د.ماري توتري في حديث لموقع العرب:د.توتري:الإسلام بريء من القتل على شرف العائلة ووضع العربيات مقلق أكثر من ليبرمان
شرف العائلة هي بدعة يستعملها الرجل لتعزيز مكانته على المرأةالعرب في حالة ضياع وقيادة المجتمع العربي لا تقرأ الصورة الصحيحة للمشاكل التي يواجهها مجتمعناظاهرة قتل النساء على خلفية شرف العائلة متخلفة ومتناقضة تماما لمن يدعي أن الدين الإسلامي يسمح بهاحنين زعبي تعتقد أن الكنيست ليست المنبر الأساسي لطرح قضايا تخص المرأة لأنها حاولت أن ترفع سن الزواج لكنها لم تنجحالمطلقة العربية ما زالت تعتبر كوصمة عار في نظر شرقيتنا وأويد الطلاق كملجأ للمرأة للخروج من إطار العنف الذي مارسه الزوج تجاههامسلسل باب الحارة مثلاً هو مسلسل فارغ المضمون، يعكس الهمجية المتفشية من سيطرة الرجل والعادات والتقاليد المتخلفة التي لا تتناسب مع عصرنا اليوم
عضو الكنيست يجب أن تكون سفيرة للمرأة العربية وأنا أطالب الدولة أن تحارب قضية تعدد الزوجات لأن وضع النساء في النقب بشكل خاص مزر للغايةالكنيست بمركباتها الحالية عنصرية إتجاه المواطنين العرب وهي معنية بتفاقم الاوضاع في الوسط العربي وجدول العمل في الكنيست غير ناجع ويجب ان نبحث عن البديلقتل النساء هو جزء من حالة العنف المستشري في الوسط العربي واؤكد أن ليبرمان وعنصريته يجب أن لا يكونا الشبح الذي يهابه العرب بل العنف المستشري داخل مجتمعنا العربي
--------------------------------------------------------------------------------
د.ماري توتري تؤمن أن الطاقة هي الوسيلة الأنجع لتحقيق الاهداف والطموحات، تعتقد أن الوقت الكيفي أهم من الكمي وتؤكد أن الحياة نعمة، ترفض مبدأ تعدد الزوجات وترى أن تمثيل المرأة العربية في الكنيست غير كافٍ، تؤمن أن الحياة الزوجية مشاركة تحتاج فن ومهارة لكن الإستقلالية مطلوبة، تمتعض عند سماعها عن تبادل الزوجات وتعتقد أن غالبية المجتمع العربي بعيد عن الفكر الليبرالي العلماني ومتشبث بالحركة الإسلامية، لا تهاب عنصرية ليبرمان تجاه العرب لأن هناك شبح يجتاح مجتمعنا وهو ما يحتاج للقلق والذعر.
د.ماري توتري
د.ماري توتري هي مديرة قسم المدنيات في كلية أورانيم ومحاضرة في جامعة حيفا ، فعالة وعضو إدارية في عدة جمعيات ومنها: "أجندة" وهي جمعية تساعد منظمات أخرى لإستغلال الاعلام لرفع المعرفة والثقافة في المجتمع العربي، "سكوي" وهي جمعية يهودية عربية للمساواة بين المواطنين العرب واليهود و"دراسات" جمعية تهتم في السياسات العامة إتجاه العرب في إسرائيل ولها عدة فعاليات وإصدارات سنوية، محاضرات وندوات مختلفة.
اللقب الاول حتى الدكتوراة
د.توتري درست في جامعة حيفا بعد زواجها وحصلت على اللقب الأول في اللغة الإنجليزية والفنون في عام 1980 وعملت كمدرسة لمدة 26 عاماً في طمرة وكابول وبعد تسع سنوات درست علم الاجتماع وبعدها تلقت الدكتوراة في العلوم السياسية في جامعة حيفا في سنة 2003. تزوجت د.توتري في سن الثامنة عشر وبعد اسبوعين من زواجها هاجر أهلها الى أستراليا وبقيت هي في البلاد برفقة زوجها، وهي أم لثلاث بنات، البنت البكر تعد رسالة الدكتوراة في موضوع المحاماة في جامعة تل أبيب، الوسطى تدرس اللقب الثاني في الهندسة المعمارية والصغرى تدرس للقب الأول في المحاماة والاقتصاد في جامعة حيفا. د.توتري درست ألقابها وهي متزوجة وحاولت أن توفق بين حياتها الزوجية ودراستها على أحسن وجه رغم الضغط والإرهاق اللذين كانا يصيبانها طوال الفترة ناهيك عن أنها كانت تعمل وتتعلم وتدير أسرة بشكل صحيح، تتمتع د.توتري بالطاقة الإيجابية والنجاعة في العمل وتعترف أن تقسيم الوقت مهم جدا.
تذوقت وإستلذت طعم الحياة
تعتبر د.توتري سنة 2006 سنة حاسمة بالنسبة لها حيث أنها تذوقت وإستلذت طعم الحياة الحقيقي وذلك بعد أن شك الأطباء خطأ أنها تحمل مرضا ما لتتغير نظرتها للحياة، فعندها أدركت أن الحياة نعمة وتحررت من بعض الضغوطات وأصبحت تخصص أوقات للقراءة وتستمتع بحياتها.
منحت د.توتري الوقت الكيفي لبناتها وليس الوقت الكمي، وجعلتهن يشعرن بالإستقلالية منذ جيل مبكر لكنها أكدت في حديثها لموقع العرب أنها الآن كجدة تقضي أوقاتا مع أحفادها أكثر مما كانت تقضي مع بناتها. د.توتري تؤكد أن عمل المرأة سيفتح أمامها مجالات كثيرة بالرغم من أن التوفيق بين الحياة الزوجية والعمل يتطلب المهارة. موقع العرب إلتقى د.ماري توتري في حديث شيق عن مكانة المرأة العربية في دولة إسرائيل، تمثيلها البرلماني في الكنيست، ظاهرة العنف المتفشي داخل العائلات العربية وبالإخص تجاه الزوجات، القتل على خلفية شرف العائلة.. وكان معها الحوار الآتي:
موقع العرب: هل تعتقدين أن تمثيل المرأة العربية في الكنيست كافٍ؟ وهل يتم إلقاء الضوء بشكل كاف على قضايا تخص المرأة والمجتمع العربي من خلال منصة البرلمان؟
د.ماري توتري: منذ سنة 1948 دخلت الكنيست ثلاث نساء عربيات وهن: حسنية جبارة الممثلة عن حزب العمل، ناديا الحلو ممثلة عن حزب العمل وحنين زعبي ممثلة عن حزب التجمع وهي أول إمرأة عربية من حزب عربي لها تمثيل في الكنيست. تمثيل النساء العربيات ضيل جداً، ومن المفروض أن يلقى الضوء في الكنيست على عدة قضايا تتعلق بالمجتمع العربي بشكل عام والنسائي بشكل خاص، وعلى سبيل المثال قضية تعدد الزوجات، الزواج المبكر، العنف ضد المرأة. لكن حنين زعبي (عضو الكنيست عن حزب التجمع الديمقراطي) تعتقد أن الكنيست ليست المنبر الأساسي لطرح قضايا كهذه لأنها حاولت أن ترفع سن الزواج لكنها لم تنجح. أعتقد أن عضو الكنيست يجب أن تكون سفيرة للمرأة العربية وأنا أطالب الدولة أن تحارب قضية تعدد الزوجات لأن وضع النساء في النقب بشكل خاص مزر للغاية، الكنيست بمركباتها الحالية عنصرية إتجاه المواطنين العرب وهي معنية بتفاقم الأوضاع في الوسط العربي. الوسط العربي في مأزق وجدول العمل في الكنيست غير ناجع ويجب أن نبحث عن البديل.
موقع العرب: لاحظنا في الآونة الأخيرة تفشي ظاهرة العنف الأسري وخاصة إتجاه المرأة ما هو تعقيبك على هذه الاوضاع المقلقة؟
د.ماري توتري: تسع نساء عربيات يقتلن كل سنة على خلفية شرف العائلة وهذا شيء مخز. يوجد الكثير من الجمعيات التي تعنى بهذه القضايا ومنها جمعية "كيان". إن قتل النساء هو جزء من حالة العنف المستشري في الوسط العربي، أنا اؤكد أن ليبرمان وعنصريته يجب أن لا يكونا الشبح الذي يهابه العرب بل العنف المستشري داخل مجتمعنا العربي، نصف القتلى سنويا هم من السكان العرب وهذه نتائج مقلقة للغاية، إن 46% من السجناء على خلفية جنائية هم من السكان العرب. أوجه أصبع الإتهام للجمعيات التي لا ترصد أحداث العنف ولا تعالجها عن كثب، محمد حاج يحيى هو الشخص الوحيد الذي تطرق في بحث يخص الوسط العربي في عام 2003 لقضايا العنف حيث تبين من خلال بحثه أن العنف في الوسط العربي هو ثلاثة أضعاف عن الوسط اليهودي، فعندما أخذ عينة من نساء وطلاب وسألهم عن ظاهرة العنف تبين أن نسبة لا بأس بها من الأطفال العرب شاهدوا عملية قتل أمام أعينهم وفي أوضاع محرجة!. لقد دعينا عن طريق جميعة المساواة لجنة المتابعة وبعض الجمعيات ليوم دراسي حول ظاهرة العنف ضد النساء لكن للأسف من بين مئة شخص حضر فقط سبعة أشخاص، نحن في حالة مرضية من اللامبالاة، نلاحظ في الآونة الأخيرة ان نسبة لا بأس بها من المواطنين العرب ينتقلون الى مدن يهودية ليقطنوا فيها لإنعدام توفر الأمان في الأحياء العربية لكن للأسف لا أحد يلتفت الى هذه المواضيع.
موقع العرب:ما رأيك في قضية تعدد الزوجات داخل المجتمع العربي بشكل عام والنقب بشكل خاص وكيف يمكننا أن نضع حد لإنتشار الظاهرة؟
د.ماري توتري: الحاج متولي منحنا الصلاحية الكاملة لتعدد الزوجات فنحن في مأزق، فنحن نتأثر من الأشياء السلبية التي تحدث في العالم العربي، مسلسل باب الحارة مثلاً هو مسلسل فارغ المضمون، يعكس الهمجية المتفشية من سيطرة الرجل والعادات والتقاليد المتخلفة التي لا تتناسب مع عصرنا اليوم. يجب أن يكون تشديد كبير على قضايا تعدد الزوجات مثلا في تونس أجبروا كل رجل يتزوج أكثر من إمراة أن يدفع غرامة مالية أو أن يسجن لفترة معينة، في النقب مثلا لا تمتلك المرأة القوة للتوجه إلى الشرطة. العرب في حالة ضياع وقيادة المجتمع العربية لا تقرأ الصورة الصحيحة للمشاكل التي يواجهها مجتمعنا.
موقع العرب: ما رأيك في القتل على خلفية شرف العائلة والذين يدعون البعض أنه حق مشروع للرجل؟
د.ماري توتري: ظاهرة قتل النساء على خلفية شرف العائلة متخلفة ومتناقضة تماما لمن يدعي أن الدين الإسلامي يسمح بها، الإسلام بريء من هذا الإتهام لأنه يجب أن يكون هناك أربعة شهود على عملية الخيانة وعلى المدعي أن يتوجه لرجل دين وهو الشخص الوحيد المخول بالحكم في القضية، كل الديانات تحرم القتل على خلفية شرف العائلة ولا يوجد سبب يبرر قتل أي شخص، شرف العائلة هي بدعة يستعملها الرجل لتعزيز مكانته على المرأة. مع كل النشاطات للحد من تفشي هذه الظاهرة إلا أن نسبة النساء اللواتي يقتلن على خلفية شرف العائلة في تزايد مستمر.
موقع العرب: نلاحظ في الآونة الاخيرة أن نسبة الطلاق نتيجة العنف ضد المرأة في تزايد مستمر، هل تعتقدين أن النساء يعتبرن الطلاق ملجأ لهن للهروب من أوضاع إستثنائية داخل الأسرة؟
د.ماري توتري: العنف ضد النساء هو أحد الأسباب الذي يجعل المرأة تفكر بطلب الطلاق من زوجها. المرأة العربية تتخلص حينها من العنف الجسدي الذي تم ممارسته ضدها لكنها ستعاني حتما من العنف الكلامي وخاصة من قبل نساء أخريات، المطلقة العربية ما زالت تعتبر كوصمة عار في نظر شرقيتنا، أنا أويد الطلاق كملجأ للمرأة للخروج من إطار العنف الذي مارسه الزوج تجاهها، لكن إرتفاع نسبة الطلاق مقلقة ولعلها أحيانا لأسباب غير منطقية. أؤكد أن الرباط الزوجي مقدس والحياة الزوجية تحتاج لتعلم فن ومهارات للتعايش، الحياة المثالية يجب أن تكون مبنية على المشاركة لكن بدون سيطرة فكل شخص يجب أن يترك حيزاً كافياً للآخر، على الزوجين المحافظة على استقلالية كل واحد منهما. غالبية الشبان العرب يبحثون عن إمرأة جميلة، غير متعلمة ومطيعة. فنلاحظ أن ظاهرة العزباوات في تزايد مستمر لتصل إلى 12.7% من مجمل النساء العربيات في دولة إسرائيل، غالبية النساء متعلمات ولديهن سيرة ذاتية وإستقلالية وهذا يعتبر من الأشياء التي تخيف الشاب العربي لأنها تعتبر تحدياً له، لكن أوكد أنه يوجد نساء فخر للمجتمع العربي ولسن متزوجات.
موقع العرب: هل عدد المنظمات أو الجمعيات التي تتبنى الفكر العلماني والتي تناشد من أجل حقوق المرأة كافٍ؟
د.ماري توتري: عدد الجمعيات كبير وكلها تتبنى الفكر الليبرالي المتنور، لكن المشكلة أن غالبية المجتمع لا تؤمن بهذا الفكر، نحن مجبورون أن نقر ونعترف أن غالبية المجتمع يمثل عن طريق الحركة الإسلامية التي نعتبر أن نظرتها للمرأة والمجتمع مختلف فهي لا تؤمن بالفكر العلماني والليبرالي الديموقراطي مثل حقوق المرأة فهي تؤمن بمجموعة قيم وربما لا يعتبر تعدد الزوجات أمراً أساسياً فنقاش عضو الكنيست حنين زعبي حول تعدد الزوجات كان مع الحركة الإسلامية التي هاجمتها، جمعية وفاق أقرت أنه ممكن للمرأة وحسب الدين الإسلامي أن تتساوى في الورثة مع الرجل لكنها أيضا لاقت هجوما شديدا من عدة جهات، وفي إحدى الأبحاث الاخيرة تبين أنه على الاقل نصف المجتمع العربي لا يؤمن بحقوق المرأة عندما تم اعداد بحث حول تعدد الزوجات لأن 65 % من المشاركين في البحث هم مع تعدد الزوجات في حالة عدم قدرة المرأة على إنجاب الأطفال، وفي بحث آخر تبين أن 30% من المشاركين يؤيدون القتل على شرف العائلة، جزء كبير من المجتمع العربي متخلف وما زال يؤمن بعقلية لا تلاءم القرن 21 .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
التعليقات (0)