مواضيع اليوم

د السيد محمد علي الحسيني خلال منتدى تعزيز السلم في أبوظبي حلف الفضول نموذج تاريخي خالد لإرساء سبل التعاون وحماية السلم الأهلي


د السيد محمد علي الحسيني خلال منتدى تعزيز السلم في أبوظبي حلف الفضول نموذج تاريخي خالد لإرساء سبل التعاون وحماية السلم الأهلي

أكد د. السيد محمد علي الحسيني أن التنوع الديني مصدر تنوع وغنى في أمتنا، شكل منذ سنوات وعقود فسيفساء حضارية بالغة الأهمية، حتى أن الإسلام قرر هذا التنوع عندما قال المولى عز وجل "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" ، فمن الخطأ الاعتقاد أن التعددية الدينية نقطة من نقاط الضعف كما يتصور البعض ، أو كما يريد المتطرفون تصوير ذلك، من خلال محاولة القضاء على هذا التنوع الذي يعتبرونه مهددا للسلم الأهلي، في حين أن المحافظة عليه هو أكبر ضمانة لحمايته.
وشدد الحسيني على ضرورة حماية هذا الغنى في مواجهة الذين يستخدمونه على غير حقيقته، بتحويل التعدد الديني إلى مطية لمشاريع مشبوهة، تقوم على بث الفتنة الطائفية والدينية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد الذين عاشوا لقرون على أرض واحدة في أمن وسلام، فالخلافات المثارة هي سياسية وليست دينية ولا مذهبية، هدفها تغذية العصبيات وشرذمة الصفوف، خدمة لمشروع سياسي تفتيتي لأمتنا، وهذا مرفوض بالمطلق شرعا وقانونا وسلوكا.
وخلال الملتقى الخامس لـ"منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" بعاصمة الإمارات العربية المتحدة أبو ظبي تحت عنوان: "حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي"، دعا السيد الحسيني إلى تعميق الحس الحضاري والقيم الدينية المشتركة بين الأديان السماوية، التي تعتبر سلسلة متكاملة لا يمكن تصور وجود واحدة دون الأخرى أو اعتبار الأخيرة دون التي تسبقها، أو تلغي الواحدة الأخرى، فالنبي موسى عليه السلام بشر بنبي الله عيسى والمسيح عليه السلام بشر بالنبي محمد "ص" في قوله تعالى : " وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ " لذلك لا يمكن إلغاء هذه الأديان السماوية التي جاءت كسلسلة تاريخية أرادها الله عز وجل من أجل خير العباد، مكملة لبعضها البعض لأنها تصدر من سراجه الواحد.
وعمق الحسيني خلال "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" البحث في أهمية التعددية الدينية باعتبارها كنزا إنسانيا وموروثا حضاريا مهما، لا بد من حمايته والحفاظ عليه لضمان أمن السلم الأهلي مؤكدا أن "حلف الفضول" نموذج تاريخي خالد لإحلال السلام والتسامح بين الأديان من خلال ترسيخ قيم العدالة والتآخي الإنساني .
وقال : لقد كان الرسول الأكرم شاهدا على هذا الحلف قبل المبعث النبوي بعشرين عاما ، ولم يكن بالتالي طرفا فيه، لكنه وتأكيدا لأهميته، قال مع بزوغ فجر الاسلام : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وألا يعد ظالم مظلوما".
وأثنى الدكتور الحسيني على مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة المشكورة في احتضان الملتقيات الإنسانية حرصا منها على استتباب السلم والأمن العالميين ونشر قيم التسامح والمحبة بين الأديان والطوائف والقوميات.
وأمل السيد الحسيني أن يشكل الملتقى السنوي الخامس مصداقا لعنوانه "حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي"، محطة إنسانية وثقافية تؤسس لمرحلة عنوانها دعم سبل التعاون وتعزيز ثقافة التسامح والمحبة بين الأديان السماوية، داعيا إلى وضع خطة محكمة، تتعاون فيها الدول والهيئات والشخصيات المعتدلة، لصد كل المشاريع الهدامة التي تسعى لخلق الفتن بين الأديان الإبراهيمية، وبين أبناء الدين الواحد الذي تتنوع طوائفه، بنزع فتيل الفتنة ووأدها في مهدها قبل أن تكبر وتستفحل وتقضي على أهم مكون حضاري، لأن إنسانيتها مشترك قوي يجمع بين البشرية مهما كانت أديانها وألوانها وقومياتها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات