إلى عطاء يملأ دنيانا كما كان حالنا من قبل . أما المرأة فقد كان نصيبها من الريادة الشعرية قي تلك الحقبة ضئيلاً نسبياً ، ولا يزال ، إذا أنها تخضع للمعادلة ذاتها التي يخضع لها الرجل والتي تصرف إبداعها عن المسار الشعري ليصب في مسارات أخرى .


تحدثت الشاعرة في قصيدتها عن قضية تحريم الكتابة والشعر فـي محيطنا الخليجي ووأد مشاعر المرأة واحتكارها فقط للرجل فهل ترى الدكتـورة سعاد أن هذه النظرة تلاشت واختفت أم مازال لها بعض الشوائب العالقة .

لا تزال المرأة أسيرة كل الضغوط التي عرفتها على مدى القرن الماضي ، ولا تزال القوى الساعية إلى حرمانها من حقوقها الطبيعية تجهد في ضغوطها لاستمرار الحرمان والتحريم . وباستثناء شرارات من نور تضيء هنا وهناك ، مثل حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية ، فان التغيير قليل ومحدود ، إلا في جوانب المشاركة في الحياة الاقتصادية ، حيث لا تستطيع آلة المنع أن تغلق كل نوافذها . إن حال المرأة أفضل نسبياً ولكنها إذا لم تقاتل من أجل استكمال حريتها فإنها ستظل أسيرة مفاهيم التخلف التي حرمتها من هذه الحقوق مئات السنين .

الدكتورة سعاد أحيانا يكتب الشاعر من واقع تجربة عاشها أو معاناة تكبدها أو تجربة لشخص آخر يتقمص بها أحاسيسه وأحيانا يكتب من واقع خياله أو وحي إلهامه فكم نسبة الخيال لديك وهل أغلب ما كتبتيه من واقع حياتك فلنعطي نسبة مئوية للواقع والخيال .

من المستحيل استخلاص نسبة ما من العطاء الشعري وتحديد مصدر الإلهام فيها . الشعر ليس عطاء مادياً يقاس وفق قواعد الحساب . وباستثناء الشعر الوطني أو الرثاء فإن معظم ما تكتبه الشاعرة العربية يقع ضمن التخيل وضمن التجربة المنقولة إليها عبر القراءة أو الاتصال أو التصور .


دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع خير مثال لدعم الشاعر وتبني مؤلفاته . برأي الدكتورة سعاد الصباح إلى أي مدى تخدم الدار الشاعر ومن يشرف على المسابقات من حيث لجان التحكيم وخلافه .

" دار سعاد الصباح للنشر " لم توجد أساساً لتخدم صاحبتها ، بل العكس هو الصحيح . لقد أقمت الدار لتكون منبراً وجسراً ثقافياً بين المبدع والقارىء وكل ما قدمته الدار وتقدمه يصب في هذا الاتجاه فقط . والشاعر لا يخدمه شيء غير إبداعه . أما المسابقات فيتم اختيار المحكمين والمحكمات لكل مسابقة حسب اختصاصها . وتعتز الدار بأن طاقم التحكيم لجميع مسابقاتها يضم كل عامين مجموعة من كبار الأساتذة والنقاد ، والذين يتم اختيارهم بعناية واحترام من قبل الهيئة المشرفة على المسابقات برئاسة مدير عام الـدار .

الدكتورة سعاد الصباح حاضرة بالأمسيات ولكن في الآونة الأخيرة قل ظهورها داخل الخليج وخلفت عطشا كبيرا ورائها بقلوب محبيها فلماذا هذا الغياب .


لقد تراجع عدد المرات التي استطعت فيها تلبية الدعوات لإحياء الأمسيات الشعرية داخل الكويت وخارجها وذلك لأسباب خاصة مرتبطة بظروفي الصحية التي حرمتني خلال الفترة الماضية من فرصة لقاء جمهوري . وأمل أن تسمح لي هذه الظروف خلال العام الحالي بتلبية الدعوات الموجهة إلي لهذا الغرض فاحقق لعشاق الشعر ولذاتي هذا التواصل الجميل .


هل للدكتورة سعاد الصباح زاوية يومية بجريدة أو مجلة أم أنها تكتفي بالدواوين والأمسيات بين الفينة والأخرى .


سبق وإلتزمت بالكتابة في العديد من الصحف والمجلات ولكن مشاغلي الأسرية والشخصية والاجتماعية لم تعد تسمح لي بالتفرغ للكتابـة المنتظمة والتي تفرض على صاحبها الإلتزام الدقيق بمواعيدة النشر ، وهو أمر غير متاح لي حالياً .

تغنى العديد من المطربين بأشعار د. سعاد الصباح ولكن لماذا لم نعد نرى ونسمع عن تعاونات أخرى حيث لمعت قصائدها بحناجر مطربي العرب ولمعت حناجر المطربين من قصائدها فللدكتورة سعاد حسا مختلفا .


لقد سعدت بأن غنت قصائدي نخبة من الأصوات الكويتية والعربية ، منها مثالاً لا حصراً السيدة ماجدة الرومي ، أصالة ، سوزان عطية ، هاني شاكر ونجاة الصغيرة و مجموعة كبيرة من أصحاب الأصوات الرائعة في الكويت والخليج العربي . و أنت تعرفين بالطبع أن الملحن أو المطرب هو الذي يبادر لاختيار قصيدة ما ثم يستأذن في التلحين والأداء . ويبدو أن مزاج الطرب الذي تقوده الفضائيات معني بالشعر الشعبي أكثر مما هو معني بالقصيدة ، لذلك فأن ظهور قصائد جديدة للشعر العمودي أو لشعر التفعيلة ليس متيسراً في هذه المرحلة الغنائية .

 

الشاعر هو الإنسان ومشاعره واحده لا تتجزأ وسموك عضو مؤسس بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان فكيف تنظرين لواقعنا الذي نعيشه من حروب وصدامات وكيف تستطيع الشاعرة نصرة أمتها .


إنه الزمن الأسود الذي يعيشه العرب . الفتن بينهم هم صانعوها والهزائم التي تلاحقهم في كل مكان مولودة في عقولهم وفي عجزهم عن الارتقاء إلى سوية الشعوب المتقدمة . إن التخلف الذي يلف الحبل على عنق الأمة العربية قد أدى إلى شلل إرادتها وإلى إنهيار القيم القومية والإنسانية لدى الإنسان العربي الذي يصلح نموذجاً للفشل وللعجز وللضياع . ويبدو لي أن حالة الأمة العربية لم تعد تنفع معها قصائد الشعر ولا كلمات الإبداع لأننا وصلنا إلى نهاية المرحلة الأندلسية الثانية .

ما آخر ديوان صدر للدكتورة سعاد وهل من أعمال شعرية قادمة تروي بها سعاد قلوب الظامئين لها شعرا .
صدر ديواني الجديد " والورود تعرف الغضب " منذ عامين وضم 24 قصيدة جديدة . و آمل أن تستحق الأوراق التي أخبيء فيها بعض العطاء أن تكون ديواناً جديداً في القريب من الأيام .

 

 

تحقيق الشاعرة والكاتبة القطرية عنود الليالي
an-al@hotmail.com

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات