يمكن تلخيص إعتراضات كتبة الصحف الحكومية على الدكتور البرادعى بما يلى .. البرادعي له طبقة صوت ضعيفة جدا ، لا تساعده في معظم الأحيان في توصيل المعاني التى يقصدها ، البرادعي ليست لديه خبرة سياسية او مواقف مبدئية، فهو ليس بالسياسي المحترف، وليس بالرجل العالم بأحوال هذا البلد ولذلك سيكون من الطبيعي لو سأله مواطن: تعرف الدويقة فين يا دكتور؟ ألا يجد ردا ، فهو لم يعش في مصر كثيرا وإن كان هذا ليس عيبا في حد ذاته لكن شعوره بالمواطن واحتياجاته وخريطة الحياة في مصر ضعيف فهو رجل الصالونات ، فهذه الفواصل فيها ما هو متشابه مع بعضه ، ولكى تكون الصورة واضحة وصحيحة فلابد أن نقارن هذه السلبيات - إن وُجدت - بما نعيشه الآن ، ولن نتوقف أمام الفاصلة الأولى الكوميدية وهى نبرة الصوت لأن الرجل لم يكن يخطب فى حشد جماهيرى مثل خطابات رجالات الحزب الوطنى من على خشبة مسرح مؤتمرهم السنوى ، بل يجلس فى لقاء تليفزيونى ووضعه طبيعى جداً ، ولا أعرف ما المقصود بالمواقف المبدئية ، فالرجل تسأله محاورته ويجيب على قدر السؤال ولم يعقد جلسات تحضيرية قبل لقاءه على الهواء - مثلاً كما فعل أحمد عز قبل لقاءه بنفس المحاورة - ولم يطلب حذف أو إضافة سؤال ، وأما عن أنه ليست لديه خبرة سياسية فهذا كلام مردود عليه لأن الرجل تربى فى وزارة الخارجية فى فترة كانت من أصعب فتراتها وعمل فى السياسه قبل كثيرين يتولون دفة الأمور فى مصر الآن ، وأما عن أحوال البلد وعدم معرفته بها فهذا كلام مردود عليه فليس شرطاً أن يكون جاهلاً بوضع البلد من كان بعيداً عنها ، بل يكون الشخص فى الخارج متلهفاً لأى خبر يسمعه ويقرأه عنها ، ولنضرب مثال بسيط وهو هل أقربائنا وأشقاءنا الذين يعملون بالخارج لا يعلمون شيئاً عن مصر ؟! فإقرأوا تعليقاتهم بالصحف وإسمعوا آراءهم ومكالماتهم فى برامج التوك شو لتعرفوا أنهم يعلمون أكثر مما نعلمه ، ( يا ناس ) إبن عمتى بالإمارات يخبرنى بالأخبار الجديدة فى بلدى التى لا أتركها قبل أن أعرفها (!!) ، وأخيراً يجب أن يتم سؤال المسئولين عن الدويقه عن مدى معرفتهم بها لأنهم هم المسئولون عنها أمام الله وليس البرادعى ، فعليهم أن يسألوا - على أقل تقدير - وزير الإسكان السابق وهو نائبها البرلمانى : إنت رحت الدويقة يا دكتور إبراهيم سليمان ؟! وأخيراً فإننى أعتقد أن شعور الدكتور البرادعى وحبه لمصر وما يراه من تدهور ومكانة لا تليق ببلد بها تلك الإمكانيات المهدرة وشعوره
بالمواطن ومعاناته هو الذى أرغمه على ذلك التحدى ، فليس شرطاً أن يقف المهندس سامح فهمى – مثلاً – فى طابور الأنابيب ليشعر بمعاناة الناس لأن المشكلة واضحة حتى للكفيف ، وإن كان الدكتور البرادعى رجل صالونات فأعتقد أنه رجل صالونات يغرد خارج السرب وبعيد عن السيطرة الحكومية بخلاف رجال الأحزاب بما فيهم الحزب الوطنى السائرون بعد ترويضهم فى جلباب الحكومة .
التعليقات (0)