مواضيع اليوم

د . البرادعى -ارحل من وطن لا يستحق !

أحمد قيقي

2013-01-01 00:00:00

0

بتاريخ التاسع والعشرين من ديسمبر الماضى نشرت جريدة الأهرام مقالا لرئيس تحريرها  عبد الناصر سلامة  تحت عنوان (  آ ن  للبرادعى والقرضاوى أن يرحلا )    ,   وكانت التهمة التى وجهها الكاتب للبرادعى هى الدعوة لمظاهرات فى 25 يناير الحالى لإسقاط الدستور ,   والوقوف ضد قيام دولة دينية فى مصر  ,أما تهمة القرضاوى فكونه تزعم مظاهرة فى الأزهر تدعو لإسقاط النظام السورى ,  .  وقد أثار هذا المقال ردود فعل واسعة  , فبعده بيوم واحد أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بيانا دافع فيه عن الشيخ القرضاوى واصفا إياه بأنه فقيه العصر وإمام الأمة , والخبر منشور بالصفحة الثالثة للأهرام بتاريخ 31 ديسمبر الماضى ,  تلا ذلك زيارة قام بها القرضاوى للأزهر والتقى بشيخه وهيئة علمائه ودار فيها الحديث عن قيمة الأزهر ودوره ,  وبالطبع مجاملة الشيخ القرضاوى  وإزالة أى غبار حول سيرته  , وبتاريخ 2من يناير الحالى قام وفد من محررى الأهرام بزيارة الشيخ القرضاوى وعلى رأسه مدير إدارة الجريدة  ممدوح الولى الذى هو نقيب الصحفيين  أيضا   والذى يتخذ منه معظم أعضاء النقابة موقفا  نقديا شديدا لحضوره اجتماعات لجنة وضع الدستور الذى اشتمل على مواد تتيح حبس الصجفيين   . , وكانت  هذه الزيارة تحمل فى جوهرها اعتذارا مما بدر ضد  الشيخ فى مقال رئيس التحرير  ,   . والأدهى من ذلك هذا التصريح الذى صدر من القيادى فى حزب الوسط عصام سلطان والذى جاء فيه - أنه لا يجوز الجمع بين  البرادعى والقرضاوى فى هذا المقال !      . ولى على هذا الأمر التعليقات الآتية  -1-    كاتب المقال تم تعينه من مجلس الشورى ذى الأغلبية الإسلامية , ومن ثم فإن هدفه كان تجريح  الدكتور البرادعى , بادعاء أنه يقوض استقرار مصر ,  ويقف  ضد إرادة الشعب الذى قال -نعم - للدستور ,  وإنما ذكر اسم القرضاوى ذرا للرماد فى العيون وليثبت أنه لا يهاجم الليبراليين وحدهم  , ذلك لأن القرضاوى ليس جزءا من المشهد السياسى المصرى  وأى نقد له لن يكون له أى أثر سلبى  فى المعترك السياسى -2-  لم  يسبق لى أن قرأت فى  هذه الجريدة لفظ  ( اخرس )  من بدية  رئاسة هيكل وحتى أسامة سرايا آخر رئيس تحرير للأهرام  ولكنها صدرت من رئيس التحرير الذى عينه الإسلاميون فى مجلس الشورى !- 3-   والأهم من كل ذلك أن هذا المقال قد تبعه الكثير من الدفاع عن القرضاوى الذى لم يكن مستهدفا بصورة أساسية , ولم نسمع كلمة اعتذار للدكتور البرادعى , بل ناله الكثير من التجريح وتطاول الصغار  ,   -4-   لهذا الحدث دلالة واضحة حيث يدفع النظام الإسلامى بمن وضعهم فى مواقع هامة فى منظومة الإعلام المصري أن يحاولوا تجريح الزعامات الوطنية  وإرهابهم  ودفعهم إلى اليأس  لأنهم يقفون  ضد مشروعهم  الذى يمثل خطرا داهما على ثقافة مصر ووحدة نسيجها الوطنى ,   . إن  الدكتور البرادعى هو من تصدى لاستبداد ميارك  , وقاوم مشروع التوريث  حين كان هذا النظام فى أوج قوته بينما كان معظم هؤلاء يتفاهمون معه على مشروع التوريث ويتسولون منصبا هنا أو مقعدا هناك  . إننى أقولها بصراحة  موجها حديثى  للدكتور البرادعى , - لو كنت مكانك  لرحلت عن  هذ البلد   الذى حاول أن يستغل اسمك  لتضيف إلى رصيده شخصية حصلت على جائزة نوبل  ليباهى بها الآخرين  , ولكنك  حين طلبت حرية هذا الوطن  وجدت نفسك فى مواجهة تراث  من العداء لمعنى الحرية تراث يعتبر كل من عمل فى مؤسسية عالمية هو عميل للغرب . أنت لهذا  تحارَب من  الأسلاميين مع أن رئيسهم له ولدان يحملان الجنسية الأمريكية , وتحارَب من فلول الناصرية  مع أن الكثيرين منهم تربوا على موائد الغرب , ولا  يزالون لا يملكون إلا الحناجر والهتافات .  ارحل يارجل  فلديك من الرصيد  العلمى والأخلا قى والأدبى ما يجعلك تحيا  حياة كريمة  فى أى مكان . ارحل فلم تعد مصر وطنا يستحق   !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !